Saturday, April 3, 2010

إمنحونا الحرية؟؟؟













إمنحونا الحرية


لافرق بين الاحتلال العسكري للشعوب والاحتلال الفكري للعقول، اللهم إلا أن الاحتلال العسكري هو في العادة جنسية تحتل جنسية سواء من الديانة نفسها أو غيرها، وتكون هناك مقاومة للتحرر من الاحتلال البغيض

احتلال العقول لدينا هو بمثابة الديكتاتوريات
وليست الديكتاتوريات هي فقط في اعتلاء سدة الحكم عنوة وقهر الإنسان بقوة السلاح !. إن الديكتاتوريات الواضحة والظاهرة هي ليست بمثل خطورة تلك المبطنة
في مجتمعاتنا هناك من يريدون للعقل أن يظل أسيراً مقموعاً ومضطهداً، وإن حرروه "شكلياً " فإنهم يريدون له أن يكون مثل قدم البنت الصينية التي يضغطها " أولي الأمر" لتبقى صغيرة باعتبار أن القدم الكبيرة من علامات القبح لدى الفتاة عند الصينيين.
ويبدو أن العقل الحر الكبير هو من علامات القبح لدى الذين نحكي عنهم ، الذين يعتقدون أن المجتمع الفاضل هو الذي يصغي أفراده فقط لمن نصّبوا أنفسهم "اولى الامر" وتبعهم تنصيب "أولي الفكر" علينا، الذين لا يوظفون ألسنتهم إلا في حالة " الإمّعة " يوافقون على ما يوافق عليه "أولي الامر" وإن عارضوا يعارضون

هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم "أولي الفكر" علينا هم من السلالة الديكتاتورية وسدنة الحكام الطغاه، فلا يرون صواباً في الرأي سوى صواب آرائهم التي يحاولون المنّ بها علينا بطريقة الترغيب الزائف، وإنْ كشَفها البعض ،أو ناقشوها حضارياً وإنسانياً، سعى " أولي الفكر" لفرضها بالترهيب وبالأدوات المتاحة لأي ديكتاتور، فلا نرى منهم إلا الأحكام المعدّة سلفاً والجاهزة للاستخدام المباشر من قبيل إطلاق الصفات المستقاة من التكفير والهرطقة والزندقة الفكرية من ناحية ، أو الإعجاب بالغرب والدعوة إلى الانحلال الفكري والخُلُقي والتجرد من التعاليم الدينية، و المبادئ الإسلامية، ومن العادات والتقاليد من ناحية اخرى، إلى ما هنالك من السيمفونية التي مللنا سماعها، وباتت ضجيجاً ينزعج منه الضجيج نفسه

مَن يحتل عقولنا هم من أبناء جلدتنا. إنهم يمارسون قمعية الديكتاتور وإرهاب جنده بعد أن اعتلوا سدة الفكر اغتصاباً أو انقلاباً. - مثل سادتهم -الفرق بينهم ان سجونهم ومعتقلاتهم ليست حديداً قضبانها، إنها الصفات الأشد بأساً وبؤساً من الحديد ومن القيود المعدنية
انها وأد التفكير ، ومصادرة الحرية الفكرية والسلوكية الفردية التي يرون فيها خروجاً على الدين، وانتهاكاً للعادات ولعنة للتقاليد

إن من أبقى "أولي الفكر" عندنا في مواقعهم ليس قوة ما يعتقدونه ويؤمنون به، لكنه ضعف المضطهدة عقولهم، أو تلكؤهم وتثاقلهم في الوقوف ضد قمع العقل .اضافة الى وقوف "اولى الامر" ودعمهم لهم
إنهم ليسوا"أولي الفكر"، وإنْ قيل ذلك من باب السخرية والتهكم، لأنهم حقيقة هم
طواغيت الفكر اسوة بسادتهم طواغيت الحكم

محرر هذه السطور،احد أبناء هذه الامة المحتله عقلياً يحاول الخروج من شرنقة الاحتلال وصولا الى سعة الدنيا والاخرة ....اريد الخير لامتى وادعوا
كل يوم
اللهم فك قيودنا
اللهم أبْق ِ حاء الحرية حاءً
ولا تجعلها خاءً،
اللهم آمين

**
محمد أبوعبيد "بتصرف



20 comments:

Tears said...

طيب و ايه رايك فى المحتل المحلى؟


يعنى من نفس الجنسية و الدين...محمد على كان أجنبى بس كان احسن من اى محمد جه بعده

اكيد مش بدافع عن الاحتلال بس عايزة اوضح ان الاحتلال المحلى اسوأ كتير من الاجنبى لان كده مش بيبقى فيه مساندة دولية

sal said...

تييرز

ما اشرت اليه هو فى صلب هذه التدوينة
...
الذين نصبوا أنفسهم "أولي الفكر" علينا هم من السلالة الديكتاتورية وسدنة الحكام الطغاه،

يا قلت واكرر الاستعمار الداخلى اصعب من الاستعمار الخارجى
.....

مَن يحتل عقولنا هم من أبناء جلدتنا. إنهم يمارسون قمعية الديكتاتور وإرهاب جنده بعد أن اعتلوا سدة الفكر اغتصاباً أو انقلاباً. - مثل سادتهم -الفرق بينهم ان سجونهم ومعتقلاتهم ليست حديداً قضبانها

....

تحياتى

الآمير أمير شهريار حسن الدين said...

احتلال الفكر اقوى احتلال ممكن ان يواجة البشر

خصوصا اذا كان احتلال فكرى يخرجنا عن عادتنا والثقافة ويحاول هدم اللغة اساس اى حضارة

تحياتى

شيرين said...

المشكله اننا زي اللي معمول له غسيل مخ مش عافين نفوق منه ازاي
تحياتي

فضفضه said...

لا اعتقد ان هيجى يوم ويكون فى حريه فكريه وعقليه فى بلدنا خلاص خلصت
مفيش امل
هتشم النسيم فين يا sal

خواطر شابة said...

تعرف الكاتب لخص المشكلة في هذه السطور "لكنه ضعف المضطهدة عقولهم، أو تلكؤهم وتثاقلهم في الوقوف ضد قمع العقل" هذه هي المشكلة

sal said...

صديقى الامير

الطغاة دايما شاطرين فى الشغلانة دى
مش عارف انا عندى امل ان احنا نفوق
من غيبوبتنا
عشان كده احنا بنحاول

تحياتى لك

sal said...

الشموع السوداء

اتمنى لشموعك ان تكتسى باللون الابيض
...
لا يأس مع الحياة
ما احنا بنحاول نفوق اهوه

بس كل الحكاية ان غسيل المخ خد وقت وبقى له كثير وعشان نفوق
حناخد وقت برضو بس اكيد حيحصل

ما اضيق العيش لولا فسحة الامل

شكرا لمروركم الكريم
تحياتى

sal said...

فضفضة

من غير تشاؤم انا نفسى
اقضى شم النسيم فى جزر الكنارى

حيجى اليوم اياه
ان شاء الله
انا شايف انكم سبتونى احلم لوحدى
ما تحلموا معايا

تحياتى

sal said...

خواطر

ضعف المضطهدة عقولهم، أو تلكؤهم وتثاقلهم في الوقوف ضد قمع العقل

يعنى نسكت وخلاص على كده

لازم نحاول ياخواطر ولا نيأس
طيب انا رغم الاحباط اللى حاسس بيه فى التعليقات بس انا شايف ان الجميع فايقين وواعيين وده مكنش موجود من سنين قليلة ماضية"
الامل دائما موجود ولازم نحاول نحلم
وكل حاجة بتبدأ بحلم وامنيات
وبالاصرار والارادة والاهتمام
كل شئ ممكن

لك تقديرى

ماجد العياطي said...

جزاكم الله خيرا يااخي الكريم

وامتعنا دوما بمقالاتك الجميله

sal said...

شكرا اخى ماجد على حسن تواصلك
لك تحيتى وتقديرى

فضفضه said...

جزر الكنارى !!! طيب ربنا يوفقك وتزورها وتستمتع بجمالها بس ابقا افتكرنا بكام جوز كناريا او عصفورتين من هناك
هههههه
تحياتى

sal said...

فضفضة
ههههههه
بس كده...حاضر ان شاء الله
بس متقوليش حأكلهم منين
ههههه
خلينا فى الفسيخ والملوحة والرنجة
مع الطحينة والبصل والليمون

تحياتى

قيس بن الملووووح said...

نحن في حاجه الي ارائكم في رسائل القراء بعد ان دخلت المنطقه الملغومه

فضفضه said...

salطيب يا
انا انهارده كلت الرنجه والبصل ههههه ومصيت قصب وكلت توت من على الشجر وروحت الجنينه وانبسطت هى مش زى جزر الكناري بس انبسطت
ياترى غيرت انت هواء
منتظرين جديد لك
تحياتى

sal said...

العزيز قيس ابن الملوح

انا عارف انها منطقة ملغومة
وقريت اخر بوست بتاع الجواز العرفى
بحضر رد ورأى "ملغوم برضو" وسوف امر عليك ان شاء الله

تحياتى

sal said...

فضفضة
جزر الكنارى اللى قلت لك عليها
احنا اللى بنصنعها فى دماغنا
ممكن تكون فى مكان بس احنا مبسوطين وسعداء ...الحمد لله انك غيرت واتبسطت

اسعد الله ايامك

Anonymous said...

هذا هو ذكاء المحتل الداخلي لانه يعلم كيف يتلاعب بالالفاظ ليجعل الجميع نسخا مطابقه .... فيظهر المفكر كأنه النغمه النشاز والورم الواجب اسئصاله

لكن تلك اللعبه الدنيئه دوما ما تنكشف ... فالبشر ليسوا دوما دمى عديمه التفكير

مقال اكثر من رائع

افتقدت مدونه حضرتك وما تثيره التدوينات هنا من حاله من التفكير والامتاع

تحياتي

sal said...

فتاة الصعيد


البشر ليسوا دوما دمى عديمه التفكير

صدقت يا دكتورة
...
انا الذى افتقدت تعليقاتك المتميزة
شرفت ونورت وعودة حميدة

تحياتى وتقديرى