Tuesday, November 30, 2010

هيييييه دنيا ؟؟؟













روى طاغور "حكيم الهند" قصة لسلطان مرّ على جمع من الفلاحين..،

فلمح فى تقاطيع وجه احدهم هـمّـا ثقيلا ، فسأله عما ألم به .. فوجده يشكو

الفاقة وسوء معاملة من سيده الاقطاعى ، وسمعه يقول بانكسار بالغ :

لو ان لى شبر ارض لعشت حياتى كلها سعيدا... فوقعت هذه الكلمة فى

قلب السلطان ورثى لحاله ( اشك فى الرواية – السلاطين قلوبهم من حجر)

...ما علينا ...المهم ...ان الرواية تقول ان السلطان أشار له على أرض بمد النظر

وقال : تلك الارض التى ترى هى ملكى ..فأما بدايتها فهى لك !! فأركض فيها

وحيثما توقفت قدماك سيكون انتهاء أرضك

انفرجت اسارير الفلاح غبطة وفرحا واخد يعدو بكل قواه ، وكلما ابتعد قال ساجرى

اكثر حتى يزيد ملكى... وبعد فترة خارت قواه وهو يجرى ولكنه كان يضغط على نفسه

ويقول ليس بعد ...ليس بعد ...وركض وركض حتى سقط ميتا ....

**************

تلك القصة قد ينكر البعض واقعيتها...ولكن العلم يثبتها

فالعدو بما يزيد عن طاقة الانسان قد يؤدى الى فشل القلب وتعطل الوظائف الحيوية

وهذا ما حدث مرات عديدة لعدائين ولاعبى الكرة الذين سقطوا وهم فى الميدان

**********

هذه القصة لا نسوقها للتنفير من الرياضة بل لنقول انها قصة حياة اغلبنا بشكل أو بأخر

عدو ولهث حتى ينقطع النفس الاخير...

نعيش حياتنا نجرى بلا روية ولا رؤية ..من اجل الشهرة او المال او غيره ....فيفنى ربيع العمر وخريفه

فى كد متواصل ونمنى انفسنا بالراحة..ومتى ؟ فى آخر العمر ...واذا وصلنا لتلك المرحلة

وصلناها محملين ب (ارث الصراع والتكالب) من الضغط والسكر وتصلب الشرايين والروماتيزم وربما

الزهايمر وما الى ذلك...

تمر الحياة بطولها دون ان نعرفها او نختبرها او نتمتع بها وفيها ...

فثقافتنا السائدة هى ثقافة الموت ، فمن رفضها عاش لاهثا بجنون وراء ملذات الدنيا

ومن قبل ثقافة الموت ..مات وان كان من الاحياء

ثقافتنا السائدة لا تعلمنا كيف نحيا بل كيف نعيش

وشتان بين العيش كبقية ما يدب على الارض

وبين الحياة بكل ما تعنيه من احساس بالتفاصيل

التوسط والتوازن هو الامثل

توسط في العمل للدنيا والآخرة ، فكل منهما عبادة لله تعالى ، وتحقيق لغاية الوجود الإنساني

والتطرف فى اى اتجاه مفسدة كالسلطة المطلقة

Saturday, November 27, 2010

كليلة ودمنة














اثقلت عليكم فى التدوينات السابقة فاحببت ان نأخد فى طريقنا
هذه التدوينة القديمة
لمقتطف من كتاب كليلة ودمنه لعل فيها فائدة وعبرة وتسلية
**********************************

قال بيدبــــا :

لأن الحيوان البهيمية قد خصت في طبائعها بمعرفة ما تكتسب به النفع وتتوقى المكروه وذلك لأننا لم نرها تورد أنفسها مورداً فيه هلكتها. وأنها متى أشرفت على مورد مهلك لها، مالت بطبائعها التي ركبت فيها - شحاً بأنفسها وصيانةً لها - إلى النفور والتباعد عنه ....


وقد جمعتكم لهذا الأمر: لأنكم أسرتي ومكان سري وموضع معرفتي؛ وبكم أعتضد، وعليكم أعتمد. فإن الوحيد في نفسه والمنفرد برأيه حيث كان فهو ضائع ولا ناصر له.

على أن العاقل قد يبلغ بحيلته ما لا يبلغ بالخيل والجنود.

والمثل في ذلك أن قنبرةً اتخذت أدخيةً وباضت فيها على طريق الفيل؛ وكان للفيل مشرب يتردد إليه.

فمر ذات يوم على عادته ليرد مورده فوطئ عش القنبرة؛ وهشم بيضها وقتل فراخها. فلما نظرت ما ساءها، علمت أن الذي نالها من الفيل لا من غيره.

فطارت فوقعت على رأسه باكيةً؛ ثم قالت: أيها الملك لم هشمت بيضي وقتلت فراخي، وأنا في جوارك ؟ أفعلت هذا استصغاراً منك لأمري واحتقاراً لشأني ؟.

قال: هو الذي حملني على ذلك.

فتركته القنبرة وانصرفت إلى جماعة الطير؛ فشكت إليها ما نالها من الفيل. فقلن لها وما عسى أن نبلغ منه ونحن الطيور ؟

فقالت للعقاعق والغربان: أحب منكن أن تصرن معي إليه فتفقأن عينيه؛ فإني أحتال له بعد ذلك حيلةً أخرى.

فأجبنها إلى ذلك، وذهبن إلى الفيل،

ولم يزلن ينقرن عينيه حتى ذهبن بهما. وبقي لا يهتدي إلى طريق مطعمه ومشربه إلا ما يلقمه من موضعه.

.... فلما علمت ذلك منه، جاءت إلى غدير فيه ضفادع كثير،

فشكت إليها ما نالها من الفيل
قالت الضفادع : ما حيلتنا !! أنحن في عظم الفيل وأين نبلغ منه

قالت: احب منكن أن تصرن معي

إلى وهدةٍ قريبةٍ منه، فتنققن فيها، وتضججن. فإنه إذا سمع أصواتكن لم يشك في الماء فيهوي فيها.

فأجبنها إلى ذلك؛ واجتمعن في الهاوية، فسمع الفيل نقيق الضفادع، وقد اجهده العطش، فأقبل حتى وقع في الوهدة، فارتطم فيها.

وجاءت القنبرة ترفرف على رأسه؛ وقالت: أيها الطاغي المغتر بقوته المحتقر لأمري، كيف رأيت عظم حيلتي مع صغر جثتي عند عظم جثتك وصغر همتك ؟

""""من كتاب كليلة ودمنه"""

**************************

اتمنى لمن يقرأ هذا الكتاب أن يعرف الوجوه التي وضعت له؛ وإلى أي غايةٍ جرى مؤلفه فيه عندما نسبه إلى البهائم وأضافه إلى غير مفصحٍ؛

وغير ذلك من الأوضاع التي جعلها أمثالاً: فإن قارئه متى لم يفعل ذلك لم يدر ما أريد بتلك المعاني، ولا أي ثمرةً يجتني منها،

ولا أي نتيجة تحصل له من مقدمات ما تضمنه هذا الكتاب

*************************

تدوينة سابقة

كليلة ودمنة 1

http://la-ekraah.blogspot.com/2008/08/blog-post_24.html

Wednesday, November 24, 2010

المرأة ...2





المرأة ...2

النساء ناقصات العقول

المورد الذى نحن بصدده هو أنّ النساء:

" ناقصات عقل ودين " و «ناقصات العقول والإيمان والحظوظ»

ولو عرضنا هذا الحديث على القرآن والوجدان لتبيّن لنا انه لا يجوز مثل هذا الكلام ولرأينا أنّه من بنات أفكار الثقافة السائدة التي كانت تحتقر المرأة.

فمن حيث «نقصان الحظ في الميراث» وأنّ سهم الاُنثى نصف سهم الذكر فهو فرض من الله لا لنقص في المرأة، وإلاّ فالوالدان سهمهما أقل من النصف بالنسبة للأولاد، أي السدس، فهل معنى هذا أنّ الوالدين ناقصا الحظ؟ وهل في ذلك منقصة على الوالدين؟

وهكذا في مسألة «نقص الإيمان» المعبّر عنه في الرواية أنّها تترك عبادتها أيام عادتها، فهو أيضاً بأمر الله تعالى، فنفس ترك العبادة يكون عبادة لأنّها بأمر الله، كما أننا نترك الصوم في السفر إمتثالاً لأمر الله تعالى.

ثم إنّ الإيمان شيء باطني وقلبي يختلف باختلاف الأفراد ولا علاقة له بالرجل والمرأة ولا يرتبط بعدد الصلاة والصيام، فالخوارج كانوا من أصحاب الجباه السود من كثرة العبادة ...،

ان كل من له أدنى معرفة بالدين والإسلام يعرف بأنّ الإيمان شيء قلبي قد يكون كثير من النسوة أكثر إيماناً من الرجال وذلك لإرتباطهن القلبي بالله تعالى في حال الصلاة وفي غيرها، بينما قد يكون المصلي ساهياً في صلاته وغير مرتبط بالله ولا يتوكل عليه في سلوكه وأعماله.

أمّا نواقص العقول فالحقيقة أنّ عقل المرأة لا نقص فيه،

غاية الأمر أنّ عاطفة المرأة قد تغلب على عقلها في أغلب الأحيان لما أعطاها الله تعالى من عاطفة وحنان ورحمة ،

والعاطفة كالعقل في كون كل واحد منهما وسيلة إلى الله والكمال الإنساني

وفي مقابل ذلك تغلب الحماقة على عقل الرجل كما هو الملاحظ في غالبية الناس، فالعقل لوحده غير مطلوب في الرجل إلاّ مع اقترانه بالعاطفة، فالدين هو الحبّ كما ورد في الروايات، والعقل لوحده لا يفيد صاحبه على مستوى الحبّ لله ، فقد تصل المرأة بعاطفتها في مدارج الكمال ما لا يصل إليه الرجل بعقله،

وعلى كل حال فلو سلّمنا أنّ المرأة ناقصة العقل بالنسبة إلى الرجل، فالرجل بدوره ناقص العاطفة بالنسبة إلى المرأة،

وإذا كان ذلك يشكّل نقصاً للمرأة كان هذا أيضاً يشكّل نقصاً للرجل، ولكن الصحيح أن لا هذا ولا ذاك،

وعندما يقول الله تعالى عن كل من الرجل والمرأة: (فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) ، فهذا يعني أنّ كل واحد من المرأة والرجل مكتمل الخلقة إلى درجة أنّ الله تعالى يبارك نفسه هذا الصنع والخلق، وما نراه من حاجة كل منهما إلى الآخر لا يعني النقصان بالضرورة .

واذا كانت علّة نقصان الإيمان بترك الصلاة والصيام أيام الحيض، ومعلوم أنّ ذلك بأمر من الله تعالى، وإذا كان ذلك امتثالاً لأمر الله تعالى فهل يعدّ نقصاً في الإيمان؟ وهل أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) وكل مسلم عندما يترك الصيام في السفر إمتثالاً لأمر الله أو يقصّر في صلاته بأمر من الله يعدّ ناقص الإيمان أم يعدّ ذلك من كمال الإيمان والتعبّد بما أمر الله تعالى؟!

وهكذا في نقصان العقل، فالعلّة المذكورة في الرواية هي أنّ الشريعة قررت شهادة امرأتين في مقابل شهادة رجل واحد، وهذا لا يوحي بنقصان العقل الذي ورد في الروايات

هذا العقل مشترك على حدّ سواء بين الرجل والمرأة، ومجرد غلبة النسيان على المرأة كما تعلل الآية الشريفة ذلك: (فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الاُْخْرَى).

هذا النسيان الذي يتعلق باُمور فسيولوجية خاصة من ناحية أو ربما كان بسبب إلغاء دورها الاجتماعي وعدم الاهتمام بتثقيفها وتعليمها ، وهذا لا يدل من قريب أو بعيد على نقص العقل.

وأمّا بالنسبة إلى الميراث فقد ذكر العلماء والفقهاء تبعاً لما ورد في الروايات أنّ ذلك يعود إلى وجوب النفقة والمهر على الرجل وليس على المرأة شيء، فتكون النتيجة أنّ سهم المرأة سيكون بالتالي أكثر من الرجل، أي أنّ النقص في سهم الرجل وليس المرأة، مضافاً إلى ما اسلفنا من أنّ الوالدين يأخذان أقل من البنت، أي السدس أو الثمن، وعليه فهل يصح أن نعيّر الوالدين بأنّكما ناقصا الحظوظ؟!

أقول هذا وأعلم جيداً أنّ الكثير من النساء المؤمنات في هذا الزمان يشعرن بحالة من الامتعاض والحيرة والألم بسبب هذه الأحاديث المنسوبة إلى الرسول رغم تسليمهن وسكوتهن، فهل يصح أن نصرّ ثم نحتال لتأويلها بمثل هذه التأويلات التعسّفية؟!

واذا عرضنا هذه الرواية على القرآن الكريم الذي يثني كثيراً على النساء المؤمنات ويجعل من بعضهن كمريم وآسية اُسوة لجميع المؤمنين والمؤمنات ويدافع عن الظلم الذى لحق بالمرأة في العصر الجاهلي، فهل نجد أنّ هذه الرواية تتفق مع مفاهيم القرآن ومبادئه السماوية، أو تتقاطع معها؟

ألا يعني التعليل الوارد في الرواية أنّ جميع النساء ومنهن مريم وآسية وامهات المؤمنين هنّ ناقصات العقول والإيمان؟ وهل يستقيم ذلك مع جعل القرآن هؤلاء النسوة اُسوة لجميع المؤمنين من الرجال والنساء:

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ).

وقوله تعالى:

(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).

وقوله تعالى:

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

وغيرها من الآيات الكريمة التي يفهم منها بكل وضوح المساواة في العقل والإيمان والمنزلة والكرامة وغير ذلك،

فهل تنسجم هذه المفاهيم القرآنية مع ذم المرأة والتنقيص من شأنها؟

Tuesday, November 23, 2010

المرأة ...1







المرأة ...1

ـ خلق المرأة

والضلع الاعوج؟؟؟

......................


: ودا وقته يا عمى الحاج ....

: ايو يا سيدى وقته ونص...

: ليه يعنى

: شوف يا سيدى

: لازم نعرف ان التصورات الكبرى تبنى على فرضيات ومسلمات

قد تكون صغيرة فى البداية لكنها تتراكم وتزداد مع الزمن حتى تصبح

حقائق او اشبه بالحقائق ، ونمط تفكير وسلوك نبنى عليهما رؤيتنا الكلية للحياة

ولذا وجب التدبر فى اصل المسألة

: يعنى لازم نشوف حكاية الضلع الاعوج

: ايوه ...لانها هى اللى جعلتنا نرى المرأة بتلك النظرة الدونية ماضيا وحاضرا

إذا أردنا البحث في الرواسب التاريخية للفكر التي تقف موقفاً سلبياً من المرأة، فلابدّ من التوغل إلى حيث الجذور واستجلاء موطن الخلل في هذا النمط من التفكير، وأول شيء يطالعنا في الموروث حول موقع المرأة ومكانتها من الرجل ، هو الروايات المتعلقة بكيفية خلق «حواء»

فجميع الروايات الواردة في المصادر الحديثية من الفريقين" سنة وشيعة " تنتهي إلى فرضية مسلّمة وهي أنّ الله تعالى خلق «آدم» أولاً ثم خلق «حواء»، (وهذا أول الوهن)، وهناك اختلاف في كيفية خلقها على نحوين:

1 ـ طائفة من الروايات تصرّح أنّ الله تعالى خلقها من الضلع الأيسر لآدم (وهو ما ورد في التوراة أيضاً) ومن ذلك ما أورده البخاري في صحيحه:

«استوصوا بالنساء فإنّ المرأة خلقت من ضلع وإن اعوج شيء في الضلع أعلاه فان ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل اعوجاً، فاستوصوا بالنساء».

وذكر صاحب المنار محمد رشيد رضا أيضاً في ذيل تفسيره للآية 189 من سورة الأعراف أنّ ابن حبان روى عن أبي هريرة:

«أنّ المرأة خلقت من ضلع أعوج».

2 ـ ما ورد في المصادر الشيعية وعليه جلّ علماء الشيعة أنّ حواء خلقت من فاضل طينة آدم،:

: إنّ الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلق منها آدم، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء»

هذه خلاصة ما ورد عن خلق حواء في المصادر الروائية وكتب التفسير، وكما هو معلوم فإنّ العنصر الذكوري وتفضيل الرجل على المرأة في هذه الروايات لا يخفى على أحد،

فكون آدم هو الأصل والمخلوق الأول من البشر وحواء هي الفرع والمخلوق بالتبع يلقي بظلاله وتداعياته الثقافية والنفسية على وعي الإنسان والمرأة بالذات وأنّها ما خلقت إلاّلغرض إيناس الرجل وإشباع غريزته وإخراجه من حالة الانفراد والوحشة كما ذكرت ذلك بعض الروايات، وبديهي أنّ مثل هذه المفاهيم بإمكانها أن تعبّد الطريق في حركة التشريع والتقنين على مستوى هضم المرأة حقوقها المشروعة والتعامل معها كإنسان من الدرجة الثانية.

والآن لنرى مدى صحة ومعقولية مثل هذه المضامين الروائية في معيار العقل والنصوص القرآنية..

أمّا كون المرأة (حواء) خلقت من ضلع آدم الأيسر فقد تكفلت الحجة المنطقية بردّه، فهل أنّ الله عاجز عن خلقها من غير ضلعه؟ ولماذا الضلع وليس شيئاً آخر، وكيف أنّ آدم خلق من طين دخلت في تكوينه عناصر كثيرة من الماء والحديد والكلس والصوديوم والكربون وغير ذلك من عناصر الطبيعة، ولم تخلق حواء التي تماثله في الخلقة على مستوى العناصر البيولوجية والفسيولوجية، سوى من عنصر الكلس الذي في العظام؟

والأغرب من ذلك أنّ هؤلاء لم يتعبوا أنفسهم بالتحرك لإثبات الحقيقة من موقع عدّ أضلاع الجانب الأيمن في أبدانهم للتأكد أنّها لا تقلّ عن اضلاع الجانب الأيسر!!

وعلى أية حال لا نطيل في مناقشة الروايات من النمط الأول رغم أنّ بعض علماء أهل السنّة تلقوها بالقبول وتوقف محمد رشيد رضا صاحب المنار في قبولها أو ردّها مع كونه من أصحاب الفكر النيّر، لا بسبب مخالفتها للعقل، بل لكون هذا المعنى وارد في التوراة وقد أمرنا نبينا(صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا نصدق أهل الكتاب ولا نكذبهم فيما لا نصّ فيه عندنا لاحتماله، فنحن نعمل بأمره(صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الخبر كما يقول صاحب المنار

أمّا بالنسبة إلى الرواية الثانية فنتساءل بدورنا ، هل كان الله عزّ وجلّ يعجزه خلقها من غير فضلة آدم، كأن يخلقها من طين آخر؟ وهل كان هناك قحط في الطين حتى يضطر الله تعالى لخلقها من فاضل طينة آدم؟ ولماذا هذا التحقير للمرأة بأنّها خلقت من فاضل طينة الرجل؟ وهل يسري هذا الحكم على جميع الاناث في عالم الحيوانات والحشرات أو نقول بأنّها خلقت مع الذكر سوية؟

إنّ الوجود الفسيولوجى في الرجل وعلم الله تعالى الخالق بأنّ الرجل لا يمكنه التناسل لوحده يقتضي القول بأنّ الله العليم القدير كان قد قرر أن يخلق المرأة من أول الأمر ولا علاقة لهذا الامر بأن آدم استوحش من الوحدة وطلب من الله المؤنس، ،،،، ثم ان الله سبحانه وتعالى الخالق العليم حاشاه ان يكون جاهلاً بمقدار ما يكفي من الطين لصنع آدم، فلما صنعه زادت منه فضلة، وكأنهم يقيسون الله تعالى على البنّاء من البشر الذي يبني البيت فيزيد عادة بعض الجصّ والآجر والاسمنت بعد اتمام البناء، وإلاّ فلو كان الله تعالى عالماً من أول الأمر بمقدار ما يستهلكه صنع آدم من الطين، فكيف تبقى فضلة؟ وإذا قلنا بأنّه تعالى قد تعمد ذلك ليخلق منها حواء، فلماذا نسميها فضله؟ وهل هذا إلاّ لغرض الاستخفاف بالمرأة وتحقيرها؟! إلى غير ذلك من علامات الاستفهام التي تواجه مدلول هذه الرواية لو سلّمنا بصحة سندها.

والآن لنعرض هذه المسألة على القرآن الكريم ليجيبنا على مسألتنا هذه، وهي كيف خلق الله حواء؟

إنّ أول ما يلفت نظرنا في أجواء الآيات الكريمة أنّها لا تقر مفهوم أولية خلق آدم وبعدية خلق حواء اطلاقاً، والشيء الذي يصرح به القرآن الكريم أن آدم هو أول خليفة لله تعالى على الأرض لا أنّه أول مخلوق من البشر، ففي سورة البقرة نقرأ هذا المعنى بوضوح في قوله تعالى:

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاَْرْضِ خَلِيفَةً...).

أمّا من هو أول إنسان خلقه الله تعالى؟ هل هو آدم أم حواء؟ فالقرآن ساكت عن هذه المسألة.

وفي آية اُخرى نقرأ قوله تعالى:

(يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْس وَاحِدَة وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا...).

أمّا من هو الزوج؟ هل هو آدم أم حواء؟ ونحن نعرف أنّ «الزوج» في العربية يطلق على الرجل والمرأة، فكما من المحتمل أن يكون المقصود بالنفس الواحدة هو آدم وقد خلق منها زوجها وهي حواء، فكذلك يمكن القول بأنّ النفس الواحدة حواء وقد خلق منها آدم ، رغم أنّ الأقرب إلى أجواء الآية والأكثر انسجاماً مع العقل أن يكونا قد خلقا سوية، بأن كانت هناك نفس واحدة ثم انشطرت إلى قسمين، أو كما يقول صاحب المنار: «إذا كانت جماهير المفسّرين فسّروا النفس الواحدة هنا بآدم فهم لم يأخذوا ذلك من نصّ الآية ولا من ظاهرها بل من المسألة المسلّمة عندهم وهي أنّ آدم ابو البشر»(تفسير المنار).

ويقول أيضاً: «المتبادر من لفظ النفس بصرف النظر عن الروايات والتقاليد المسلّمات أنّها هي الماهية أو الحقيقة التي كان بها الإنسان هو هذا الكائن الممتاز على غيره من الكائنات أي خلقكم من جنس واحد وحقيقة واحدة ولا فرق في هذا بين أن تكون هذه الحقيقة بدأت بآدم كما عليه أهل الكتاب وجمهور المسلمين أو بدأت بغيره وانقرضوا كما قال بعض الشيعة والصوفية أو بدأت بعدّة اصول انبثّ منها عدّة أصناف كما عليه بعض الباحثين» (المصدر السابق).

هذا ولكن أقوى شاهد من القرآن على أنّ النفس الواحدة هنا لا يراد بها آدم هو ما ورد في الآية 189 من سورة الأعراف التي أوردت نفس هذا المضمون مع اختلاف يسير حيث تقول الآية:

(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْس وَاحِدَة وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنْ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)

فواضح من سياق هذه الآية الشريفة أنّها تنسب الشرك للأب والاُم «جعلا له شركاء» ولا يمكن أن يقصد بها النبي آدم، بل جنس الذكر والاُنثى كما قال صاحب المنار الذي قال «وأسلم من هذين التفسيرين أن يكون المراد جنسي الذكر والاُنثى لا يقصد فيه إلى معيّن، وكان المعنى والله أعلم، خلقكم جنساً واحداً وجعل أزواجكم منكم أيضاً لتسكنوا إليها فلما تغشى الجنس الذي هو الذكر الجنس الآخر الذي هو الاُنثى جرى من هذين الجنسين كيت وكيت»().

أنّ القرآن والعقل لايؤيدان خلق حواء من آدم ولا أنّها خلقت بعد آدم ولا أنّ الغرض من خلقها إنّما هو تسلية آدم وإزالة الوحشة عنه، بل الغرض من خلق المرأة هو نفسه الغرض من خلق الرجل وإنّهما خلقا سوية من نفس واحدة أي من جنس واحد

وذلك لعمارة الارض على مراد الله

وختاما .....

لو قيل ان الحديث صحيح السند فلما لا نتبين ونفهم المتن والضلع واعوجاجه كما فهمها العلامة الشعراوى رحمه الله

""" فالخالق - عز وجل - قبل أنْ يخلق يعلم ما يخلق ، ويعلم المهمة التي سيؤديها؛ لذلك يخلق سبحانه على مواصفات تحقق هذه الغاية ، وتؤدي هذه المهمة .وقد يُخيَّل لك أن بعض المخلوقات لا مهمةَ لها في الحياة ، أو أن بعضها كان من الممكن أنْ يُخلَق على هيئة أفضل مما هي عليها .ونذكر هنا الرجل الذي تأمل في كون الله فقال : ليس في الإمكان أبدعُ مما كان . والولد الذي رأى الحداد يأخذ عيدان الحديد المستقيمة ، فيلويها ويُعْوِجها ، فقال الولد لأبيه : لماذا لا يترك الحداد عيدان الحديد على استقامتها؟ فعلَّمه الوالد أن هذه العيدان لا تؤدي مهمتها إلا باعوجاجها ، وتأمل مثلاً الخطَّاف وآلة جمع الثمار من على الأشجار ، إنها لو كانت مستقيمة لما أدَّتْ مهمتها .وفي ضوء هذه المسألة نفهم الحديث النبوي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم - عن النساء : « إنهن خُلِقْنَ من ضلع ، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ، فإنْ ذهبتَ تقيمه كسرته ، وإنْ تركته لم يَزَلْ أعوج ، فاستوصوا بالنساء » .حين تتأمل الضلوع في قفصك الصدري تجد أنها لا تؤدي مهمتها في حماية القلب والرئتين إلا بهذه الهيئة المعْوَجة التي تحنو على أهم عضوين في جسمك ، فكأن هذا الاعوجاج رأفة وحُنُو وحماية ، وهكذا مهمة المرأة في الحياة ، ألاَ تراها في أثناء الحمل مثلاً تترفق بحملها وتحافظ عليه ، وتحميه حتى إذا وضعتْه كانت أشدَّ رفقاً ، وأكثر حناناً عليه؟ """

,,واخيرا اللفظ القرأنى يأتى على العموم لا على التخصيص فى مسألة الخلق

ياايها الانسان ما غرك بربك الكريم * الذى خلقك فسواك فعدلك

{ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ }

ـ { خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى

وهكذا ......

فلا اعوجاج نقيصة وانما خلق فى احسن صورة - رجلا أو أمرأة

فتبارك الله احسن الخالقين





Monday, November 22, 2010

مـحـرّم ، محظور؟؟؟














- 0

العيد مضى كالاعياد السابقة وكل اضحى
وانتم " مضحيين " وبالف خير
(وخلصت شوية المقالات الساخرة
وخلص تأثير "اللحمة والسخرية
وما بعد الهزل والاسترخاء الا الجد )







مـحـرّم ، محظور، عندنا
تــابــــــو عندهم


1 –

تقديــم
.................

يعود مفهوم التابو الى العبادات (الطوطمية) .. ويعني (الطوطم) بأنه كيان يمثل دور الرمز للقبيلة، وهو رمز مقدس باعتباره المؤسس أو الحامي لها
أول من أدخل اصطلاح (الطوطم) إلى اللغة الإنجليزية الرحالة (جي. لونك) عام 1791.. إذ استعمله في كتابه (رحلات وأسفار

.. كما استعملت كلمة الطوطمية في الدراسات الأنثروبولوجية لأول مرة من قبل العالم الاسكتلندي (جي. مكلينين) في عام 1870 لدى كتابته مقالاً بعنوان (الطوطمية

أما (التابو) فمعناه المحرم وارتبط بالمقدس العبادي لدى البدائيين.. أي إن التابو هو تحريم المس بالمقدس او تدنيسه.. وقد كتب العالم النفساني ( فرويد) كتابا حول الطوطم والعبادة الطوطمية.. اذ ارتبطت بنوع من العبادة البدائية أو الدين الأسطوري الابتدائي.. وهي تعتمد على مفهوم التثليث( الأب ، الأم، الابن).. التابو بالمفهوم الفرويدي يعني ( المحرم) وكان يشير به الى الجنس ، محللا تداعيات الكبت في السلوك الإنساني متأثرا في استخدام المصطلح من الدراسات الانثروبولوجية التي شخصت ماهية التابو كونه التحريم او المحرم ..
لكن تطور الأمر لاحقا إذ شمل المحرم او التابو ما يمكن تسميته التثليث التابوي ( الدين ، الجنس، السياسة).. فأصبح هذه التثليث غير قابل للتناول او المس

إما أهمية أركانه فتخضع لنمط السلطة الفارضة للتابو وأولويات أركان التثليث .. فالسلطات الشمولية تضع أولوية السياسة على رأس قائمة المثلث التابوي.. أي إن السلطات الشمولية ذات النهج الأيدلوجي الأحادي لا تقبل الشراكة السياسية للمختلف معها في الايديولوجيا.. وبذلك فهي تضع تابو إزاء المختلف الايديلوجي معها.. لكنها في الجانب الأخر قد تتقاطع مع بعض الأوجه الدينية كمنع أو قبول.. ويبقى الجنس خارج تابوهاتها
أما إذا امتزجت الايدلوجيا الشمولية بالدين فيكون التابو في أعرافها يشمل الدين ومناقشته أو الاختلاف الديني والمذهبي معه.. ويأتي الجنس وقضاياه مرتبطا بالمنظومات الأخلاقية والاعراف وزوايا النظر إليها. وهذا يقرب المسافة من الدين ويضع الجنس بمشتركات مع التابو الديني أحيانا، ..
وقد عاشت ورزحت أوربا والغرب في اوقات تاريخية تحت سلطة التابوات وبتنوعها السياسي والديني والجنسي ، الذي كان يدخل المخالف بدائرة الكفر والهرطقة، وعقوبته الحرق..

لكن وبإخراج السلطة الكهنوتية للكنيسة من واجهة السلطة
وإبعادها وفصلها عن السياسي، فقدت سلطتها التابوية بنسبة كبيرة وخاصة بعد سقوط الكثير من المعتقدات اللاهوتية وانتشار التوجه العلماني أو الإلحادي.. وهكذا خرج التابو الكهنوتي الكنسي من واجهة فرض سلطته والتحكم بتوجهات المجتمع
هذا بعد الثورة الفرنسية ، وما تبعها من تحولات فكرية وتحولات اقتصادية تمثلت بالثورة الصناعية


إن الحجر على الفكر والمعرفة هو حجر من نمط سلطة التابو
ولعل القرآن أشار الى الحوار والى المناظرة والى الجدل كأسس إنسانية وفكرية خارج التابو الفكري حين أشار بالآية الكريمة 125 من سورة النحل ( ادع الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).. أن الحوار هو سمة إنسانية سامية..وهو الذي يخلق المشتركات الإنسانية ويقلل الفجوة بين المختلفين.. وليس التابو.. ولكى نخرج من سلطة التابو الأيديلوجي الذي أقامته الدكتاتورية، يجب أن نرسي دعائم الحوار لا دعائم التابو الفكري.. ولنبدأ بأنفسنا ...خاصة بعد امتلاكنا التكنولوجيا الرقمية التى اصبحت سلاح بوجه التابو.. ولم يعد من شئ يمكن السيطرة

والحجر عليه..

لندع نور الضوء يلج مساماتنا.. ولنشرع النوافذ لدخول الشمس وتجدد الهواء النقي بعيدا عن العتمة والعثة التي يفرضها واقع القهر والاستبداد الذى نعيشه

...****......*****.......

2 –

فى عصر العولمة والإنترنت مازال هناك من يتعقب المقدس اتباعا او جحودا
هل ما زال حراس " التابو " محتفظين بيقينهما وحيويتهما وتواجدهما ؟...نعم ...
وهل ما سمى بمشروع " التنوير " أو " الخطاب الجديد " هو خطاب زائف ولم يحقق ذاته ؟ حتى الان ..نعم ...
........................
................


3 –

ممنوع الاقتراب ، ممنوع التصوير!!؟؟

" احترس " ، " قف " ، منطقة محظورة ، مليئة بالأسلاك الشائكة ، يرتبك أمامها الإنسان دون أي عون ثقافي أو معرفي تجاه أهدافها الخارقة والمتسلطة

والسؤال الذى يتبادر
كيف استطاعت بعض المفاهيم رغم هشاشتها " كطاعة ولى الامر " الاحتفاظ بكل هذا المجد المزيف أوكيف استمرت ديكتاتورية الموروث هذه كل هذا الزمن
انساننا بحاجة لمن يقول له : ان بعض هذا " المتوهم بأنه" مقدس أو عيب أو محظور ليس بحقيقى

انساننا بحاجة إلى من يفك له هذا " الالتباس" ، أو من يساعده على استيعاب العوالم الرمزية للثقافة الدينية والاجتماعية والسياسية ..
وهو فى اشد الحاجة الى ان يدرك
ان كثيرا من النصوص تنتظر حالة قراءة جديدة تكشف دلالاتها أو مدلولاتها لكي يعبر هذا الإنسان المتعثر معها نحو
سعة اوجدها الخالق واغلقها وضيقها المخلوق !!
وحرية وتكريم قررهما من هو اله فى الارض واله فى السماء بينما حجبهما الطغيان بكل انواعه

إن إنسان اليوم بحاجة إلى ألفة ، حوار ، تعاطف ، ولم يعد يطيق " الترهيب " و " الخطوط الحمراء " . إنه يريد الخلاص من هذا الرهاب

ندخل عصرا جديدا نخاف فيه أن يتحول كل شركاؤنا و أصدقائنا و أقاربنا وأصحاب السلطة إلى معصومين أو قديسين ، علينا أن نستأذن فى الدخول إليهم أو التحاور معهم ،
وحينما يرفضون و باسم المقدس نسقط فى " مستنقع الكآبة " باحثين عن خوارق جديدة
وأرقام وشعارات تخرجنا منه كخرافة البطل المخلص !؟

إن النمط الاستهلاكي المستشري فى تحويل الإنسان إلى بضاعة ، و التعليم الفاشل فى تنشئة الأجيال ، أو رقابة النصوص والوصاية ، اضافة الى القهر والجمود والاستسلام - كل ذلك وراء انتشار ظاهرة التخدير والالهاء
عن اولوياتنا فى العيش بحرية وكرامة

ولأننا مستلبين وليس لدينا القدرة على المواجهة منحنا تلك الظواهر وبشكل ساخر سيطرة أكبر علينا ، ولم نعد نرى سوى اللون " الأسود " بانتظار من يشعل لنا قوس قزح فى الأفق


* اننا لا ننشد الانحلال أو تحويلنا إلى جزر معزولة بسبب التحرر الحاد أو التشظي الذي استطاعت حركة الحداثة من خلال تاريخ المائة عام الماضية منحه لنا بالرغم من إنجازاتها الايجابية
سياسيا واجتماعيا
* لا نريد ان نكون فقراء ثقافيا ومفلسين روحيا ، بل نريد التأكيد على حاجتنا الى القيم الأخلاقية والروحية ، لكى لا تجد النفس والروح عزاء ولا زادا

* ولا نتمنى للعلاقات الانسانية والأواصر التقليدية تضعف وتنهار ، والفردية النرجسية تتفشى

ولكن الحرية المبتغاة هى تلك التى تسعى لخلاص الإنسان من كل قيوده بمسؤولية اى مع الأخذ فى الاعتبار القيم الأخلاقية

بدافع الرغبة واليقين لا بدافع الحاجة أو بمقولة " شئ أفضل من لا شئ " وعلى أن لا تحوّل الحرية تحت أى ظرف " البطل " إلى " ديكتاتور

************
المسألة تحتاج الى التوضيح
وفى التدوينات القادمة ان شاء الله ساتناول اوضاع المرأة " نصف المجتمع "
فى أجواء التخلف والقهر والظلام فى محاولة الى الانتقال بها إلى أجواء المسؤولية والمواجهة وبناء الشخصية المتفاعلة مع الواقع الاجتماعي والصعود إلى آفاق حضارية تليق بها...
متبنيا رؤية احسبها تمثل الرأى الصواب