Thursday, January 31, 2008

الحياة حركة



الحياة حركة لا تتوقف

من سنن الله أن الحياة حركة لا تتوقف، فالتوقف هو الموت، والفرق بين الحي والميت يكمن في الإرادة والفعل الناتج عنها،
والحياة كالماء إذا ركد أَسِن وتغير، وإذا تحرك صفا وطاب،
.وهكذا تفرز قراءة التاريخ فيما يتعلق بحياة الأفراد والأسر والمجتمعات والدول أنها لا تعرف الجمود والمكث الطويل دون تغيير وتفاعل. ولعل هذا جزء من سنة التدافع والمداولة،
يقول الله
-تعالى
-: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)
[ آل عمران:140] ،
ويقول جل جلاله
: (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ )
[ البقرة :251].
فالتدافع ليس بالضرورة أن يكون حرباً بين فئة وأخرى، بل قد يكون في داخل النفس، أو في داخل المجتمع؛ تقابل وتفاعل وصراع وجدال بين قوى مختلفة، تكون نتيجته شيئاً مختلفاً عما هو واقع، وعما تقتضيه هذه القوة أو تلك، ولكنه مزيج من هذا وذاك.
إن التحديات جزء من تبعة الحياة

ليس صحيحاً أن المحافظة على وضع ما هو الضمانة، وأن التغيير هو المحرك للاضطراب، بل إن التغير سنة ربانية، وما لم يسع إليه الناس بإرادتهم ووعيهم واختيارهم؛ فإنه يقع بسبب إفرازات لأحوال ذاتية منبعثة منهم، أو بسبب متغيرات خارجية قريبة أو بعيدة تفعل فعلها الذي لا يملك الناس إزاءه إلا الاستسلام وتبادل العتب والملام
ولإن التحديات جزء من تبعة الحياة وناموسها الذي لا يتخلف
فى الحياة تقع أحداث يظن البعض أنها حدث معزول وينتهي وأن أسبابه قائمة ومنعقدة ومعقولة. ثم تجرى أحداث
اخرى.
تتحرك بطريقة درامية
تقع تحت السنة الكونية في المتغيرات الذاتية والضغوط الخارجية

فهي إذاً دوامة ليس من السهل أن تتوقف وقد يكون من غير الصواب تفسيرها
(كما نفعل دائما)
بأن ما يجرى فى واقعنا هو نتيجة مؤامرة خارجية محضة.
نعم
هناك توظيف خارجي مكشوف،
لكن سياق الأحداث يجري وفق سنن ربانية محكمة
أن ثمة أحوالاً نعيشها غير عادلة ولا مستقيمة فهي إذاً لا تصلح للبقاء والاستمرار
والأطراف الخارجية تسعى إلى توظيف مشاعر الناس وانفعالاتهم صوب الوجهة التي تخدم مصالحها
لـــذا
من الحكمة أن نسعى إلى قراءة الواقع قراءة صحيحة واعية وأن نضع أيدينا على مكامن الخلل ومواضع الداء ثم
نحاول ان يكون لنا يد فى صناعة المستقبل وسَبْقٌ في تشكيله
والبداية برأى لابد ان تبدأ من اعلاء قيمة الانسان واحترام كرامته و الحياة فى مناخ الحرية ومقاومة الاستبداد
فكرا وعملا
وألا نكتفى بالقول بأن الزمن كفيل بحل مشكلاتنا
ف قد يكون الزمن من أسباب تعقيدها وتحويلها إلى حلقة مفرغة لا نعرف مبدؤها ولا منتهاها
ولا يملك الناس إزاءها حلاً ولا ربطاً.....الزمن أساس في الحل....
ولكن المبادرة لابد ان تتم
أما الاتكاء على أن الأفضل
- بقاء ما كان على ما كان وأن الأمور طيبة فهذا ليس جيداً
ولا صحيحا ولا منطقى...