Monday, August 30, 2010

فرعنة...؟







الفرعنة

خطيئة وجريمة

يعحب الناس لتكرار ذكر فرعون فى القرآن فقد ذكر 74 مرة، والغريب أن لفظ «فرعون» لقب سياسى مثل ألقاب السلطان، الملك، الرئيس، الإمبراطور... إلخ. لكن جميع مرات وروده فى القرآن ذكر لشخص واحد مارس التسلط والحكم وبلغ من مساوئه وإفساده واستبداده أن يرسل الله له رسولا وينزل له كتابا يتصدى للفرعنة وما يتولد عنها من خطايا وجرائم كفيلة بزلزلة أى عمران وتحطيم أقوى حصن فضلا عن تقطيع جميع علاقات الولاء والانتماء والحب مما يؤذن بزوال الأمم.
وإذا كانت إرادة الله قد بعثت نبيا رسولا هو موسى (صلى الله عليه وسلم) ومعه نبى آخر هو هارون ليضعا الأمور فى نصابها أو يريحا البلاد والعباد من تلك الفرعنة، فكيف يتعامل الناس مع مرض الفرعنة بعد ختم النبوات والرسالات؟ لابد وأن يمتلك الناس آليتين مهمتين هما محصلة الرسالات السماوية، بالإضافة إلى النضج العقلى البشرى المتراكم عبر تاريخ الإنسانية.

أولى هاتين الآليتين هى تنظيم المجتمعات، وتقنين العلاقات (الدستور) بما لا يسمح «لميكروب الفرعنة» من الظهور والبقاء والانتشار، والآلية الأخرى هى آلية مقاومة كارثة ووباء الفرعنة إذا ظهر ثم مدافعته وإكراهه على الانسحاب (الشفافية والمحاسبة) حتى تأتيه إرادة إلهية مغرقة، تغرق فرعون وجنوده دون غيرهما.

ومن أعراض مرض الفرعنة هذا الدجل الرخيص والاستهزاء بالناس، زاعما أنه لا يحب الحكم ولا يبغيه، وأنه يتحمل تكليفا بخدمة البلاد والعباد حتى لا تغرق السفينة أو تضيع البلاد، وكل الناس يدركون هذا الدجل، ويرونه كذبا مفضوحا على الله قبل الناس... إذ إن رحمة الله أوسع من أن تخلى الشعوب والأمم من الكفايات، وتربط مصير الملايين بإرادة فرد أو أفراد، ثم يحاسبهم ربهم يوم القيامة لما لم يلتزموا الدين فيأتمرون بالمعروف ويتناهون عن المنكر. إن رحمة الله قد أثبتت الدرس فى القرآن الكريم مبينا الخطيئة وما حل بالشعب جزاء السلبية، سواء انضموا إلى جند الفرعنة أم ابتعدوا ولم يؤدوا دورهم فى المناصحة، والمجادلة، والرفض، والمقاومة ثم المدافعة والتصدى ثم المفارقة. (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِى العَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوَهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) (المائدة).


فالصمت عن الخطأ يحول الخطأ إلى خطيئة تستوجب القدر الإلهى بلعنة تكتسح أو تبيد،هكذا يتصور الفرعون أن الملايين معه وهم أكثر عددا من المصلحين وهو ـ مع هؤلاء الصامتين ـ أكثر من عدد المصلحين، أرأيت أن الصمت والسلبية تزيد فى كفة الفرعون، وتنقص بل تعجز كفة الإصلاح.

تستطيع أن تسمع جنود فرعون وقد علمهم كيف يقلبون الحقائق ويكذبون على أنفسهم فينطلق إعلامهم المأجور، وهؤلاء يعلمون أنهم يعينون فرعون على الشر لمصلحته هو ومنفعته هو، فيطلبون نصيبهم مما يحوذه فرعون من خيرات البلاد (فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) (الشعراء).
وهكذا يلخص القرآن استهزاء فرعون بشعبه فيقول (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْما فَاسِقِينَ) (43/54) (الزخرف)، نعم استخف فرعون بالملأ من شيعته فأطعمهم وأعطاهم ما ليس لهم لعلمه أنهم منافقون، وكذلك استخف ببقية الشعب إذ أطلق عليه هؤلاء الدجالون يكذبون ويزينون. «وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ» (21) (يوسف).




جمال قطب

Thursday, August 26, 2010

صــــــائم....؟











استكمالا لتساؤلات وردت فى مدونة خواطر شابة
اعجبتنى هذه التساؤلات من علاء الاسوانى ورغم انها طويلة فهى تستحق القراءة والتدبر
***********
هل يُعتبر الظلم من مبطلات الصيام؟


منذ سنوات كنت أركب المترو يوميا من السيدة زينب، أمام المحطة كان هناك بائعون افترشوا الأرض ليعرضوا بضاعتهم المتنوعة. بينهم كان رجل هادئ ومهذب جاوز الستين يرتدى دائما جلبابا وجاكيت قديما ويفرش بضاعته أمامه على الأرض:
أقفال ومفكات ومفارش من البلاستيك وأكواب وغير ذلك من الأشياء البسيطة. ذات صباح، فى رمضان، رأيت حملة من شرطة المرافق تنقضُّ على البائعين، معظم الباعة حملوا بضاعتهم وركضوا بأقصى سرعة فنجوا لكن البائع العجوز لم يتمكن من الهرب، صادر المخبرون بضاعته ولما راح يصيح ويستغيث انهال عليه الضابط بشتائم قبيحة مقذعة، ولما استمر فى الصياح ضربه المخبرون ضربا مبرحا وقبضوا عليه واصطحبوه معهم. العجيب أن المخبرين الذين ضربوه كانت وجوههم شاحبة من أثر الصيام.
فكرت فى أن هؤلاء الذين ظلموا البائع العجوز لا يتطرق إليهم الشك أبدا فى أن صيامهم صحيح من الناحية الشرعية.
وجدتنى أتساءل: كيف نصوم رمضان ونؤذى الناس..؟!. ألا يعتبر ظلم الناس من مبطلات الصيام..؟!.. عدت إلى كتب الفقه فوجدت مبطلات الصيام سبعة أشياء:
أولا الأكل والشرب، ثانيا ما كان مثل الأكل والشرب، ثالثا الجماع، رابعا الاستمناء، خامسا القىء عمدا، سادسا نزول الدم من الحجامة، سابعا نزول دم الحيض أو النفاس من المرأة.. مبطلات الصيام إذن كلها تخص الجسد. مع أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه»..
بناء على هذا الحديث العظيم قال بعض الفقهاء إن هناك مبطلات معنوية للصيام مثل الكذب والظلم والنميمة، لكن جمهور الفقهاء حصروا مبطلات الصيام فى الأشياء الحسية أما السلوك المنحرف فهو فى رأيهم يضيع ثواب الصيام لكنه لا يبطله.. بالتالى فإن الصائم إذا تقيأ عمدا أفطر فى الحال أما إذا كذب ونافق وظلم الناس وأكل حقوقهم فإن ذلك لا يبطل صيامه.
بهذا المفهوم الغريب للصيام نجد أنفسنا وجها لوجه أمام القراءة المغلوطة للدين. لقد تحولت العبادات فى أحيان كثيرة إلى هدف فى حد ذاتها بدلا من أن تكون وسيلة للترقى وتطهير النفس.
صار للتدين خطوات ثابتة محددة كأننا بصدد إعلان شركة تجارية أو إصدار جواز سفر. تحول الإسلام عند كثيرين إلى مجموعة من الإجراءات على المسلم أن يستوفيها بحذافيرها بغير أن يؤثر ذلك بالضرورة على سلوكه فى الحياة. هذا الانفصال بين العقيدة والسلوك صاحب عصور الانحطاط فى العالم الإسلامى، بل هو فى الحقيقة السبب الأول فى الانحطاط.
اذا أردت أن تتأكد بنفسك يا عزيزى القارئ ما عليك الا أن تتوجه إلى أقرب قسم للشرطة ستجد المواطنين يُضربون ويُهانون والذين يفعلون بهم ذلك كلهم صائمون لايتطرق إليهم أدنى شك فى صحة صيامهم..
فى مصر عشرات الألوف من المعتقلين الإسلاميين الذين قضوا وراء القضبان سنوات طويلة بلا محاكمة بل إن كثيرين منهم حصلوا على أحكام عديدة بالإفراج ظلت حبرا على ورق ولم تنفذ أبدا. المسئولون عن تدمير حياة هؤلاء البؤساء وأسرهم، مسلمون نادرا ما تغيب عن وجوههم علامة الصلاة ولا يحسون أبدا بأن ما يفعلونه ينتقص من دينهم. الأعجب من ذلك ما يحدث فى المقار الأمنية والمعسكرات التى يتم فيها تعذيب المقبوض عليهم ببشاعة لانتزاع الاعترافات المطلوبة منهم..
فى هذه السلخانات البشرية التى تنتمى إلى ظلام العصور الوسطى، توجد دائما زاوية يؤدى فيها الجلادون الصلاة فى مواقيتها.. هل يوجد من هو أحرص على شعائر الدين من قادة الحزب الوطنى الذين نهبوا الشعب المصرى وزوروا إرادته وأفقروه وأذلوه…؟!
هذا الفهم الخاطئ للدين هو الذى حوَّل شهر رمضان من مناسبة إلهية لتقويم سلوك الإنسان إلى حفلة زار كبيرة ندخلها جميعا فنصخب ونصيح ونصلى ونصوم ولا ينعكس ذلك غالبا على تعاملنا مع الناس… عندما أرى آلاف المسلمين يزحفون كل ليلة لأداء صلاة التراويح أحس بمزيج من البهجة والحزن. أبتهج لأن المسلمين متمسكون بدينهم فلا شىء يثنيهم عن أداء فرائضه، وأحس بالحزن لأن هذه الألوف المؤلفة من الناس قد فاتتهم رسالة الإسلام الحقيقية: «إن غاية الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر». كثير من المسلمين لا يرون فى الإسلام إلا الحجاب والنقاب والصلاة والعمرة والحج.
هؤلاء يثورون بشدة احتجاجا على مشهد تظهر فيه ممثلة عارية ويقودون حملات عنيفة لمنع مسابقات ملكة الجمال لكنهم أمام الاستبداد والقمع لا ينطقون بكلمة واحدة، بل إنهم مذعنون مستسلمون لظلم الحاكم لا يفكرون أبدا فى الثورة عليه..
هؤلاء المسلمون، فى فهمهم القاصر للدين، ضحايا لنوعين من المشايخ. مشايخ الحكومة ومشايخ الوهابية. أما مشايخ الحكومة فهم موظفون عندها يتقاضون رواتبهم وحوافزهم منها، وبالتالى يستخلصون من الدين كل ما يؤيد رغبات الحاكم مهما تكن فاسدة أو ظالمة أما مشايخ الوهابية فهم يؤكدون أن الخروج على الحاكم المسلم حرام حتى ولو كان فاسدا بل إن طاعته واجبة حتى ولو سرق مال المسلمين وجلد ظهورهم ظلما.
الوهابيون يشغلون العقل المسلم بكل ماهو ثانوى فى الدين. فى مصر عشرات القنوات التليفزيونية الوهابية، الممولة بأموال النفط، يظهر فيها يوميا مشايخ يتقاضون سنويا ملايين الجنيهات مقابل إلقاء المواعظ على المصريين الذين يعيش نصفهم فى الفقر المدقع. يظهر الشيخ من هؤلاء على الشاشة وبجواره إعلانات عن غسالات وثلاجات وكريمات لإزالة البقع الجلدية ومستحضرات لإزالة الشعر نهائيا من جسد المرأة..
وهم يعظون المسلمين فى كل شىء الا فيما يحتاجون اليه حقا. لن تجد شيخا واحدا منهم يتكلم عن التعذيب ولا تزوير الانتخابات ولا البطالة. لن تجد شيخا واحدا يحذر المصريين من أن يتم توريثهم من الحاكم إلى ابنه كأنهم مجموعة من البهائم. بعض هؤلاء المشايخ لم يتحرجوا من إعلان تعاونهم الكامل مع أجهزة الأمن، وبعضهم أفتى بأن التظاهر والاضراب حرام على المسلمين.
أى أنهم لم يكتفوا بالسكوت عن الحق بل أعانوا الحاكم على الظلم عندما منعوا الناس من المطالبة بحقوقهم المضيعة. هذا التدين الشكلى، السبب الأصيل فى تخلفنا، وصفه منذ مائة عام المصلح العظيم الإمام محمد عبده (1849ــ1905) فى أعماله الكاملة (الصادرة عن دار الشروق)
فكتب يقول:
«المسلمون ضيعوا دينهم، واشتغلوا بالألفاظ وخدمتها. وتركوا كل ما فيه من المحاسن والفضائل. ولم يبق عنهم شىء، هذه الصلاة التى يصلونها لا ينظر الله إليها ولا يقبل منها ركعة واحدة: حركات وألفاظ لا يعقلون لها معنى، لا يخطر ببال أحد منهم أنه يخاطب الله تعالى ويناجيه بكلامه ويسبح بحمده ويعترف بربوبيته ويطلب منه الهداية والمعونة دون غيره.
من العجيب أن فقهاء المذاهب الأربعة (وربما غيرهم أيضا) قالوا ان الصلاة بلا حضور ولاخشوع، يحصل بها أداء الفرض.. ما هذا الكلام.. انه باطل».
هذه الكلمات على الرغم من قسوتها تؤكد من جديد الحقيقة الغائبة:
إن جوهر الإسلام الدعوة إلى الحق والعدل والحرية، وكل ماعدا ذلك أقل أهمية. إن الشعور الدينى الجياش فى مصر حقيقى وصادق لكنه نادرا ما يتخذ مساره الصحيح.. القضية الرئيسية فى بلادنا واضحة كالشمس: حالة مروعة من الفساد والقمع والظلم استمرت ثلاثين عاما حتى دفعت بمصريين كثيرين إلى الانتحار أو الجريمة أو الهروب من الوطن بأى ثمن.
بعد أن ظل الرئيس فى الحكم ثلاثين عاما بغير انتخابات حقيقية واحدة، فإن المسرح يعد الآن لكى يرث ابنه الحكم من بعده. كأن مصر الكبيرة العظيمة قد تحولت إلى مزرعة دواجن يكتبها الأب باسم أولاده. أليس فى هذا قمة الظلم.؟!. عندما نقتنع أن الظلم من مبطلات الصيام وندرك أن انتزاع حقوقنا المغتصبة أهم من ألف ركعة نؤديها فى صلاة التراويح.. عندئذ فقط نكون قد توصلنا إلى الفهم الصحيح للإسلام.. الإسلام الحقيقى هو الديمقراطية.
الديمقراطية هى الحل…..

Tuesday, August 10, 2010

رمضـــان جانا ...؟


















فى جلسة مع بعض الاصدقاء
قال احدهم
انتو بتحبو ربنا والا بتخافوا منه
فرد احد الجالسين
طبعا انا باخاف من سخطه وعذابه
فقلت

انا باحبه واخاف ازعله
هو مش المحب يخاف يزعل حبيبه

كل رمضان وانتم بالف خير وصحة وعافية