Sunday, March 28, 2010

من الميلاد ؟ ... والى الان





























اذا غاب عقل الانسان يصبح......كالحمار يحمل أسفارا

مفهوم الحرية

عندما ولدنا، ولدنا أحرارا، لدينا قدرات كبيرة على الدخول في المخاطرات و إحساس كبير بعدم الخوف من الفشل. كان لدينا إستعداد عظيم لخوض التجارب الجديدة، كان الفضول يوقد فينا حب التعلم و محاولة تجربة أي شيء و العبث بكل شيء يحيط بنا. نلعب طوال اليوم و نستمتع بكل أوقاتنا كيفما إتفق، بأي طريقة للعب كانت و بأي أداة للهو توفرت لدينا في ذلك اليوم،. بالنسبة لنا الحياة كانت عبارة عن تجربة ليس لها بداية و ليس لها نهاية، الهدف منها هو اللهو و الإستمتاع
و لكنها في الحقيقة لم تكن حياة لهو و لا محاولة للمتعة لأجل المتعة. بل كانت تجربة انسانية ساحرة

كانت حياة نتعلم فيها الأشياء الجديدة بالفضول الغير محدود. كنا نجد متعة لانهائية في الإستكشاف و محاولة أشياء جديدة و العبث بكل ما يقع تحت أيدينا. كانت حياة خالية من المسؤولية و بالتالي خالية من الهموم و من التخطيط و من التفكير بالغد. كان يمضي اليوم كله في اللعب حتى ننهك و نخلد بالنوم. كنا نخلد للنوم في نفس اللحظة التي نشعر فيها بأننا نريد النوم، هكذا و بدون أن نفكر قليلا قبل النوم، و بدون إستعراض لأحداث ذلك اليوم و بدون أن نجهد عقولنا بالتفكير في ما سنفعله غدا، فقط كنا نريد أن ننام

مالذي يجعل تلك التجربة فريدة؟ و مالذي يجعلنا نشعر بأننا نعيش تلك الحرية المطلقة؟
كانت تلك هي أجمل الأيام لأننا لم نكن نعلم شيئا عن الحياة، الأشياء و الناس. هو شعور رائع الذي تقوم به بزيارة مكان جديد، كل الأشياء فيه أشياء لم يحدث و أن رأيتها من قبل، و أناس لم يحدث أن رأيتهم من قبل، بأشكال لم ترها من قبل. أناس، حيوانات، نباتات، زهور و فواكه و أشياء عديدة لا تحصى. ألوان و أصوات و أشكال في عالم سحري

قبل ولادتنا، لم نكن بعد قد مررنا بتجربة مشابهة. كانت صرختنا عند الولادة هي إحتجاج على تغير العالم علينا، فنحن لا نريد الخروج من أرحام أمهاتنا لأننا تعودتنا على تلك التجربة و إرتحنا لها. و كانت إغماضة أعيننا لعدة ساعات بعد الولادة هي شعورنا الأول و تجربتنا الأولى مع هذا العالم الجديد و كأننا لا نريد أن نراه خوفا منه. و كان النور هو أول شيء تراه أعيننا. لتنطلق بعدها تجربة غريبة في عالم غريب و على كوكب غريب، من الوهلة الأولى من إنضمامنا لهؤلاء البشر

ذلك هو شعورنا الحالم طوال فترة الطفولة، شعور الإكتشاف الإبتدائي و التجربة الأولى
و لكن تأتي النهاية سريعة عندما نتعود على رؤية نفس الأشياء مرات عدة، عندما تبدأ الحياة بالنمطية و الأحداث بالتكرار، عندها نصل للقناعة بأننا لن نر أشياء جديدة بعد اليوم. نصل لقناعة مرعبة بأننا سنعيش غدا بنفس التجارب و نفس الأحداث و نفس الوجوه التي نعيش معها اليوم. لن يحدث شيء جديد بعد اليوم. هذه هي الفكرة التي سنعيش فيها حتى نموت

عندما نقع تحت ذلك الإحساس نكون قد فقدنا آخر أحاسيس الحرية. عندها نكون قد فقدنا إحساسنا بالحرية و إبتعدنا كثيرا عن ذلك العالم الرائع

نفقد إحساسنا بالحرية عندما يبدأ المجتمع من حولنا بتعليمنا قيمه السلبية. التي تتناقض مع قيمنا و مبادئنا عندما كنا صغارا. عندما كنا أحرار. نستبدل عندها قيم الأحرار بقيم المستعبدين، و مبادئ الأحرار بمبادئ المستعبدين

عندما كنا صغارا، كنا نفرح بكل شئ مهما كان صغيرا و كانت لدينا القدرة على التعلم بسرعة بفضل جرأتنا على خوض التجربة الجديدة من دون مراقبة و دون خوف أن نفشل. و كانت كلمات المديح البسيطة من آباءنا و ممن حولنا تشعرنا بالسعادة الكبيرة، كان الطفل المبدع الخارج عن النمطية هو الطفل المحبوب، و هو الأكثر شعبية. و كانت عقولنا في منتهى الحرية و الإنطلاق في التفكير و التعبير و في طرح الأسئلة. لم يكن للعقل حدود و كنا نتسائل عن كل الذي لا نعلمه و بكل أريحية و براءة عن الأفكار الجديدة
و لكن كل ذلك، سيصل لنقطة و يتوقف


توقف تلك الحرية و ذلك الإنطلاق الفكري، عندما بدأنا نكبر و بدأ المجتمع يعلمنا قيمه السلبية. فالمبدع و المنطلق هو شخص سيء، و الشخص الجيد هو الذي ”يسمع الكلام“ و ينقاد لأوامر والديه و لمن هو أكبر منه. و هو الذي ينقاد للأنظمة و لأشخاص آخرين يملون عليه الأوامر. كان هذا مفهوما صعبا جدا علينا في البداية، فلم تكن فطرتنا التي ولدنا بها لتتقبل هذه القيم الغريبة المتناقضة مع المنطق. و لكن كان كل الناس من حولنا يسيرون بهذه القناعة و عاجلا أو آجلا سوف نضطر للإنقياد و للرضوخ


تغيرت قيم التفوق، فالشخص المبدع هو الشخص الذي يبدع في التقليد و في التحصيل العلمي من خلال التلقين في المدارس و في حفظ الأنظمة ثم ترتيب حياته بحسب هذه الأنظمة. لم يكن هذا سهلا علينا في البداية أيضا، و على الرغم من أن الكثير من الأطفال الآخرين إستطاعوا التأقلم. بتغيير قناعاتهم الشخصية لنظام أشخاص آخرين معد مسبقا، إلا أنه كان ضربا من الخيال أن نقبل ذلك في أيامنا الأولى من الحرية. كان إحساسنا بالحرية صغارا لا يقاوم و حتى لو إنهالت علينا الأوامر و التوبيخ فسرعان ما نعود لما كنا عليه و ننسى تلك الأوامر، لم يكن عصيانا لأوامر والدينا و لكنه إحساس بالحرية و عدم قناعة بما يحاول والدينا فعله و هما الذان يعيشان بقناعات مختلفة عنا، كانا يعيشان بقنعات المحرم و العيب و العادات و التقاليد و الخوف و الرهبة من الآخرين
”لماذا لا تستمع للكلام، ألا ترى فلانا كيف هو مؤدب و ساكت و يسمع الكلام“ قالتها لي أمي و هي لا تدري أنها تلقنني أول دروس العبودية للآخرين، و تقولها كل أم في عالمنا الذي لم يورثنا من الإسلام الفكر و الحرية بل التعاليم الجافة الخالية من المعاني. و لم يورثنا الحرية و الكرامة و عزة النفس و الإعتزاز بالذات و بالشخصية المتميزة عن الآخرين بل ورثنا الإنقياد كالقطيع و المجتمع المتلاوم المترصد لكل من يخرق قوانينه الصارمة

أصبح القدوة عندنا هو الشخص المطيع المنقاد، المقلد، الذي يحاول بقدر ما يستطيع أن يكون نسخة مشابهة لذلك الشخص المثالي"الخيالى" الذي رسخه آباءنا فينا، فأصبحنا مجتمعا هزيلا و أفرادا مستنسخين. إن أبشع أنواع الإستنساخ هو الإستنساخ الروحي. و ليس الإستنساخ الجسدي

عندما نمر بهذه الصدمة القاسية، نعيش عدة سنوات من الضياع، لا نحب ما نحن فيه، و نتوق لأيام الحرية. في تلك السنوات القلائل ينمو لدينا شعور غريب بحبنا لأن نكبر بسرعة. ظهور ذلك الشعور هو شئ طبيعي لفقداننا للحرية. و إحساسنا بحاجتنا لأن نكبر بسرعة لإعتقادنا بأننا إن كبرنا سنحصل على حريتنا. تلك هي أصعب المراحل، مرحلة الإحساس المقيت بالوقوع تحت الوصاية و بالشعور بالإحتواء داخل منظومة غير متوافقة مع فطرتك التي بدأت بالإحتضار في ذلك الوقت، و هذا الإحساس المر هو إحساس الفطرة بالمنازعة في أيامها الأخيرة

نكبر و تبقى تلك الأفكار الخاطئة فينا، نفقد حريتنا شيئا فشيئا حتى نصبح طلابا و موظفين و مواطنين صالحين.؟!! نستمع للكلام و نطيع الأوامر. حتى من يظن أنه ذو منصب و مال، هو مستعبد للمنصب أو للمال، يجري حيث يريد المال له أن يجري و يعيش خلف أسوار لا يختلط بالناس. لماذا؟ لأنه تعلم في مرحلة فقدان الحرية أنه يجب عليه أن يكون أفضل من غيره و أن يحصل على أكبر كمية من المال لأنه لا يوجد ما يكفي منه، و بأن السعادة هي في جمع المال حتى يكون الإنسان ثريا، و عندما يصبح ثريا فسيستطيع من شراء أي شئ. فيذهب في رحلة لا نهائية من البحث خلف المال. رحلة الخوف من نقص المال و يلقي في تلك الرحلة تلك القيم و المباديء حتي يستطيع أن يلحق بركب الباحثين عن المال. و في النهاية فإنه لن يجمع أبدا ما يكفي، لأنه لا يوجد ما يقنع الإنسان

أكثر الناس سعادة هم أولئك الناس الذين إستطاعت أرواحهم من البقاء طوال تلك الفترة و إستطاعوا الإبقاء على جزء بسيط من حرية عقولهم خلال هذه المرحلة العسيرة و على الرغم من أن كثيرا من الناس قد تم غسل أدمغتهم بالأفكار السلبية و لم يستطع أحد منهم المقاومة بالصمود للوقت الكافي، فإن هؤلاء الأحرار الباقون لازال لديهم القدرة على العودة من جديد للحرية الأولى. فطرة الله التي فطر الناس عليها. لا تزال لديهم شعلة صغيرة لم تنطفأ..... شعلة الايمان الراسخ بالحرية


أعتقد كثيرا أنك من هؤلاء. لأنك تقرأني الآن، أنت تبحث عن مفهوم الحرية، لأن تلك الشعلة لديك....
اتمنى ان تكون بدأت بالإتقاد من جديد

الصورة المرفقة ليها علاقة بالموضوع!!!؟

عبد الله بن عباد
بتصرف

Wednesday, March 24, 2010

زمن ...وساعات








لا أدري لماذا نحمل ساعات في أيدينا؟ و هل نحن فعلا نهتم أن هناك أربعا و عشرين ساعة في اليوم؟ و هل لدينا الرغبة فعلا في القيام بأربع و عشرين عملا في نفس اليوم؟

و الغريب في ثقافتنا الزمنية أننا نتحدث عن «نهاية الزمان» أكثر من حديثنا عن الزمان نفسه. و كأننا وصلنا لأعلى مراتب الإنسانية و قمة التطور و التقدم. و كأننا تحدثا بما فيه الكفاية عن آمالنا و أحلامنا و إنجازاتنا و لم يبق لنا سوى الحديث عن هذا الزمان متى ينتهي؟ و كيف أنه إذا إنتهى فسوف نذهب للآخرة و ندخل الجنة و ستدخل بقية الأمم النار. في عقيدة مشابهة لعقيدة «شعب الله المختار» الذي ما عليه تجاه الزمان سوى «الإنتظار» و قضاء كل هذا الوقت صابرا. سلبي و غير منتج لكي يدخل الجنة دون حساب و لا عذاب. فالله قد إختاره للإيمان و للجنة و أنتهى الأمر و لم يعد يفصلنا بين زماننا و الجنة سوى نهايته


فالإنسان يولد و هو خارج الجنة و خارج النار و لا ينفعه أن يكون ولد في مجتمع مسلم أو كافر فعليه أن يستحق الجنة لكي يدخلها لأن سلعة الله غالية و سلعة الله هي الجنة. و سلعة الله لها ثمن باهض و لكن هذا الثمن لا يمكن دفعه إلا في الدنيا. فهي مزرعة الآخرة. و لا يمكن للإنسان أن يدفع ثمن الجنة في الآخرة و لا بعد الموت. و المزرعة كما نعلم أهم من الثمرة. و لهذا فالدنيا أهم من الآخرة لمن أراد أن يفوز بالجنة. فيجب عليه أن يعمل في مزرعته و يصلحها و يسقيها و يستثمر فيها كل وقته و جهده حتى يقطف الثمرة، فإذا قطفها فلا يهمهم بعد ذلك إن إحترقت أو غرقت الدنيا. و الآخرة هي الأبقى. والباقيات الصالحات من الآعمال و الحسنات لا يمكن تحقيقهن إلا في الدنيا

لذلك فإن علاقتنا بالزمان و بالمكان كلها سقيمة فالدنيا التي كان يشير إليها القرآن و كذلك النبي صلى الله عليه و سلم تعني غرور الحياة و الشهوات و الفتن التي تلهي الإنسان عن المعنى الحقيق للحياة من بحث عن الحق و العلم و العدل و الحقوق و العمران و التطور و التقدم

و علاقتنا مع الزمان علاقة وراثية فنحن نتوارث همومنا و مشاكلنا و أزماتنا كما نتوارث عادتنا و آفكارنا. نتوارث مشاكلنا بنفس الإخلاص الذي نتوارث فيه تقاليدنا. فالأجيال التي لم تشهد وفاة النبي و بعد ذلك مقتل عمر و عثمان و علي و الحسين و كل الفتن و الثورات و الظلمات التي هزت الأمة وقتها توارثناها جيلا بعد جيل بدون أن يجد أي من الأجيال لها حلا. لكي ترتاح الأجيال التالية و ننتهي منها. لا بأس من الأزمات و المصائب فهذا حال الأمم. و لكن المعضلة هي أننا لا نحل المشاكل التي تعصف بجيلنا ثم نتعامل مع مشاكل جديدة و هكذا، فالتجديد في الصراعات هو طبيعة المجتمعات المتقدمة. و الجيل الواحد يجب أن يكون قادرا على حل مشكلته بنفسه بدلا من توريثها لأجيال من بعده.

و كذلك لم يشهد أحدا من القرون الثمانية السابقة سقوط الأندلس و لكننا نتوارثها عبر الأجيال و كل ما جاء جيل تألم و كأنه هو السبب في سقوطها. و سقطت الهند و الفلبين و معظم المدن الإسلامية في الشرق. ثم سقطنا كلنا تحت الإحتلال الإوروبي المسمى بالإستعمار

و جاءت أجيالنا الحديثة في القرنين التاسع عشر و العشرين تصارع الإستعمار و التخلف و هينمة الأتراك فورثتنا مصائبها هي الأخرى و أكبرها بالطبع هو فقدان فلسطين و هي أيضا من النكبات التي لم يشهدها أحد من أجيالنا التي تدخل الألفية الجديدة بآمال مبهمة و لكنها تحمل إرثا ضخما من النكسات

لا أستغرب أن ينكب القادة العرب و أصحاب القرار و أصحاب الحل و العقد في بلادنا العربية على الملذات و الشهوات و سحق الحريات و الحقوق و إستغلال البلاد و العباد و هم في موقف الذي يجب أن يتعامل مع كل هذا الأرث من المشاكل. فأسهل من مواجهة المصائب الهروب منها

و لا أستغرب من أن ينكب الشعب العربي على فكرة «نهاية الزمان» و يبحث فيها و يقرأ لها أكثر من أي شئ آخر. فهو يتطلع لتحقيق آماله و حقوقه بكثير من اليأس و قليل من الأمل. ففي نهاية الزمان آمال كبيرة و أحلام لا تنتهي يمكن أن تتحقق للعربي المظلوم.

و الحمد لله، ففي الآخرة ستنتهي معاناتنا مع الزمان، و ستتوقف كل الساعات. و سيعيش أهل الجنة و أهل النار في خلود دائم. و عند ذلك أنا متأكد بأننا نحن العرب ستنتهي مشاكلنا كلها.

ستنتهي آلامنا عندما يتوقف الوقت و ينتهي الزمان.

Friday, March 19, 2010

بـيـن !!!؟






بين

الخرافة

والمادة


قد تجد الخرافة طريقها الى عقول البعض اذا تخلوا بكل طواعية عن اعز واغلى عطايا الله للانسان وهو عقله ...؟

فعندما يكون " هناك اعتقاد " لدى البعض " بأن الله سوف ينصر عباده بشكل حتمى حتى لو لم يعملوا للنصر عدته.... .
لاعتقادهم انهم هم المؤمنون، الذي آمنوا بالله و رسوله "


.وما عداهم كفار ليس لهم الا الخسران والنار وان النصر والجنة هى النهاية المحققة لهم

و لكن.... عندما تكون الهزيمة تلو الاخرى هي المصير الذى يلاقيهم

تكون مفاجئة كبيرة لهم... و قلبا لكل الموازين الإيمانية لديهم.... ويقول قائل منهم،هل هذه هي نهاية الوعود بأننا المؤمنين الذين سوف تتحق كل أحلامهم و آمالهم ؟


والواقع ان الامر يجب الا يتفاجأوا به ولا يقلب اى موازين ايمانية ، فالجدير بالانتباه له والاولى بالانقلاب هو موازينهم الشخصية وكيف ترى وقائع واحداثيات الحياة

فالامر لا يعدو ان يكون "" اننا لسنا بالوعى الكافى لمعرفة

أن الجميع سواسية أمام قوانين الكون و أن فكرة أن ينصرنا الله لمجرد إيماننا به وبدون العمل وبذل الجهد هي فكرة غير صحيحة

خذ مؤمنا إن شئت و أرمه من الدور العاشر على أرض صلبه. سيحدث له ما سيحدث لوثني أو ملحد تقذفه أيضا من نفس المسافة
إنها قوانين ثابته لا يمكننا تطويعها لصالحنا ...الا بالعمل والعلم . فالبحث العلمي هو الاداة والوسيلة للتفكر في الكون و معرفة قوانينه و التعامل مع هذه القوانين
لتقديم حلول جديدة للإنسان تعينه على الحيا ة وتساعده كيف ينتصر على ما يواجه فى الحياة من صعاب


الإيمان بالغيب من أساسيات الإسلام - نعم ... و لكنه اللبنة الأولى في الإيمان. فلم يرد نص الايمان الا كان العمل لصيقا به ، الذين امنوا وعملوا الصالحات - فالله الذي خلق الآخرة و سن قوانينها هو الذي

خلق الدنيا ايضا و سن قوانينها

و الإيمان بالله يجب ان يكون الإيمان بعالم الغيب و بعالمالشهادة. هو مزيج من المادية و الروحانية، من الفيزياء و الميتافيزياء.

الإنسان الذي يؤمن بالغيب فقط إنسان يعيش في عالم الخرافة و الإنسان الذي يؤمن بالمحسوس فقط يعيش في عالم الجماد


الذي يعيش في عالم الخرافة وللاسف تجده خاملا متواكلا ضعيفا، تجده متخلفا جاهلا. يغوص في عالم الموروثات و عبادة النصوص و آمال زائفة ستتحقق في المسقبل ليس على يديه هو بل على يدي شئ فى خياله
ربما منقذ يأتي لينقذه و ينصره و يجعله في مقدمة الأمم و قائدا للحضارة البشرية بدون أي جهد يذكر. فقط هكذا ليس لشيء،الا انه مؤمن .. و بدون أدنى تخطيط أو تنفيذ، و بدون أي علم و لا عمل


تستطيع أن ترى كم هي الحماقة التي يقع فيها ضحايا الخرافة و الإيمان الغيبي المجرد. و تستطيع معرفة وجه الشبه بينه و بين حالنا اليوم. فنحن نعيش في تخلف و جهل. نعيش في تأخر كبير عن الأمم
و في خطر شديد لأننا لا نعمل ولا نحصل على إستقلالنا الإقتصادي و السياسي و العسكري بل و لا حتى الإجتماعي . لأننا فقدنا الجزء الآخر من الإيمان بالله و هو الإيمان بعالم الشهادة، الإيمان المادي وبما اننا

نعيش تحت وصاية " كبراءنا وساداتنا" "


تحت اهل السلطة النافذة من ناحية ، ومن ناحية اخرى تحت مما اسميناهم رجالات الدين الذين تعمقوا في جانب واحد من الإيمان و أهملوا العلم المادي فأصبحوا لا يفقهون شيئا و إن تكلموا

..،بإسم الإسلام

لأن الإسلام برأى ليس

أحاديث و أسانيد و خطب و مواعظ و ترغيب و ترهيب

هذه الأشياء ليست هي الإسلام إنما هي وسائل . لا يهم كم نحمل من الوسائل إن لم نستطع بإستخدام تلك الوسائل أن نحقق النتائج

وربما لا يحضر فى اذهاننا ان الحضارة الغربية، نهضت على أساس الإيمان بالله

...!!!

الحضارة الغربية لم تنهض على أساس الإيمان الغيبي و لكنها نهضت على أساس الإيمان المادي. أو لنقل أننا أنصاف مسلمين و هم أنصاف مسلمين. و كل من ذهب للغرب يؤكد هذه المقولة حتى من

كبار المفكرين عندما يجدوا ما لدى الغرب من أسس الإيمان المادي الرائعة كالحرية و الكرامة و حقوق الإنسان و الأمانة و الصدق. و لم يأخذ بعضهم الكثير من الوقت ليصرخوا بأن الغرب مسلمون

من غير إسلام ، و ذلك يعني أنهم حققوا الإسلام المادي من غير إيمان غيبي



هناك اليوم برأى أزمة حقيقية. أزمة فكرية في فهم الإسلام و في فهم علاقة الإسلام بالحياة. و أزمة في كيف أن نكون مسلمين.


مؤمنين بعالم الغيب وعالم الشهادة ...هناك الكثير من الدراسات و الكتب و الجامعات و المؤهلين أكاديميا في مجالات

الشريعة و الفقه و كافة ما يسمى اليوم بالدراسات الإسلامية انصب فى معظمه على عالم الغيب والعبادات وتم اغفال التعاطى مع عالم الشهادة اى الدنيا التى نعيشها
وكيف يجب ان تصان حياة الانسان وكرامته وحقوقه وحريته ....و لكن يبدو انه ليس لدينا منهم أحد يفهم ماهو الإسلام
تلك الأزمة ليست هي أزمة تطبيق الشريعة كما يدعى البعض و ليست أزمة مؤامرة خارجية كما يدعى اخرون
بل هي أزمة تتعلق بنا نحن و بطريقة تفكيرنا وفهمنا للدين والحياة



عبد الله بن عباد بتصرف


Friday, March 12, 2010

زيتونة!!!؟









امريكا ...أكره مواقفها السياسية من قضية فلسطين
ولكن ...احب فيها حاجات تانية
@@@@@@@@@@@@@@
@@@@@@@@@@@@@@




مثلت عمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الكينية زيتونة أونيانجو أمام محكمة الهجرة

في بوسطن في إطار سعيها للبقاء في الولايات المتحدة



وتعد محاولة زيتونة الثانية لها منذ أن انتقلت إلى الولايات المتحدة عام 2000، حيث رفض طلبها الأول للجوء وأمرت بمغادرة البلاد في 2004، لكنها لم تغادر وأقامت في مساكن توفرها الحكومة في بوسطن
يذكر أنه تم الكشف عن وضع زيتونة كمهاجرة غير شرعية قبل أيام من انتخاب أوباما رئيسا. وقال أوباما إنه لا يعرف أن عمته كانت تعيش في البلاد بطريقة غير مشروعة، بينما وافق قاضي محكمة الهجرة على إعادة فتح قضية اللجوء لبحثها من جديد
يذكر أن الرئيس الأمريكي سافر إلى كينيا عام 1986 بعد 4 سنوات من وفاة والده الذي عمل راعياً للأغنام قبل سفره للولايات المتحدة وتعرف أوباما على جوانب كثيرة من سيرة أهله روتها له عمته "زيتونة"

****************************************
تعليقات
1

زيتــــــــونه
زيتونة و"الرخمه" أوباما


يا إخوان أحد يطمنا على السيدة "زيتونة".. هل حصلت على الإقامة؟
يا فرحتنا فيك يا باراك يا ابن حسين أوباما .. طلعت "رخمه" للأسف
والله لو أن المملوحة "زيتونة" – سليلة الحسب والنسب الأوبامي – عمة لأحد الزعماء العرب لرأت الحشمة والمجد والعز الذي تحلم به
أولاً: سيتهم هذا القاضي الذي رفض منحها الإقامة بالخيانة، وسيرمى "وراء الشمس

(وراء الشمس: منطقة كونية لم تستطع وكالة ناسا الوصول إليها ولم تكتشفها سوى الأجهزة الأمنية العربية)
ثانياً: ستمنح زيتونة مخططا كبيرا تبيعه لأحد الهوامير.. وتدخل عالم نساء الأعمال من أوسع الأبواب وأعلى النوافذ
ثالثاً: ستمنح أعلى وسام في البلد
رابعاًً: ستصبح المسؤولة عن أي نشاط اجتماعي وثقافي ورياضي.. وسيتسابق الكتاب العرب للحديث عن "نظرتها الثاقبة" و"فكرها العبقري" وحسن إدراكها للأمور".
خامساًً: سيأتي شاعر شعبي ليقول عنها ما لم يقله أبو نواس في الفودكا، وذلك عبر قصيدة حلمنتيشية تحمل عنوان "عمة الشعب"
سادساً: سيكون هنالك في كل مدينة شارع يحمل اسم "شارع زيتونة".. ويا ويل رئيس البلدية ويا سواد ليله إن لم يكن هذا الشارع مرصوفا ومنارا ومزروعا بأجمل الورود.
سابعاً، ثامنا، وتاسعا، وعاشرا: ستجدون أبناء هذا القاضي، وكل من يمت له بصلة قرابة، يشحذون عند أقرب مسجد!
هل قلت: لو كانت عمة أحد الزعماء؟!
والله كان يكفيها أن تكون عمة وكيل وزارة فقط لتأتيها الإقامة وهي في منزلها.
زيتونة عمة أوباما أمام القضاء طلبا للبقاء في أمريكا

محمد الرطيان

****************
****************

2
****************
من الكويت قالوا :

.. اسمها «زيتونة» وهي عمة رئيس الولايات المتحدة الامريكية «باراك أوباما» وشقيقة والده من جهة الأب فقط، من أصل كيني، وقد وصلت من العمر أرذله، ومع ذلك، فلم يشفع لها القاضي فعلتها عندما خالفت قانون الإقامة في امريكا، وتواجه حالياً حكماً قضائياً بـ.. التسفير!! الرئيس «أوباما» ثبت شرعاً انه «ما عنده سالفة»، فمادام القانون في الولايات المتحدة - متى ما تكلم فإن الكل «ياكل تبن» إلا أن فخامة الرئيس يستطيع الاتصال بأحد تجار الإقامات الكويتية ليستخرج لها فيزا دخول إلى «الجنة الكويتية» وبعدها الإقامة وفقاً للمادة «18» ثم تستطيع «العمة» أن تمزق جواز سفرها الكيني وتذهب وتدعي إنها.. «بدونه» ليجري الرئيس «أوباما» اتصالاً بأحد نواب «المجلس الموقر» ويقول له: «عمتي تستاهل الجنسية وهي رابية في بيوتكم» فيدخل اسمها في كشف التجنيس ويتحول من «زيتونة» إلى «فقعة» وتصبح مواطنة!! تذهب بعدها إلى السفارة الأمريكية وتقابل سعادة السفيرة الجميلة «ديبورا جونز» وتقول لها: «أنا كويتية وعمة رئيسك وعمتك أنتي بعد عطوني فيزا» فتحصل على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية صالحة لمدة عشر سنوات فتذهب إلى هناك وتخرج لسانها للقاضي الذي أراد تسفيرها إلى ..كينيا!!
***
.. والآن، تعالوا إلى الجانب الآخر «والمظلم» من الموضوع، إذ ماذا يحدث لو كانت «زيتونة» هي عمة أحد الرؤساء العرب أو المسلمين في إحدى الدول العربية أو دولة إسلامية؟! سوف يتم إعدام القاضي الذي فكر بتسفيرها، وكذلك ضباط الشرطة والعناصر التي اعتقلتها منذ البداية، ثم يتم اعتقال زوجاتهم وأولادهم جميعاً ويتم اغتصاب الجميع -رجالا ونساء وأطفالاً وشيوخاً- وهدم منازلهم ومصادرة أملاكهم ثم دفنهم -أحياء- في الصحارى العربية والاسلامية!! بعدها تحصل «العمة» على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية عن طريق «وضع اليد» وتصبح شريكاً لكل تجار البلاد بنسبة «%20»، وكل مستثمر أجنبي يدخل إلى البلاد بأمواله لابد أن يزور «العمة» في قصرها ويقبل يديها ويعطيها شيكاً يعادل ربع قيمة استثماراته التي أدخلها الى بلادها، كما يتعهد ببناء عشرة آلاف تمثال لها - وبالحجم الطبيعي- لتوزيعها في كل شوارع وميادين العاصمة العربية- أو الإسلامية- يظهرها وهي تلوح «بيديها الكريمتين» للجماهير وصدرها «الكيني الممطوط» يكاد يصل إلى ركبتيها!! «عمة أوباما» امرأة تعيسة الحظ لأنها «كينية»، ولم تولد عربية

**************************************************
3

زيتون الأمريكان
و بطيخنا
!!!

زيتونة عمة أوباما تحضر المحاكمة للمرة الثانية بتهمة دخول الولايات المتحدة بصورة غير شرعية، هل تستوعبون هذا الخبر؟، زيتونة عمة (أطلق شنب محلوق على وجه الكرة الأرضية) معرضة للترحيل لأنها خالفت قوانين الهجرة!،

بالله عليكم لو كانت زيتونة هذه أخت شغالة رئيس مركز شرطة في أي بلد عربي أو إسلامي فهل يجرؤ أحد على سؤالها عن هويتها؟، كونوا صادقين مع أنفسكم لمرة واحدة و أجيبوا: لو كانت هذه الزيتونة تسللت إلى عالمنا العجيب أليس ثمة احتمال كبير لأن تشغل غرفة كاملة في أحد المستشفيات المزدحمة لمجرد إصابتها بقشرة في شعرها بينما ينتظر مرضى السرطان العلاج لأشهر و سنوات لأنهم لا يملكون واسطة؟!.
اشتموا أمريكا كما تشاؤون و ساشتمها معكم، أمريكا لا تلتفت كثيرا لشتائمنا، خصوصا و أننا قوم نبكي في النهار على إعدام (علي الكيماوي) و ننتحب ليلا على مصرع (أبو مصعب الزرقاوي) ونكتب الأشعار في رثاء كل سفاح متورط بدم الأبرياء، وحين تنفذ قريحتنا نعود إلى بيوتنا مقهورين مهزومين بينما يعود الأمريكان إلى بيوتهم و هم لا يشعرون بأية أهمية لخبر محاكمة زيتونة عمة أوباما.. فلا أحد هناك فوق القانون
!.
بكينا على فلسطين حينا من الدهر وبكينا على بغداد حين سقطت في يد الاحتلال الأمريكي ..بكاء حتى سقطت قزحيات أعيننا، و لازلنا حتى هذه اللحظة نرفض الاعتراف بأن بغداد ما كان لها أن تسقط لولا ديكتاتورية و دموية الحاكم المحلى صدام الذي يعده البعض بطلا تاريخيا في نظر الكثير ، فتأملوا هذه المعادلة كي نفهم لماذا نخرج من هزيمة إلى أخرى:

يتجاهل الكثير من العرب و المسلمين كل مساوىء الظلم والفساد لحكامهم المحليين ، ) بينما لا يستطيع الأمريكان تجاهل دخول زيتونة عمة الرئيس إلى بلادهم بشكل غير قانوني، فأي الأمتين تستحق النصر و أيهما تستحق الهزيمة؟
!.
ما أقوله هنا ليس مديحا لأمريكا بل هو بكاء على أحوالنا، فهل تملكون ما يكفي من المناديل كي نبدأ وصلة البكاء؟، هل تستطيعون أن تنكروا بأن زيتونة لو دخلت دولة عربية أو أسلامية بصورة غير شرعية و استطاعت التعرف على (طباخ سكرتير أخت زوجة الرئيس) لتمكنت من الحصول على الجنسية رغم أنها لا تملك
إقامة في الأساس

؟؟؟

بالطبع المشكلة ليست في الإسلام
بل في المسلمين، و يكفي أن نتذكر أن رسولنا عليه أفضل الصلاة و السلام أكد أن عدم تطبيق القانون على الجميع ــ بما في ذلك ابنته ــ يهلك الأمم، و لذلك هلكنا كما هلك الذين من قبلنا.. . . و انتصرت أمريكا لأن القانون فيها لا يسمح بتمرير الزيتون أو البطيخ

!.

خلف الحربي
بتصرف



Sunday, March 7, 2010

زرع...؟ حـصـد...؟














مشى الطاؤوس يوماً باختيالٍ ................. فقلّد شكل مشيته بنوهُ

فقال: علام تختالون؟ قالوا :................... بدأت به ونحن مقلدوهُ

فخالف سيرك المعوج واعدل.................. فإنا إن عدلت معدلوهُ

أما تدري-ابانا- كل فرع ٍ ......................يجاري بالخطى من أدبوه؟

وينشأ ناشيء الفتيان منا .................... على ما كان عوّده ابوهُ





*****************
****************


إن الطابع العام الذي يميز المجتمع الأبوي العربي المعاصر هو أنه مجتمع استبدادي سلطوي. وطبيعة هذا المجتمع تفرض عليه أن يتعامل مع الطفل العربي بطريقة خاصة تجعل الطفل مهيئاً لقبول ايديولوجية الاستبداد التي تهيمن على المجتمع. ويتجلى الأسلوب الاستبدادي في التعامل مع الطفل العربي بأشكال مختلفة من بينها أسلوب التلقين في التربية والتعليم سواء داخل الأسرة أو في المدرسة
ـ التلقين داخل الأسرة
:
إن الطريقة التي يعامل بها الطفل العربي في السنوات الأولى من طفولته تعتمد أسلوب التلقين الذي يقتل لديه روح الإبداع والتجديد ومواجهة الواقع والطبيعة. وتلعب الأسرة هذا الدور قبل أن ينتقل الطفل إلى المدرسة التي تفرض عليه تلقينا صارماً ومنظماً. فالطفل ـ داخل الأسرة ـ يطلب منه في البداية أن يردد أصواتاً وكلمات ثم جملاً وعبارات دون أن يكون قادراً على فهمها. وعندما يصبح قادراً على الفهم بحكم نموه العقلي، نستمر في أسلوب التلقين ونفرض عليه أن يكتفي بترديد ما يسمع وتقليد ما يرى. بل إن الأمر يصل ببعض الآباء في مجتمعنا العربي، وخاصة في الوسط البورجوازي، إلى درجة أنهم يحولون دون قيام الطفل بأي مجهود لاكتساب التجارب والخبرات ويقدمون له عادة الخبرات جاهزة وما عليه إلا أن يأخذ بها دون فهم أو تمثل حقيقي، أو قد يمنعون الطفل من تكوين هذه الخبرات بحجج مختلفة. وهكذا، وقبل أن يدخل الطفل العربي إلى المدرسة، تبدأ عملية محاصرته وتدجينه، ويلعب التلقين دوراً رئيسياً في ذلك

التلقين داخل المدرسة
:
أما الطابع الاستبدادي للتلقين فيتجلى على الخصوص عندما ينتقل الطفل العربي إلى المدرسة حيث يكتسي التلقين صبغة صارمة وتقوم به، بكيفية منظمة، مؤسسة اجتماعية هي المدرسة. والمدرسة في مجتمعنا العربي، تلجأ إلى تلقين الطفل مجموعة من المعلومات الجامدة والمجردة، وفي جو من الخوف والتهديد. وما على الطفل إلا أن يحفظها ويرددها وإلا تعرض للعقاب بأشكاله المختلفة بما في ذلك العقاب الجسدي، بل قد يعاقب الطفل بمزيد من الحفظ الشيء الذي يبرز الطابع العقابي للحفظ. ولا يراعى في التلقين الفهم وحرية النقاش أو أن تكون المعلومات التي تلقن مرتبطة باهتمامات الطفل وواقعه بحيث تساعده على مواجهة هذا الواقع والتكيف معه. وكأن التعليم في مجتمعنا العربي يرمي إلى تكوين ذهنية مقوماتها الأساسية الامتثال والخضوع والطاعة والتقبل السلبي والاستسلام والميل للعدوان. وتعتبر هذه الذهنية استمراراً للذهنية التي شرعت الأسرة في تكوينها قبل أن يدخل التلميذ إلى المدرسة.
والتلميذ المجتهد ليس هو التلميذ الذي يناقش معلميه ويطرح عليهم الأسئلة ويستفسر عما لا يفهمه أو لا يعرفه ... وإنما هو التلميذ المطيع الذي يردد الأجوبة الجاهزة ولا يحاول الاجتهاد أو الإبداع، ويمتثل لكل ما يصدر عن معلمه باعتباره المصدر الوحيد للمعرفة. هذا التلميذ هو مواطن الغد الذي لا يميل إلى (الشغب) وإلى (إزعاج) السلطة، إنه نموذج (المواطن الصالح) الذي تريده السلطة.
والتلقين يقترب من العنف، بل إنه نوع من أنواع العنف الذي يمارسه مجتمعنا العربي على الطفل. إن الطفل العربي، وهو يتعلم بطريقة التلقين، لا يبذل مجهوداً عقلياً لفهم المادة التي يتلقنها وللتأثر بها من الناحية العملية، وإنما يتركز جهده على عملية الحفظ ذاتها التي تصبح عملية مرهقة ومملة. ويلاحق تلقين الطفل حتى خارج المدرسة حيث يطلب منه أن يحفظ ليلاً أو أيام عطلته ليعود إلى المدرسة ويجتر ما حفظ. وبذلك يحرم الطفل حتى من إمكانية ممارسة أي نشاط يساعد على تفتح شخصيته ونموها نمواً متوازناً. وهكذا تكون المدرسة الحديثة استمراراً للمدرسة القديمة لأنها لا تزال تعتبر (التربية) كما لو كانت عقاباً. وعندما تفرض المدرسة على الطفل أن يحفظ حتى في منزله ليلاً أو أيام العطلة يبدو التحالف جلياً بين الأسرة والمدرسة على اعتبار أنهما مستويان متداخلان لإيديولوجية الاستبداد التي تهيمن على المجتمع العربي. وهكذا يصبح المعلم، في نظر الطفل العربي، رمزاً للعنف والعقاب، وتصبح المدرسة بمثابة السجن، الأمر الذي ينعكس سلباً على شخصيته ونموه النفسي والمعرفي
إن التلقين، بالشكل الذي نمارسه في مجتمعنا العربي المعاصر، يصبح وكأنه هو الغاية من التعليم، لأن الطفل أو التلميذ يبذل كل جهده في حفظ ما تلقنه من معلومات. ولا تهتم المدرسة في ايجاد علاقة بين ما يلقن للتمليذ وبين الواقع الذي يعيشه بحيث تصبح المعلومات التي يتلقنها معلومات مجردة لا تؤثر في واقعه ولا تساعده كي يواجه هذا الواقع مواجهة علمية وايجابية. وهذا التباعد بين ما يلقن للتلميذ وبين الواقع الذي يعيشه يؤدي، على المدى البعيد، إلى انفصال بين مستوى الفكر ومستوى العمل. وتبدو هذه الظاهرة جلية حيث نلاحظ انفصالاً بين تفكير الانسان العربي المعاصر وممارسته العملية. ويتخذ هذا الانفصال مظهراً آخر عندما تبتعد الايديولوجيات التي يأخذ بها الإنسان العربي عن واقعه المعاش فتظل كنوع من الحلم الذي يدغدغ مشاعره دون أن تغير من واقعه شيئاً.

التلقين كوسيلة للتدجين
:
والتلقين، كوسيلة تستخدمها ايديولوجية الاستبداد، يصبح مع الممارسة الطويلة جزءاً من تركيبه الذهنية التي أنتجها مجتمع الاستبداد. وهذا ما نلاحظه في مجتمعنا العربي الأبوي المعاصر حيث تتكرر، على مستويات متعددة وبأشكال مختلفة، صورة المعلم الذي يلقن والتلميذ الذي يلقَّن. وهكذا إما أن تكون ملقناً تقوم بعملية التلقين، وإما أن تكون متقبلاً للتلقين أو بعبارة أخرى إما أن تكون مستبداً يمارس الاستبداد وإما أن يمارس عليك الاستبداد. وتصبح العلاقات بين الأفراد تتخذ شكلاً (عمودياً) لا شكلاً أفقياً يقوم على أساس المساواة والحرية. ونتيجة لهذه العلاقات العمودية يتعلم الإنسان العربي منذ الصغر أساليب من التفكير والسلوك تعتمد على النفاق والنميمة والمسايرة والتزلف والتلفيق ... إلخ. إلى غير ذلك من أساليب الفكر والعمل التي تنسجم مع التقسيم العمودي أو الطبقي للمجتمع
وبذلك تصبح (السلطوية) بوجهيها (السيطرة والخضوع) هي النمط العام المسيطر داخل المجتمع الأبوي على مستوى الفكر أو الممارسة، وتشمل مختلف الشرائح الاجتماعية: ((من أعلى قمة الهرم الاجتماعي إلى أدناه، من الحاكم الأول إلى مرؤوسيه، ومن هؤلاء إلى مرؤوسيهم، ومنهم إلى غالبية السكان. وبين هؤلاء من الأقوى إلى الأضعف، ومن الرجل إلى المرأة، ومن الكبار إلى الصغار، ومن الإخوة الأكبر سناً إلى الذين يلونهم. وأما قمة الهرم فهي تخضع لنمط مقنع من السيطرة يفرض من خارج الحدود))
إن من بين النتائج الخطيرة المترتبة على التلقين بالشكل الذي يتم في المجتمع العربي، هي أن الإنسان العربي أصبح قابلاً للانصياع والاقتناع بسهولة، ضعيف الثقة بنفسه وبإمكانية تغيير واقعه، قليل التحدي والمواجهة. وإن حدث ذلك فبكيفية انفعالية مرتجلة ومؤقتة. وربما كانت هذه النتيجة هي التي تهدف إليها ايديولوجيا الاستبداد من تدعيمها لأسلوب التلقين وفرضه سواء في الأسرة أو المدرسة أو المجتمع العام وكما يقول (علي زيعور): ((إن الأب والعصا رمزان للتعلم بالإكراه، أي عن طريق الذاكرة لا بتعزيز النقاش والحوار)). فالطفل يلقن داخل الأسرة ويطالب منه أن لا يناقش ما يتلقنه أو يبدي رأيه فيه حتى ولو كان فيه بعض الخطأ. وعندما يخرج ليمارس حياته داخل المجتمع يطلب منه أن لا يتخلى عن موقف التلقين الذي نشأ عليه ليكون ((مواطناً)) يتقبل وينصاع وينكمش ... ولا يكون ((مزعجاً))
وهكذا تنجح ايديولوجية الاستبداد في ترويض الطفل، فتحاول أن تقتل لديه ميله للتحدي وتأكيد الذات وتدعوه إلى نمط من السلوك يتسم بالطاعة والانصياع والهدوء، وبعبارة أخرى تدعوه إلى الخنوع والاتكال واللامبالاة. ويغلَّف سلوك الخنوع بمجموعة من القيم كالتأدب والحشمة والرزانة ...
حتى يتحول ا لقمع من قمع خارجي إلى قمع داخلي يمارسه الطفل بنفسه طمعاً في الحصول على رضى الوسط الذي يعيش فيه


منقول.....

Friday, March 5, 2010

السكوت من ذهب؟؟؟












السكوت ليس من ذهب ، بل هو من اسوأ انواع المعادن ، وذهب السكوت المزعوم هو الرشوة التي اعطيت لمن قبلنا وتعطى لنا لنصوم ونمسك عن الكلام...بل اننى ازعم ان قائل هذا القول او المثل السائر هو اول شاهد زور في التاريخ.

فقد قبض الذهب مقابل سكوته ، اي ان سكوته كان معادلا للذهب ثم صار هذا السكوت مثلا شائعا واجب الاحتذاء لكل شهود الزور من بعده. اما تأويلاته العقلية اللاحقة والتي تدّعي جميعها الحكمة فهي لذر الرماد في العيون وديمومة المكر والخديعة ؟
فهل اسكت لكي اتحاشى سلطة الاخر وغضبه ووجوه اتباعه التي تطوق المداخل والمخارج ؟ وهل اسكت من اجل تمرير وجودي في الحياة ؟ وهل انا مرتهن به الى درجة تستلب خياراتي ولماذا تضيق مساحة الوجود الى هذا الحد ، وهل انا طرف في ترسيخ هذا التضييق ؟ ولماذا اغض الطرف واغمض عيني عن الواقع البائس الذى يحيط بي ؟ أوليس الساكت عن الحق شيطان اخرس..

ان ثنائية السكوت والكلام لا تحل معادلة الوجود المتغيرة الاطراف دائما ؟! واذا كانت الحياة عندنا فرصة يحكمها منطق الاهواء! فلماذا يصبح ذهب السكوت هو المعيار امام فضة الكلام؟ ولماذا غرسوا في اذهاننا ان كلامنا هو الاقل قيمة دائما وان السكوت افضل منه ؟

هل لاننا ادمنا الثرثرة ام ان كلامنا يقترب من توصيف الواقع المعاش على اقل تقدير ؟
والى متى يبقى هذا السكوت عبدا ذليلا خانعا للخوف احيانا ولبريق الذهب وسحر لمعانه في معظم الاحيان؟

السكوت ليس في تجنب الكلام فقط وانما تبرير لفداحة القول الذي يخرقه ..

انت ساكت اذن انت بمنأى عن العقوبة ، تلك هي وصيتهم .
انت اذن رقم ميت في سجلات القول وسيان وجودك او عدمه.
وهكذا تمتد عدوى السكوت لتتضخم مقبرة ارقام الساكتين من حولنا وهذا يقودنا الى سؤال مفاده :
ما الفرق بين مقابر البشر المتحركة وبين مقابره الساكنة اذا كان السكوت هو الدالة التي تميز كليهما ؟

السكوتهو المؤازرة في اقصى جوانبه تطرفا ، استبدال اللغة بالايماءات واشارات القبول المطلق وتعليق راية الاستسلام الى الابد.

ان تعادل اللغة بالذهب يعني ان تقودها الى منطق التجارة والبورصة والمضاربات ، ان تحيّدها وفقا لاشتراطات السوق واسهم التداول، ان تجعل منها مسرحا للعبة.
لم يكن الذهب الا العلامة المتحققة للثراء الذي يؤدي الى الاشباع الجسدي ولجم جوع الحواس المتطرفة
فهو مظهر خارجي من مظاهر الجسد الا ان السياسة جعلت منه مظهرا من مظاهر العقل والروح ايضا

فهل كل ما تراه وتعيشه يستحق السكوت وهل با السكوت وحده تبلغ الحكمة التي يرضى عنها الاسياد

فبمقدار سكوتك تحوز الذهب سواء الذهب كمعدن او ذهب الوجود ، اي البقاء حيا على سطح الارض وفرصتك الذهبية في ان تتنفس

اصبح الذهب وفق هذا المنطق مرادفا للحياة ، فللانسان متطلباته وللذهب بريقه وفي النقطة الفاصلة بين عواء المتطلبات وغواية البريق تصنف العقول وتحدد الاتجاهات وترسم حدود المصائر المغلقة

ثمة معادلة من طراز اخر وهي ان يكون الكلام من ذهب لا السكوت ، هنا ذهب الكلام يختلف عن ذهب السكوت لانه من معدن الحكمة النادر
، فمثلما الذهب نادر في الطبيعة كذلك تلك الحكمة
!


فهل الذي شرع مقولة السكوت من ذهب هو وحده الذي كلامه من ذهب


فكيف يكون سكوتنا الذي هو من ذهب يرقى الى مرتبة وجوب الامتناع عن القول ، وكلامه الذهبي يرقى الى مرتبة وجوب الانصات والخشوع والطاعة

بينما
نبقى نحن الفقراء ابناء المعادن الخسيسة او ابناء ال – كما يسموننا ، ساكتين بلا ذهب ، ولا نمتلك حتى حق ان نحلم به ،
فى الوقت الذى نتلبس فيه الوهم في جميع الازمان ونتزيا بالدرر الذهبية المتناثرة من خطابات بعض القادة

وحقيقة حالنا لا فضة ولا ذهب
!!

زين العابدين الانصاري
بتصرف