Sunday, February 28, 2010

امرأة زكاها القرآن












مع خصال امرأة زكاها القرآن

كثيرا ما يبقى تنادي المسلمين بالرجوع إلى القرآن والسنة مجرّد شعار عاطفي بعيد عن التجسيد،ولعلّ موضوع المرأة أدلّ تعبير على هذه الملاحظة،إذ لم يمنعنا الشعار المرفوع من التشبّث بالعادات الأسرية الدخيلة وتحكيم التقاليد الاجتماعية الخانقة في التعامل مع المرأة المسلمة ونسبة تلك العادات والتقاليد إلى الدين الحنيف،ولو كان الرجوع إلى القرآن والسنة فعليا وصادقا لأحالنا على أنماط وأنساق في غاية الرفعة والجمال والتحضّر،والمتأمّل في قصّة سبإ الواردة في سورة النمل- على سبيل المثال- يقف على عبر ودروس بليغة لم ترد جزافا وإنما هي معالم تربوية وإيحاءات معبّرة تدلّ على ما ينبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة، ونقتطف من هذه الدروس والعبر خصالا حميدة اتصفت بها الملكة :

1-

صرّحت الآيات الكريمة بأنه كان لسبإ- وعلى رأس البلد امرأة- حضارة قويّة متكاملة وراقية(لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال)،فترؤس المرأة لم يجلب للقوم الدمار كما يتصوّر أصحاب الفهم الظاهري السطحي لحديث(لا يفلح قوم ولوّا أمرهم امرأة) ،بل بلغت بهم درجة من التمكين المادي بهرت الملاحظ الأجنبي المتمثّل في الهدهد.

2-

كان القوم كلّهم على الشرك يعبدون الكواكب(وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله)،لكن المرأة العظيمة سرعان ما تقود قومها إلى الإيمان كما سيأتي،فهي إذا مفتاح للخير مغلاق للشرّ حلافا لما تصوّره العقائد المتأثّرة بالتوراة المحرّفة والإنجيل المزوّر.

3-

إن الملكة المتربّعة على تلك الحضارة الرائعة لم تكن مستبّدة مثل الحكّام الذين يرفعون الشورى شعارا ولا يعرفون سوى الرأي الأحادي في الممارسة،فلمّا بلغتها رسالة سليمان عليه السلام وفيها دعوة إلى الإسلام وتهديد لنظام الشرك ، جمعت أهل الحلّ

والعقد وعرضت عليهم الأمر(يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون) ، ويبدو من السياق أن هذا دأبها، لا تفصل في القضايا المصيرية برأيها وإنما تعمد إلى الأسلوب الشوري أو الديمقراطي،فما أروعه من درس تعطيه أنثى لأولئك الذكور الذين ينفردون بإصدار القرارات في الأزمات الخطيرة ولسان حالهم يردّد المقولة الفرعونية:(وما أهديكم إلا سبيل الرشاد).

4-

رغم أن مجلس الشورى اتّخذ موقفا مبدئيا صلبا يعتمد على ما للدولة من قوة عددية ومادية وعسكرية أوكل استعمالها للملكة:(نحن أولو قوة وأولوا بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين) ،فإنها لم يأخذها الغرور وتصرّفت بقوة المنطق لا بمنطق القوة وأرجأت اللجوء إلى الخيار العسكري إلى حين اشتنفاد خيارات الحكمة والتعقّل،في حين نرى الحكّام المتمتّعين بشيء من أسباب القوة لا يكادون يفكّرون إلا في استعمالها كإجراء وحيد لمواجهة أي احتمال خطر داخلي أو خارجي ولو كان وهميا،وهذا يدلّ على رجاحة عقل الملكة وتوفّرها على شروط الرئاسة الراشدة.

5-

نلاحظ في قولها(إنّ الملوك إذا دخلوا على قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلّة) معرفة بالسنن الاجتماعية وقوانين الغلبة وردّ الفعل،فهي تفترض في سليمان-إن كان على شاكلة الملوك الظلمة و حدث أن هزم قومها في المواجهة العسكرية-أن يفسد البلاد واقتصادها وعمرانها ويصبّ ألوان الظلم والتعسّف على المواطنين المهزومين.

6-

ولعلّ أروع ما يتراءى في خصال الملكة ذكاؤها وحنكتها،فبدل أن تسارع إلى المواجهة اختارت أسلوب الملاينة حتى تتأكّد من دعوى سليمان أنه نبي يدعو إلى دين التوحيد،فراحت تمتحنه باختبار لا يفوز فيه عامة الحكّام:امتحان المال:(وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بما يرجع المرسلون)،إنها تعلم أن الناس عامة و الملوك بصفة خاصة يسيل لعابهم للذهب والفضّة ولا يصبرون على فتنتهما،فإذا أقبل سليمان على الهدايا يستزيد منها علمت أنه مجرد واحد من أولئك الحكّام الدنيويين،أمّا إذا آثر دعوته على الثروة فيكون شأنه شيئا آخر،ونجح كيدها وخبرت من خلاله حقيقة الرجل وصدقه.

7-

وتتجلى رجاحة عقل الملكة مرة ثانية حين تدخل قصر سليمان عليه السلام وترى كرسيا أشبه بكرسيها الملكي الفريد ، ويسألها مضيّفها:(أهكذا عرشك)؟فلم تغامر بالجزم بأنّه هو بعينه لأنها تركته خلفها في اليمن وهو هنا أمامها في فلسطين أي مسيرة أسابيع أو شهور،فكيف يمكن أن يسبقها من اليمن إلى فلسطين؟فنراها تخفي تعجّبها-وقد تأكّدت في قرارة النفس أن العرش عرشها- في عبارة ذكية فيها تحفّظ إيجابي:(قالت كأنه هو)،وتلك فطانة تستحقّ التنويه.

8-

وأخيرا فإنّ هذه المرأة بخصائصها القيادية المتميزة أنقذت نفسها وشعبها من مهالك الشرك وسارعت إلى إعلان إسلامها بمجرد أن تيقّنت بنبوة سليمان:(قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين)،وبما أن وجهاء سبإ وقادة الرأي فيها أظهروا ثقتهم وولاءهم لها في وقت الخطر الداهم فلا شكّ أنهم أقرب إلى الاقتناع بدينها الجديد وأميل إلى الاستماع إلى حجّتها والاقتداء بها،وبإسلام الرؤوس يسلم باقي الشعب أو أغلبيته على الأقلّ،فهذه الهدية التي لا تقدّر بثمن- هدية الإيمان بالله تعالى- إنما ساقها الله إلى أولئك الناس على يدي امرأة أوّلا وحاكمة ثانيا.

إن ملكة سبإ نموذج يجدر بالمسلمات أن يقتدين به،ويجمل بالمسلمين أن يتدبّروه،فهو-إلى جانب نماذج أخرى- حريّ بأن يصحّح المفاهيم المتعلّقة بالمرأة

قال احد الشيوخ الموصوفين بالتشدد

أنّ امرأة عاقلة أفضل من رجل متسلّط.


عبد العزيز كحيل

Friday, February 26, 2010

رؤية






رؤية تأسيسية لحرية الاخـتيار


بتكامل الفردي والجماعي يتكامل السلوكي والخلقي، التشريعي والكوني، الذاتى

والموضوعي. وبما أن الإنسان جماعي بالخلق وبما أن التشريع يُلزم المرء بأن لا يفرِّط في هذا أو ذاك وأن يكون وسطًا بحيث لا يفقد التوازن بين الذاتي والموضوعي، فإن الإسلام يؤسس لسلوك لا يتناقض مع الخلق بل ينسجم معه. وهذا من الناحية الفلسفية في غاية الإحكام لأن الذي خلق الكون ضمن نواميس وقواعد محددة لا يمكن أن يشرع سلوكيًا بصورة متناقضة مع الطبائع التي فطر الله تعالى الكون عليها. علمًا أن الذات الإلهية ليست خاضعة لعقلانية أو منطقية، وتبقى المسألة ضمن قدرتنا النسبية على صياغة الأمور صياغة منطقية، واستيعابها عقليًا.

يقودنا هذا إلى إشكالية حرية الاختيار. يقول الغربيون: إن الديمقراطية وحدها هي التي تكفل حرية الاختيار وتدافع عنها. أما الإسلام حسب عدد من مؤلفيهم لا يكفل هذه الحرية، ويصر على تسيير الإنسان حسب قواعد جامدة تسلبه حريته وقدرته على الإبداع والمشاركة في أعمال المجتمع. ويعزز بعض الإسلاميين الذين يتعاملون مع الإسلام على أنه شيء من الماضي هذه النظرة ويقولون بأن الإسلام قد وضع حلولاً لكل المشاكل، وما يطرأ من أمور، وأن المسلم لا يحتاج إلى إبداع وإنما إلى معرفة التفاصيل الشرعية، وإذا كان له أن يُعمل عقله فإن له ذلك ولكن بحدود القواعد الشرعية وتفصيلها، وعدم الانطلاق نحو إبداعات أو اجتهادات قد تخطّئ الماضي. ويعزز بعض المجددين الإسلاميين هذه النظرة أيضًا بجنوحهم نحو تمجيد الديمقراطية، وذلك على اعتبار أن الإسلام لا يتناقض معها، ويجعلونها - بقصد أو بغير قصد - المرجعية التي يمكن قياس التعاليم والسلوكيات الإسلامية حسبها.

فارق جوهري وحاسم

حرية الاختيار في الإسلام خَلٌقية أما في الديمقراطية فتاريخية اجتماعية، والفرق بين الحريتين كبير جدًا ولا يمكن تجسيره. إنهما ذواتا منطلقين مختلفين تمامًا على الرغم من تشابه أو تطابق بعض انعكاساتهما العملية. حرية الاختيار في الإسلام خلقية لأن القدرة على التمييز خلقية، إنها مترتبة على قدرة فطر الله الإنسان عليها.

قال تعالى: "ونفس وما سواها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها" (الشمس، 7-10)، وقال: "وهديناه النجدين" (البلد، 8). فالإنسان عاقل، ويفكر، ويستطيع أن يقرر عن نفسه ولنفسه، وأن يميز الأشياء طيبها وخبيثها، خيرها وشرها. تأكيدًا على عقلانيته طلب منه الله سبحانه في القرآن الكريم مرارًا وتكرارًا أن يتفكر ويتعقل بآيات الله ليدرك المعجزة الإلهية وليفقه وتتطور لديه الحكمة. فمثلاً خاطبه الله بالقول: "فلينظر الإنسان مم خلق". (الطارق، 5)، وخاطبه أيضًا: "فلينظر الإنسان إلى طعامه" (عبس، 24). إنه خطاب موجه إلى عاقل من أجل استخلاص العبر والحكم والارتقاء بالمعارف والعلوم من خلال اكتشاف أسرار الكون ونواميسه الإلهية. فلا يكتفي الخالق جل وعلا بالقول بخلق الإنسان من طين؛ بل عليه أن يبحث في هذه المسألة ليصل إلى نتائج، ولا يكفي أن ينظر إلى أصناف الطعام ويتعجب بل عليه أن ينظر في مكوناتها وأسرارها. إنه قادر على فعل ذلك لأنه خُلق وفيه القوة التي تؤهله للقيام بذلك. والإنسان يتذكر ما يعمل مما يعزز عقلانيته. قال تعالى:"يوم يتذكر الإنسان ما سعى" (النازعات، 35). وهو لا يتوقف عند التذكر، بل هو قادر على وزن أعماله وإصدار حكم حولها. إنه يعرف ما يقوم به من عمل ومدى جنوحه عن الطريق الحق، فتقول الآية: "بل الإنسان على نفسه بصيرة" (القيامة: 10). إنه قادر على محاكمة نفسه ومحاسبتها.

القدرة التمييزية خلقية وحرية الاختيار مترتبة عليها، وإلا انتفت حكمة التمييز وانتفت معها صلاحية بعض التشريعات الإسلامية، مثل حرية الاختيار بين الإيمان والكفر، وانتفت معها أيضًا مسؤولية الإنسان عما يقوم به من أفعال وأعمال.

الحرية الخلقية تعني أن الإنسان لم يختر أن يكون حرًا، وإنما قدّر الله له أن يكون حرًا. ولم يخترع فكرة الاختيار، وإنما ولد وهي جزء لا يتجزأ من تركيبته النفسية الذهنية. إنها قدر إلهي كما أن كل نواميس الكون قدر إلهي لا رادّ لها ولا يملك الإنسان طاقة أو قدرة على إلغائها أو تخفيفها أو تجنبها. إنها ناموس كوني ثابت لا يملك الإنسان إلا دراسته، ومحاولة اكتشاف أسراره وتبعاته، والعوامل التي تؤدي إلى رقي الإفادة منه، وصقل الطاقات الإنسانية نحو مزيد من الاكتشاف والابتكار والمعرفة. أما محاولة القفز عن هذا القَدَر أو الحقيقة الخلقية أو إلغائه لا تقود فقط إلى إلحاق أضرار بالإنسان والمجتمع؛ وإنما تشكل اعتداء على ما قدّر الله.

ولقد تعزز خلق الله للحرية مع خلقه الإنسان نفسه بتشريعات واضحة، حيث تقول الآية الكريمة: "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" (الكهف، 29)، وتقول أخرى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى…" (البقرة، 256): بمعنى أن سلب حرية الاختيار من الناحية التشريعية عبارة عن اعتداء على حدود من شأنها تنظيم العلاقات بين الناس.

إذا تمت ترجمة الطبيعة الخَلقِية في حرية الاختيار إلى فكر سياسي نجد أن فهمنا لها يمنعنا من ممارسة كبت الحريات؛ لأن ذلك عبارة عن تعرض لمسألة خلقية لها علاقة بالإرادة الإلهية، وفي هذا عبث. إنه من السذاجة والغباء أن يقف امرؤ في وجه قدر إلهي أو إرادة إلهية؛ لأنه لن يقدر على أية مقاومة أو تغيير. وهو بذلك كمن يحاول طي الشمس لتظهر علينا من الغرب أو الجنوب. أما إذا حاول أحد القيام بذلك، وقد تمت المحاولات تاريخيًا في كل مكان، فإنه يصنع أجواء غير صحية تتميز بالكبت والقهر والظلم والشعور بالضعة والهوان والكراهية والتآمر وعدم الاستقرار... إلخ. والثابت تاريخيًا فشل محاولات حرمان الناس من حريتهم في الاختيار في الاستمرار، وأن هذه المحاولات العقيمة ولدَّت ردود فعل متعددة الأنواع، وانتهت إلى التغيير.

إسلاميًا، السبب واضح وهو أن الاعتداء على حرية الاختيار عبارة عن اعتداء على شيء طبيعي خلق به الإنسان؛ مما يولد تناقضًا ما بين الطبيعي والاجتماعي. وبما أن الطبيعي متأصل، فإن الإنسان، رضي أم لم يرض، سيثور حتمًا ضد ما يناقض طبيعته مهما طال الزمن. قد يطول عمر الممارسة الاجتماعية السلبية، والتي هي في هذه الحالة الاستبداد والطغيان، لكنها لن تعمر أبدًا، وتبقى تناقضاتها مع الحالة الموضوعية الخَلقِية مصدرًا للمشاكل والهموم والآلام. فمهما استعمل الحاكم أو المسؤول من قوة للوقوف في وجه ما فُطر الإنسان عليه فإن حكمه لن يدوم. أي أن عوامل الدفع باتجاه التمشي مع ما هو طبيعي فاعلة وقوية ولا تختفي أو تموت


عبد الستار قاسم

Tuesday, February 23, 2010








إن الدين هو المُكوّنُ الأساسي في الثقافة العربية، وإن أي إصلاح ثقافي في العالم العربي لابد وأن يمر عبر بوابة ما يمكن ان نسميه
إصلاح ديني، ، يتم من خلال قراءة الأحكام والنصوص الدينية قراءةً معاصرةً بعيداً عن التفاسير والاجتهادات التراثية


"لقد تحالف – عبر القرون السالفة ـ المؤسسة الدينية مع فراعين المؤسسة السياسية على تحويل ما جرى من أحداث وما ساد من ثقافة وفقه إلى دين يقر الاستبداد ويكرسه، ويربط طاعة الحاكم المستبد بطاعة الله والرسول، ويلزم الناس بطاعة "ولي الأمر" وفق تعاليم تلبس أحياناً لباس الحديث النبوي

هذه الثقافة التراثية الفقهية -هي التي نعيشها ونعيش عليها اليوم ونحن نتاجها المباشر

ذهبت الخلافة كشكل، وبذهابها ذهب مفهوم شرعية الاستبداد، وبقي مضمونها الاستبدادي حياً في الفكر العربي والإسلامي وبالتالي في الأنظمة العربية كافة


ان عدم وجود فقه دستوري راسخ في التراث، ادى الي انعدام الوعي الدستوري لدى الناس. والسبب هو أن الفقه الدستوري يحتاج إلى إبداع، والإبداع معدوم في ثقافتنا الموروثة القائمة أساساً على النقل والتلقين والتقليد. وبالعكس هناك وجود تراثى هائل حول الخضوع والطاعة لأولي الأمر. وبمراجعة التراث الفقهي القديم والحديث ينذر ان تجد فتوى تجيز الخروج على المستبد حتى ولو كان مسلماً من أجل الحرية للناس جميعاً، بل تجد العكس تماماً وهو الخضوع وتقبل الأمر الواقع
وتم تقسيم العالم إلى دار كفر ودار إسلام دون أن يدخل المستبد في خانة الكفر

مفهوم الحرية
لقد ظلت الحرية زمناً طويلاً لاتعني في الفكر أكثر من نقيض للرق، فالحر هو الذي لايباع ويشترى في أسواق النخاسة. لكننا لانشك أبداً في أن عمر بن الخطاب، ثاني الخلفاء الراشدين، حين أطلق منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً عبارته المشهورة " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"، كان سابقاً لعصره في استشفاف معنى العدالة والمساواة ضمن مصطلح الحرية، فهو لم يقصد استنكار استعباد الناس بالرق، بدليل أن نظام الرق كان سائداً في عصره، ولم نسمع أنه فعل شيئاً كخليفة لإلغائه
وبرغم ذلك بقي في التراث الفقهي الإسلامي أن الحر هو نقيض الرق لا أكثر من ذلك. وكانت موريتانيا (وهي دولة عربية إسلامية) هي آخر دولة في العالم ألغت الرق عام 1967 بقرار سياسي . ونرى في الأدبيات الإسلامية تشجيع الأحرار على عتق الرقيق، ولكننا لانرى أبداً نداءً للرقيق بالجهاد ضد أسيادهم وتحرير أنفسهم والانتهاء من الرق حيث لايعتبر هذا جهاداً، بل بالعكس نرى أن على الرقيق أن يطيع سيده وأن لايهرب منه
انعدام الشعور لدى الإنسان العربي بأنه يعيش في ظل أحكام عرفية تتجدد آلياً كلما انتهت مدتها، تزعم السلطات الحاكمة المستبدة أنها لازمة لحماية الناس من أخطار الصهيونية حيناً، والشيوعية حيناً، والعلمانية حيناً، وطمس الهوية القومية حيناً والحضارة الغربية الفاسدة أحياناً أخرى. وسبب قبول الناس وعدم شعورهم بالأحكام العرفية والطوارئ هي القاعدة الفقهية (باب سد الذرائع) فالأحكام العرفية وحالة الطوارئ هي الجانب السياسي لباب سد الذرائع

عدم التمييز بين الإسلام الأصل كما نزل على قلب النبي (صلى الله عليه وسلم) والتطبيق التاريخي لهذا الإسلام، أي بين التنزيل الحكيم وكتب التفسير والحديث والفقه، بين إسلام جاء ليتمم مكارم الأخلاق وليؤكد كرامة الإنسان، وإسلام يعتبر كل الآخرين كفرة - - بين إسلام يفتح أبواب الإبداع على مصاريعها، وإسلام يختزل التاريخ والجغرافيا ويقيد العقل بنصوص تراثية يزعم سدنتها أنها تحوي الحقيقة المطلقة في كل زمان ومكان
أي ما حصل في القرن السابع هو الحقيقة المطلقة، وليس الاحتمال التاريخي الأول لتطبيق الدين الإسلامي على مجتمع بدوي. أي أن الإسلام مصدره إلهي جاء من المطلق وتفاعل نسبياً مع الزمان والمكان. فحوى المطلق الإلهي في المحتوى، والنسبي الإنساني في الفهم
عدم قدرة الفكر الإسلامي العربي التاريخي حتى الآن على تحويل قيم الحرية والعدالة والشورى إلى مؤسسات، فبقيت مجسدة من خلال أشخاص بعينهم. والسؤال الآن: كيف يعقل أن نسأل – أو نبحث – عن إصلاحات سياسية في مجتمعات تقولب وعيها وتشكل فكرها عبر القرون



ان للإسلام الحالي أربعة جوانب: قيمي وشعائري وتشريعي وجانب رابع هو الجانب السياسي وفيه تكمن المأساة


أما الجانب القيمي – مجسداً بالمثل العليا عموماً في التنزيل الحكيم – فليس محل خلاف

وأما الجانب الشعائري – بما فيه من صلاة وصيام وزكاة وحج – فهو أيضاً ليس محل خلاف


تبقى الإشكالات قائمة حصراً في الجانبين التشريعي والسياسي، ليس بين الأمة الإسلامية والأمم الأخرى وحسب، بل بين طوائف ومذاهب الأمة الإسلامية ذاتها. ففيهما يتجلى – تطبيقاً وممارسة – الانحراف والتحريف في فهم التنزيل السماوي الموحى، وفيهما يتجسد الفقه التراثي كأداة من أدوات الاستبداد الديني تدعم الاستبداد السياسي وتبرره، وتجعل من هامانات المؤسسة الدينية حراساً على جسر العلاقات بين الإنسان وربه، وبينه وبين الآخرين، لايمر أمر في الاتجاهين إلا بإذنهم. أو كأداة بيد من يمارس العنف باسم الاسلام معارضاً رجال الدين والسياسة معاً، علماً أن كليهما يحمل نفس المرجعية، وكلاهما انتقائي يختار من التراث ما يناسبه وما يؤيد موقفه
ثمة من يظن أن بالإمكان تحقيق إصلاحات يتم فيها استبعاد العامل الديني، أو تحييده، كما حصل في الغرب، وأن بالإمكان إقناع الناس بأن حاجتهم إلى برلمانات وتعددية حزبية وصحافة أكبر من حاجتهم إلى مجالس للإفتاء. لهؤلاء أقول، إن الدين في المنطقة العربية والإسلامية هو المكون الأساسي للثقافة والمحرك الأساسي للسلوك. ولا بد لتأصيل وترسيخ هذه المفاهيم من إصلاح إبداعي ديني لتصبح هذه المفاهيم جزءاً منه، خاصة وأن رسوخ الفقه التراثي التقليدي يقاوم ويعرقل أية محاولة للإصلاح والتصحيح
في ضوء هذا كله أقول: أعطني وعياً فكرياً لدى الناس بأهمية الحرية والعدالة والمساواة، والتركيز على أولوية الحرية كما أرادها الله لهم في تنزيله الحكيم، وعياً رافضاً لأوهام الجبرية التي تحوله إلى دمية على مسرح عرائس، يقاتل في سبيل حرية الآخرين ورفع الظلم عنهم، بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي والسياسي، ولن تبقى في ضوء هذا الوعي إشكالات تضطرك إلى البحث عن إصلاحات. وستنقلب الأطروحة التراثية السابقة إلى "حاكم يخاف من الرعية خير للرعية من حاكم تخافه


وبالتالي فإني أرى أن مقدمة أي دستور يصدر يجب أن تحتوي مايلي

الحرية هي القيمة العليا في العقيدة الإسلامية ولا يعلو عليها أية قيمة وهي كلمة الله التي سبقت لأهل الأرض جميعاً، وفيها تتجلى عبادية الإنسان لله، لاعبودية الإنسان لله. فعبودية الإنسان حتى لله غير مطلوبة أصلاً والكفاح بكل أنواعه في سبيل حرية الاختيار حتى ولو كان المستبد مسلماً مؤمناً هو الجهاد في سبيل الله. لأنه لإعلاء كلمة الله التي سبقت وهي حرية الاختيار التي تتجلى في قوله تعالى ())
""من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر
أي يطيعونه بملء إرادتهم ويعصوه بحرية اختيارهم. والحرية لاتُعرف إلا بالطرف المقابل لها، فآدم عبَّر عن حريته بالمعصية لا بالطاعة، ولو أطاع مباشرة لما عرفنا بأنه يملك حرية الاختيار
إن أحسن آلية توصل إليها المجتمع الإنساني لممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي المعارضة ومنظمات المجتمع المدني وحرية التعبير السلمي والنشر والإعلام لأن الدولة هي المؤسسة التي تحتاج لأن تُؤمَر بالمعروف وتُنهى عن المنكر حيث بيدها المال والجيش والأمن والقرارات

والعدالة كقيمة إنسانية تأتي بالدرجة الثانية بعد الحرية. لأن الأحرار يستطيعون أن يقيموا عدالة ، بينما المستعبَدين الذين لاخيارات لديهم يحتاجون إلى العدالة. ولايوجد في مجتمع الأحرار شيء اسمه الجهاد في القلب، فمنظمات المجتمع المدني تمارس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان والصحافة والمنظمات غير الحكومية وكل وسائل الإعلام والاجتماعات والتظاهر وهي كلها وسائل سلمية، والدولة بمؤسساتها التشريعية والقضائية والتنفيذية تمارس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد. وإذا أرادت الدولة أن تمارس هذا بنفسها، فهذا يعني أنها ستوجد مؤسسة أمنية اسمها (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
*********
بقلم محمد شحرور بتصرف

****:::::*****


إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ }الزخرف23

َقالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }المائدة104

غالبا ما يُدفع الفكر الجديد بنعوت وتُهم لمجرد سوء الفهم، أو لصعوبة هضمه من قبل العقلية التقليدية. فليست وظيفة المفكّر الانسجام مع الفكر الموجود، بل وظيفته الابداع والاضافة والتجديد....
وكل جديد يحمل صفة المعارضة والنقد والنقض لما هو موجود أو للبعض منه على الاقل، لابد ان يستثير جمع من المعارضين والمحافظين....
ان تعريف الضلال _الذي وضعه الفقهاء _ لا يمكن أن يسري على آراء علماء أو مثقفين، قصدوا منها التعبير عن أفكار يعتقدون بسلامتها، شرعياً وعقائدياً، ومؤمنين بجدواها في اصلاح المجتمع، واعادة بناء فهمه للاسلام
...كثيرا ما تسألت هل يمكن لعالم أو مثقف أن يعبّر عن رأي غير متداول و تستسيغه الذهنية العامّة

Thursday, February 18, 2010

عنزة ولو طارت ؟؟؟















خاط رة

الحياة مليئة بالكثير من الاختلاف والتعدد والتنوع ...بل وبها كثير من المتناقضات ...
بينما نحن نصر ببلاهة واصرار على ان نرى الاشياء بمنظور واحد وكيفية واحدة
ورؤية اطلاقية واحدة
....
لا اريكم الا ما أرى ....
لا زالت هذه العبارة الفرعونية تتردد على الافواه وتسكن عميقا فى العقول ...

ولا زال كل منا يرى انه على حق وغيره على باطل
!!!

" عنزة ولو طارت ""؟؟؟

كل شىء حولنا ينطق بالسعة والتنوع ...الكون والجماد والنبات والحيوان والانسان
...
هل هناك شىء اخر يستحق ان نتأمله؟
كنت اتصفح موقع تلسكوب هابل





Supernova 1987A: Halo for a Vanished StarStar Cluster NGC 2074 in the Large Magellanic CloudRing of Hot Blue Stars Pinwheels Around Yellow Nucleus of Hoag's Object GalaxyA String of 'Cosmic Pearls' Surrounds an Exploding StarGalaxy NGC 1512 in Visible Light



ولا يمكن الا يثير انتباهك السعة والتنوع ؟
المجرات فى كوننا الذى نعرفه حتى الان لا حصر لتنوعها حجما وكثافة وبعدا ...
البيضاوية والدائربة والحلزونية ,,,ومن التى تشابه مجرتنا
حجما الى اصغر واكبر وبتفاوت لا متناهى ....
الجماد قد يكون حجرا رسوبيا او نارى بركانى أو أو أو .... عدد كما تشاء وكل نوع تحته انواع لاحصر لها ...
وما اسلفت عن الجماد اكثر منه تنوعا فى مملكة النبات والحيوان .....
اما نحن بنى ادم ... ما عليك الا النظر الى ما حولك ....لتجد الخصوصية الممعنة فى الاختلاف حتى بين الاخوة ....
ما سبق هو مدخل لما يجول فى خاطرى عن سبب احادية نظرتنا الى الاشياء وعدم قبولنا باختلاف اى اخر معنا ...
رغم ما فى الدنيا من اختلاف وتنوع جدير بأن نقتدى به
!!
ورغم قناعتى باستحالة تحديد سبب وحيد لذلك... فالامر يبدو انه بسبب اوضاع كثيرة وعوامل شتى اجتماعية وسياسية
وتربوية وووووو .... ولكنى اميل الى تحديد عامل اراه اهمها الا وهو الاستبداد السياسى وما يتولد عنه ومنه من ثقافة
الاستبداد التى تعطى لصاحبها الحق ان يرى الدنيا بمنظاره ومعياره هو ...وتنشاء مقولة ...لا اريكم الا ما ارى ...
ويتشبه المحكوم بالحاكم ويمارس كل فرد سطوته على من يستطيع ، أو من هو تحت ولايته !!!!؟
ويدخل المجتمع باسره
فى حلقة مغرغة من التعصب والانغلاق والتحجر ...
كثيرون هم من لديهم "نظريا" قناعة وجوب احترام الاخر المختلف ولكن عند تنزيل الامر على الواقع ...يجدون الكثير
من الصعاب فى التعايش والحياة مع ثقافة التسامح ...ويتحول المختلف عنى فكريا الى عدو ، وكأنه نال منى ومن كرامتى
ولابد لى
ان اواجهه بكل ما اوتيت وربما " بالجزمة " " لانه داس لى على طرفى
...!!!
الامر متغلغل داخلنا ...

Wednesday, February 17, 2010

الشوربة..أحدث تقاليع العلاج



الشوربة..

أحدث تقاليع العلاج بالوهم



 باتت قضية العلاج بالوهم من أخطر القضايا التى تواجهها وزارة الصحة





باتت قضية العلاج بالوهم من أخطر القضايا التى تواجهها وزارة الصحة، انطلاقا من حرصها على صحة المواطن المصرى
أن تدخل إلى أحد المطاعم لتطلب لنفسك أو لمن يرافقك أطباق الشوربة الشهية..شىء عادى، لكن الغريب أن يقول لك أحد مدعى الطب أن شوربة ""السردين" تعالج السمنة عند ربات البيوت، وشوربة "كوكتيل" البصل والزبدة والخس والبسلة والتوت واللحمة والنعناع لعلاج فيروس "سى"، ولو تعانى من كسل بالكبد من الممكن أن تشرب شوربة حمص الشام.. وللرجال فقط "شوربة الكوارع بالحبهان"" كمنشط جنسى...أما فيروس B فعلاجه بطبق شوربة مكون من الجزر الأصفر والجنزبيل والبصل والخس ومرقة الدجاج وملح وفلفل وحبهان ولحم مفرومة ونبات عروق الصباغين فى شاش ملفوف...وعلاج الكوليسترول بشوربة التوت الأحمر بالخل... وأخيرا شوربة الكراكليه للتخسيس العام ومناطق أخرى
الحمد لله والشكر لله
أكدت وزارة الصحة أن قضية العلاج بالوهم أصبحت من أخطر القضايا التي تواجهها الوزارة، لذلك تقوم بملاحقة أدعياء الطب المستغلين لحاجة الناس الماسة للعلاج من بعض الأمراض المزمنة



تناولت "شغل الاونطة " قبل كده لا مانع من الاعادة
فانا لا اعترف بالطب البديل وطب الاعشاب والكوارع
فقلت يوما فى نصائح ساخرة
:::::::::::::::::::::::::::::::::::

يجفف ورق البردقوش ويطحن جيدا ... ينقع فى زيت الزيتون
تناول مقدار ملعقة كبيرة من الخليط 3 مرات يوميا ولمدة اسبوع واحد...
سوف تلاحظ تحسنا كبيرا فى مقدار الجرأة والشجاعة التى تمتلكها ...
عند ذلك واصل تناول الوصفة ولكن بشكل " تناقصى"
فى الاسبوع الثانى مرتان فى اليوم وفى الاسبوع الثالت مرة واحدة فى اليوم....
احذر من عدم الالتزام بالمقادير..
والا ستجد نفسك وصلت الى حالة تسمى التهور ربما تفضى بك الى السجن !!!!
:::::::::::::
::::::
اذا آنست فى نفسك القدرة على الكلام ومن قبله القدرة على التفكير
!!!
فما عليك الا اللجوء للخلطة السحرية ، المكونة من 99 حبة من الحلبة ومثلها من "اللبان المر"
تنقع فى 100مل من بول الابل...
يلاحظ التحسن من اليوم التالى....
ايّــاك ان تفرط فى تعاطى هذه الوصفة،،،،
فالتفكير والكلام من آفات هذا الزمان والنتيجة المحتومة والمجربة لافراطك
هى الدخول فى مرحلة من مراحل الجنون والعياذ بالله
!!!
::::::::::::::::::

هناك وصفة ثبت انها الشافية من اوهام الحالمين بالعيش بحرّية وكرامة ..
احرص على تناول الدجاج المشوى المتبل بكميات وفيرة من الزعتر الجبلى
فالدجاج وما به من هرمونات الاعلاف والزعتر يهدىء الاعصاب،، ،،،،،،
سوف تشعر بتحسن كبير وبواقعيةهادئة
ونوم العوافى يا حضرة المحترم !!!

::::::::::::::::::::::::

نصيحة لوجه الله

هناك الكثير من المتطفلين على مهنة الطب البديل وطب الاعشاب ،
يقدمون وصفات غير صحيحة نحذرك منها...
على سبيل المثال ، ما يشاع عن فوائد " الفجل" فى دعم وتعزيز الفحولــــة لدى الرجال....
فقد ثبت لدينا انها وصفة غير مؤكدة وغير صحيحة لا تخلف وراءها الا الغازات ....
..التى ربما تكون سامة لك ولمن حولك ..

*******

.اذا لم تفلح معك وصفاتنا راسلنى على ايميلى او اتصل على مركز الهاشمى
لطب الاعشاب الذى بشر المشاهدين على قناته الحقيقة انه اكتشف خلطة من
الاعشاب تشفى من مرض الايدز وبجرعة واحدة .....""ههههههههههههههه

لا يفوتنى ان اشير الى " اللغط الايميلاتى"...؟
بتاع الحسنات بالملايين اللى حتنزل عليك بمجرد ترديدك
كلمات معينه...وغاب عن اصحابها ان الايمان ما وقر فى القلب
وصدقه العمل ..العمل ..العمل


عزيزى القارىء انسحب من الحياة اليومية وتبعاتها
وعش فى العالم الافتراضى ""الحقيقى"" الانترنت

Tuesday, February 16, 2010

يا بعلتاه؟؟؟






ساعة لقلبك

اطمني يابعلتاه

أزور لندن هذه المرة بقلب جامد وبلاخوف من زوجتي التي هي بعلتي وحرمي وعقيلتي وأم عيالي -فهى - ستوفر لي الحماية اللازمة وتهش عني الطامحات الى نيل الحظوة عندي بمجالستي او بمراقصتي كما حدث لي عندما اتيت الى لندن شابا غرا في السبعينات اقام المعهد الذي كنا ندرس فيه حفلا بمناسبة مفتعلة وغردت الموسيقى المعلبة فتشابكت الايدي حول الخصور والرقاب وبدأ التمايل لاعطاء الانطباع بان الموسيقى تجنن في حين ان الراقصين كانوا في الواقع يتمايلون انتشاء باحتضان بعضهم بعضا وبلا لف او دوران فالرقص تعبير رأسي أو عمودي عن رغبات أفقية.

ماعلينا فقد كنت اقف في زاوية قصية ارقب الجمع المتهادي عندما اقترب مني احد اساتذتي وكان يهوديا -وقد اصبحت من يومها تطبيعيا خطبا لوده- وسألني لماذا لاتطلب من واحدة من الفتيات ان تراقصك ؟ انفجرت في وجهه اسمي جعفر عباس وليس جعفر كاريوكا... هل تعتقد ان حفيد عنترة ذلك الفارس الارعن الذي رفض عرضا من عبلة بالهرب والزواج لوضع عائلتها امام الامر الواقع يمكن ان يعرض شرفه وشرف القبيلة الى الامتهان ؟ الاتعرف اننا في العلم العربي نفهم المؤامرات وهي طايرة ونكتشف كل يوم نحو عشر مؤامرات يحيكها العدو ضدنا؟ أتريد مني مراقصة فتاة كي تنشر الصحف الاسرائيلية صورتي في صفحاتها الاولى نكاية بعنترة الذي عارض التطبيع في عصر كان اليهود فيه منتشرين في اركان بلاد العرب متمسكنين حتى يتمكنوا ؟

الاتدري اننا امة تؤمن بالتخصص ومن ثم فان الرقص عندنا يتطلب مؤهلات وزيا معينا؟ من اين لي بذلك الزي ذي فتحات التهوية التي تسمح للجماهير بالاطلاع المباشر على امكانات الراقصة الفنيو بيولوجية؟

أفحمت الرجل فتركني في حالي ثم رأيته يتحدث مع كائن هلامي عملاق ..ثم تحرك ذلك الكائن اتجاهي ووقف امامي دهمة سوداء تفوح منها رائحة الخمر والتبغ امراءة مجازا بحكم انها ترتدي ملابس نسائية وتعتبر بيولوجيا من الثدييات عدة نساء في هيكل خرساني واحد قطرها نحو المتر ونصف المتر وارتفاعها متران ,- ليست لدي معلومات مؤكدة عن اعتزالها الحياة ولك اذا كان ما يقوله الاطباء صحيحا عن مضار السمنة فمن المؤكد انها نفقت قبل سنين طويلة- وكانت سوداء في لون الزفت ولم يكن ذلك مايضايقني فيها فانا والحمدلله ازفت من الزفت من حيث اللون... سألتني دانس؟

فرددت عليها نو جعفر عباس ..جافا عباس ! قررت ان افضل طريقة لتفادي الرقص معها وجرح مشاعرها وبالتالي غضبها هو ان ادعي عدم الالمام بالانجليزية هنا امسكت بيدي ووضعتها على تلة اللحم قرب كتفها ووضعت يدا وزنها نحو نصف طن متري على كتفي لتريني مالمقصود بدانس وهنا لم اجد سبيلا سوى ان اقول لها بلسان انجليزي فصيح انني انتمي الى امة محافظة قد يشرب بعض افرادها الخمر مجاملة للاشقاء الاوربيين وقد تحشش من باب انعاش الاقتصاد القومي باستخدام الحشيش ذي المنشأ العربي ولكنها لاتقرب لحم الخنزير تحت اي ظرف ... تلك كانت القاضية فقد انتفخت خياشمها وزمجرت صائحة :تقصد انا خنزيرة سأريك كيف يكون الرقص ثم اطبقت بيديها على عنقي وخلال ثوان كان رأسي قد غاص في لجة اللحم والشحم المشبع بالكسترول والبيرة وبدأت أرفس وأتلوى بحثا عن بعض الاكسجين وكلما فعلت ذلك ازدادت تشبثا بي ربما حسبتني أتلوى من فرط الانتشاء

باختصار رحت في غيبوبة وافقت منها لاجد نفسي منطرحا على الارض وحولي خلق كثير يهمهمون سكران..لامصاب بالسكري..لامصاب بصدمة حضارية..لا ربما كان من اكلة لحوم البشر وتناول لحم البقر فأصيب بالصرع رفعت رأسي وهممت بان اشرح لهم سبب الغيبوبة عندما لمحت تلك المراة المركبة والدخان يخرج من فتحتي منخرها كما الثيران الهائجة في افلام الكرتون فلذت بالصمت وغادرت المكان ذليلا كسيرا

خلاص انتهى عهد الغفلة يوم كنت معرضا للتحرش من قبل عوانس بريطانيا السوداوات فهذه المرة معي السيدة المشار اليها اعلاه والتي تحتاج الى صيانة طبية وقد قررت هي قبل ان نغادر الى لندن انها لن تلزم سرير المستشفى باي حال وتترك زوجا دخل طور المراهقة الثانية حرا طليقا في شوارع لندن ،قلت لها يابنت الناس لقد حصنني الله ضد الزلل ببشرة وتقاطيع لاتصبر عليها الا ناقصة عقل ،فتقول وافق شن طبقه وفي لندن اشنان واطباق كثيرة -

انني لأؤكد لتلك السيدة عبر هذا المنبر بأنني على العهد باق وان جيناتي العربية ضعيفة ومن ثم لن اخون ولن اساوم ولن اتنازل عنك ابدا مهما يكون-

..ولن اتمادى في تحقير الحبيب الذي لايعرف الا الحب العادي وتقول له حواليا كتير يعني اذا لم تطور اسلوبك فعندي بدائل افضل والف من يتمناني - واضيف باني سألازم زوجتي وبعلتي وعقيلتي وحرمي وام عيالي حذوك النعل بالنعل خوفا من ان يستخدم ضدي النعل وسأتعهدها بالرعاية

اما اذا اعجزت حالتها الاطباء فسأتركها في متحف الشمع لتجلس الى جوار الملكة اليزابيث الثانية وتدخل التاريخ وترفع رأس الامة عاليا بين السياح

من هذه؟

هذه زوجة جعفر عباس التي صبرت عليه حتى اصيبت بالتصلب الشمعي فوضعوها هنا تحية لصمود النساء العربيات والمستعربات اللواتي صبرن على غطرسة ازواجهن وآبائهن واخوانهن وحكامهن

..

كم هي قوية المرأة اذ تصبر على كل اولئك ومع هذا تعمر اكثر من الرجل


بتصرف عن

جعفر عباس

كاتب سودانى

Saturday, February 13, 2010

اكفى على الخبر ؟؟؟















" اكفى على الخبر ماجور
هل هناك علاقة بين هذا المثل الشعبى والسوأل التالى
هل هناك تفكير مسكوت عنه؟؟؟؟

قد نصاب بالدهشة والحيرة في باديء الأمر عندما نقرأ او نسمع مثل هذا السؤال
ولكنه تساؤل متداول بوفرة فى اوساط اهل القراءة والكتابة !!!؟
وهو سؤال شرعى ومنطقى وحقيقى
وصيغة السؤال توحى لنا بان لدينا تفكير نخجل من تبيانه ونخاف البوح به ولذا فالسكوت اولى واوجب ؟
؟
ولوتأملنا بعجالة مسببات السكوت سنجدها كثيرة ومتشعبة
ولكن يبقى " الخوف "هو العنوان الرئيسى ...؟
فأولها ربما خوفنا من - ان تدخلنا فى متاهات البحث عن الاجابة التى نعتقد انها ستكون حتما
مشوشة على ما نعتقد انه مسلمات وبالتالى فمن باب سد الذرائع نقول السكوت عنه احسن من الخوض فى الاجابة!!؟
وربما خوفا من - ان تفتح عليك ابواب اللوم والعتاب وربما استدعاء قاموس الشتائم الغنى
ف سيقولون عنك كافر وفاسق واخرون سيقولون عنك رجعى ومتخلف وعلمانى متغربن ويسارى ملحد ويمينى متعفن وعلمانى ووووو
وربما الخوف من من اهل السلطة الدينية والسياسية
الخوف من الخروج عن المألوف من تقاليد واعراف
الخوف المتأصل منذ الطفولة ، من الاب والمدرس
والخلاصة حالة مرضية مزمنة تقف حائلا دون قبول مثل ذلك السؤال وغيره


فماذا لو قبلنا وامتلكنا عقلنا للحظات
قبلنا من باب السعة والتسامح مثل ذاك السؤال
ربما نجد الاجابة ونقوم بالاستجابة
وانى لازعم ان التفكير النقدى لثقافة المسلمات ربما يكون الطريق الوحيد للوصول الى نفى اى حالة من "المسكوت عنه"؟
خاصة ونحن لا يغيب علينا
أن الإنسان المؤمن مكلف بالتفكر والتدبر
"قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين"

فلما لا نحاول الاجابة على كل الاسئلة
ولما لا نفكر بصوت مسموع
، اعتقد ان التفكير والتدبر، يسقط في حالة واحدة، حينما يتم تفسير كل شئ، وفق النظريات المسلم بها

وما ذلك الا نتيجة لفقدان الثقة بالذات على المستوى الفردي والجماعي عندما نفكر فى توصيف الواقع
وما نعيشه اليوم من تخلف
عبرالتعليم المقنن وفق نظريات لا تمت للواقع بصلة
وعبر اعلام البروباجندا الموجه من قبل اهل السلطة وعبر ادعاءات
الخصوصية، والتشنج القبلي، وغير ذلك من الأمراض الإجتماعية

الأكثر حيرة، أن التفكير في هذه التركيبة النفسية المشوهة، لا يتجاوز الإطار الضيق من حياة الفرد، بل هو اطار مقيد، داخل إطار وراءه إطار ثان
وثالث حتى نصل الى المزيد من المحاذير والموانع مما يساهم فى سكوتنا وجمودنا ،وتصبح تلك "البراويز" وصية علينا
بل الامر يتجاوز الفرد الى حالة مجتمعية عامة
عندها نفقد القدرة على تمحيص الحقائق حول الناس والذات
ونفقد القدرة على فهم ما حولنا بطريقة عاقلة
ربما لا نعلم أن هناك حقائق مسكوت عنها، وربما نعلم !!! وربما لا نعلم أن هناك اشباه حقائق صدقناها بعد أن أستسلمنا لها
قرونا عديدة ولم نحاول تمحيصها
والأسوأ من هذا ومن ذاك هو حالة اللا مبالاة --- اى لا يهمك الأمر،--- فيعيش انساننا في حلقته المفرغة، ولا يعلم أن حياته بلا قيمة
سوى القيمة التي يضيفها لها.... "لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت".؟

اعود للتساؤل هل
هناك اشباه حقائق بل مسلمات، نتناقلها حول الآخرين، وحول المجتمع، وحول أنفسنا، وحول تاريخنا وتراثنا جيل وراء جيل

لكنها تفتقد المصداقية الكلية

المؤكد برأى انه ..
مهما ادعي البعض إمتلاكهم للحقيقة
فبالتأكيد هناك قضايا "مسكوت عنها" ولا بد لنا من اعادة حقنا فى اعادة التفكير والتدبر والفهم كما كان للسابقون هذا الحق

وحيث ان المجتمعات التى يعشش فيها الاستبداد بكافة انواعه ، تعتاد الكذب على المستوى السياسي، والإجتماعي، وتحاول أن تقنع نفسها بتلك الأكاذيب
لذا لن يتمكن الفرد فيها من التفكير كما قد كلف
لآن افرادها اعتادوا تناول الأكاذيب في أخبارهم، وفي أسرارهم، وفي حكاياهم، وفي نكاتهم، وحتى في مشاعرهم الصادقة
ولأن القدوة تكذب
ولأنها تخبيء
ولأنها لا تفكر، ولأنها لا ترى الأبعاد الخطيرة لتفكيرها المحدود

....." اذا كان رب البيت بالدف ضارب..ف.."
فالنتيجة ما نرى

"""""""
على المستوى الشخصي هناك ما يجب ان ننتبه له
....أن قانون الكون وسننه متغيرة، وأن المفاهيم المطلقة والمسلمات التي يستمر بقائها في عقولنا بدون تغيير هي مفاهيم
خاطئة على كافة الأصعدة ، وأن المفاهيم المطلقة التي يجوز لنا إبقائها والإستناد عليها، هي الإيمان بالله، ومعرفة كيفية الإيمان بالله
يقول د محمد عماره : الاسلام مطلق وفهمنا له هو المتغير
فما الذى تغير فينا منذ قرون ؟؟

إن ممارسة التفكير الناقد، ليست أرقى أنواع التفكير فقط، بل هي أهمها على الإطلاق، ولايمكنك إذا أردت أن تمتلك هذه الأداة الخطيرة، أن تعزلها عن حالة المجتمع
الذى يجب ان تكون الحرية ديدنه ،
، الباحثون فى الغرب "الاستعمارى"، لا يستندون على الحرية المتاحة امامهم، و القدرات المادية المتوفرة لديهم، وعلى التطور الفكري العام، بل يستندون ايضا على ثقافة
من التفكير الإنساني الحر والمطلق " بلا عقال" والغير مقيد "بالاستبداد"
بينما لددينا يستندون على تقاليد متأصلة من الاستبداد على كافة الاصعدة ، سياسية ، دينية ، اجتماعية
ولذا لم نجد امامنا الا الاستغراق فيما مضى او البحت فيما فكر وسطر الاولون
....
لكن هناك جانب مشرق في هذه الظلمة

مازلنا نملك الوقت والفرص العظيمة لإثبات انفسنا، على خارطة التفكير الإنساني. إنما لا ينقصنا سوى
مانملكه في صدورنا ،... من الشجاعة ، ومن التفكير الايجابى ، والخوف من الله وحده، لأن من يخاف الله ويرجو لقائه،
لا يستطيع أن يخاف من أي شيء آخر
ومن يفكر في الدنيا وقلبه متعلق في السماء
فإنه أدرك المعنى الحقيقى لوجوده الإنساني،،،،
************
أن العقل لم يخلق لتدرك به الحقائق الكبرى فقط
بل خلق لتدرك به ماينفعك ومايضرك فى هذه الحياة