Wednesday, July 30, 2008

sms



sms


رسائل قصيرة



***

أن أحد أهم الصفات الطبيعية للايمان أنه يتغير / ينمو / يتطور / ينضج / سواء علي مستوي الفرد أو المجتمع ــ بالتالي فأن محاولة إصباغ الإيمان بصبغة الثبات والجمود تعيق تفعيل دوره المأمول



***


ــ أن إعلان جماعة ما احتكار الإيمان والحقيقة المطلقة _ ثم اعلان طائفة داخل هذه الجماعة احتكارها لصورة من صوره
هي أحد أهم أسباب هشاشة أي نسيج مجتمعي ــ فالايمان حرية ــ ويقاس ايمان الفرد بما يتيحه للمؤمن الآخر من حرية اعتقاد وحرية تعبير عن معتقده



***

ــ أن ثقافة الوصاية التي يمارسها السلاطين وفقهائهم سواء من خلال تنفيذ احكام الله من وجهة نظرهم أو توقيع عقوبات علي مخالفيهم ــ أحد أهم أسباب انتشار ثقافة الخنوع والخضوع



***
ــ أن الإيمان والدين في تاريخ النشأة كانا شكلاً من أشكال الاحتجاج الايجابي علي الواقع من خلال تقديم رؤية مستقبلية تدفع بالانسان والمجتمع الي الأمام _ ولآن الدين مكون هام وكبير فى ثقافتنا - ولكي يستعيد الايمان والدين قدرتهما علي التغيير والاصلاح والتقدم لابد أن يكون لهما دائما وباستمرار رؤية مستقبلية تتفاعل مع الواقع ومتغيراته- وأن يتم التعامل مع الماضي من باب المعرفة وليس من باب الاتباع _ علينا أن نحترم تراثنا لا أن نقدسه، أن الذين أنتجوا التراث كانوا رجالاً ولكل عصر رجاله ومن هنا تبرز أهمية وضرورة أن يكون هناك

دائماً وباستمرار مرجعية معاصرة تتفاعل مع العصر (زماناً ومكاناً



***

ــ أن النص المقدس ثابت أما فهمه فهو متغير ويجب أن يكون متغيراً وباستمرار حتي يستطيع النص إدارة حركة المجتمع ويدفعه دائماً الي المزيد من التقدم ــ أنه لا يوجد تناقض بين النص المقدس من جهة والعقل والحقيقة من جهة أخري ــ ولذلك يجب رفض القول بأن هناك نصوصا غير قابلة للفهم ــ ففهم النص المقدس عمل بشري / تاريخي / نسبي / مرحلي



***
ــ التأكيد علي أن هناك فرقا كبيرا ونوعيا بين السلفية والأصالة ــ فالمصطلح الأول سلبي عقيم وهو يعني اتباع خطي السلف
بغض النظر عن متغيرات الزمان والمكان ــ اما الثاني فهو ايجابي مثمر فهو كالشجرة العتيقة ذات الجذور العميقة التي مازالت تعطي ثماراً
حتي يومنا هذا لكونها تتفاعل مع زمانها ومكانها



***
ــ أن انتشار ثقافة التواكل والاتكال علي الله ــ وأن الله هو المسئول علي كل أفعالنا حتي الشرير منها ــ أضعف قيمة تحمل المسئولية في مجتمعاتنا ــ ولذلك لكي يستعيد الإيمان والدين قدرتهما علي دفع المجتمع الي التقدم والمنافسة لابد من التأكيد علي أن عمل الدنيا هو أساس جزاء الآخرة والعمل الصالح أحد أهم أركان الإيمان بغض النظر عن صبغة الأخير



***
ــ أن استعذاب البعض للخنوع والخضوع شكل من أشكال العبودية تلك القيمة السلبية التي جاء الإيمان والدين ليخلص الانسان منها ــ أن هذه القيم السلبية ليست قيم فطرية في الشعوب العربية بل هي صفات مكتسبة أفرزتها ثقافة الاستبداد بصورها المختلفة



***
ــ أن الخوف من الاختلاف مخافة الانشقاق والفرقة ــ والمبالغة والتأكيد علي اتفاق الأمة رغم تنوعها الثقافي هو تكريس لفكرة الدولة الانصهارية ــ الذى كرس ثقافة الطاعة العمياء لولي الأمر (السياسي والديني)

***
لا اكراه
ــ أن الإيمان هو الحرية ــ وأن قيمة الاختيار عند الله من أسمي القيم ويسعده ممارسة الانسان لها بغض النظر عن نوعه واتجاهه ــ وبالتالي فلكي يستعيد الإيمان والدين قدرتهما علي التغيير الايجابي عليهما الإعلاء من ثقافة الاختيار من خلال الحث علي تفعيل العقل والموضوعية، إيماناً بأن كل انسان مشروع مستقل بذاته. أن إعلاء ثقافة الاختيار سوف تفرز الاختلاف والتنوع الخلاق وهي أحد أهم القيم التي اعتمدت عليها الدول التي تقدمت وتقود الحضارة الانسانية الآن

Sunday, July 27, 2008

مغلق للصيانة !!!!!



مغلق للصيانة

!!!!!


واقعنا مغلق ...والاسباب متعددة... وربما تكون هذه محاولة للتعرف على تلك الاسباب وصولا الى امنية تدور فى عقلى مفادها ان الامر ليس هينا
ولكن الاصلاح ممكن وان الاغلاق للصيانة فقط ...

والحديث هنا عن التعصب


فالعلم و التاريخ وحقائق الواقع في مختلف بقاع الأرض كلها تشهد بوضوح تام بأن المجتمع المكبَّل بالتعصب مجتمع مريض..... وهو ضحية ظروف وأوضاع تاريخية وثقافية وسياسية فهو لا يتعمَّد التعصب بل لا يعرف أنه متعصب ولا يعترف بأنه مغلول بهذا القيد الثقيل وإنما يتوهم أنه الأشد حرصاً على الحقيقة والأكثر امتلاكاً لها بل المالك الوحيد للحقيقة الناصعة المطلقة ؟؟؟؟؟

إن التعصب كارثة على أهله قبل أن يكون عدواناً على غيرهم وهو انغلاق للعقل وانطماس للبصيرة وحجر على الذات ولكنه ليس اختياراً يختاره الفرد أو المجتمع وإنما ينشأ الناس في بيئة تقوم على التعصب لعرق أو قومية أو مذهب أو طائفة فيتربون عليه (ويتبرمجون به) ويصبحون أسرى له ، فبالتنشئة يمتزج التعصب في نفوس الأفراد وينغرس في أعماق وجدانهم تتشرَّبه عقولهم وتتشكّل به طبيعتهم فيصيرون معجونين به : فكراً وعواطف وقيماً وأخلاقاً فلا يخطر على بالهم التساؤل حوله ولا التشكُّك به فهو في نظرهم قمة الكمال فالحماس له هو ذروة الصدق والصفاء والإخلاص فيستميتون في الدعوة إليه والدفاع عنه لأنهم لا يدركون طبيعته
فهم مندمجون فيه وليس بينهم وبينه أية مسافة ليتاح لهم إمعان النظر فيه بتجرد والحكم عليه حكماً موضوعياً
ولا يمكن لأهل التعصب الانفكاك منه لأنهم لن يسعوا لهذا الانفكاك فهم راضون عنه ومغتبطون به فيستحيل عليهم التخلص منه إلا بمؤثر طارئ قوي جارف من خارج النسق ينتزعهم انتزاعاً من قواقع التعصب ويخرج بهم إلى فضاءات الانفتاح وآفاق التسامح

المعضلة انه إذا كان المرضى يسعون لطلب العلاج فإن مرضى التعصب سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات لا يعترفون بمرضهم بل يتوهمون أنهم الأكثر عافية فهم يسعون لضم الآخرين إليهم أما أن يسعوا للتخلص من كارثة التعصب فهو محال لأن المتعصبين لا يدركون تعصبهم ولا يعترفون به بل يرون أنهم على الحق المبين وأن غيرهم في الضلال البواح
..
النقطة الأخرى المهمة التي يجب التأكيد عليها فهي إبراز أن التعصب هو الأصل في كل الثقافات أما الانفتاح والتسامح والاعتراف بحق الاختلاف وإدراك نسبية الفهم البشري للحقائق فكلها إنجازات إنسانية طارئة لم تتوصل إليها البشرية إلا بعد قرون متطاولة من الغرق في الصراعات القومية والحروب الدينية والعرقية والطائفية والمذهبية والإثنية

إن التعليم الحديث لا يكون مجدياً فى الشفاء من داء التعصب ما لم يسبقه ويصاحبه التفكير النقدي الذي يؤدي إلى الخروج من متاريس التعصب والانتقال من ظلمة الانغلاق إلى ضياء الانفتاح ومن ضيق التعصب إلى سعة التسامح ومن ثقافة الإخضاع إلى ثقافة الإقناع فلا جدوى من التعليم إلا بحرية النقاش والاعتراف بحق الاختلاف وقبول النقد بل والترحيب به والحث عليه بوصفه مفتاح طاقات العقل وبه تتعرى الأخطاء وتبرز الإيجابيات وتتقلص السلبيات


فلا يمكن لأي مجتمع أن يخرج من أنفاق التخلف المظلمة ويتجاوز خطوط الدوران العقيمة إلا إذا هو أفلت من أسر التعصب وأطلق طاقات العقل واكتسب مهارات الفكر والفعل وأدار أموره بوعي وأمانة وشفافية ووضوح وتكامل وفاعلية..

إن التعصب ليس طارئاً على الحياة البشرية بل هو الأصل في كل الثقافات وعند جميع الأفراد والجماعات والفئات والأمم فهو الذي حال دون التقارب الإنساني وهو الذي أوقف إزدهار الحضارة آلاف السنين وارتهنها ضمن مسارات ثابتة لا تتجاوزها إنه العائق الأكبر لانطلاق العقل واتساع العلم وتقدم الحضارة أما تجاوز هذا الأصل فهو انتقال استثنائي هائل إنه وثبة مدوية تؤدي إلى تغير ثقافي نوعي لذلك لا يتحقق هذا التجاوز على مستوى الأمة إلا بقفزة ثقافية هائلة تتغير بها الرؤية العامة للأمة وتتبدل مكانة الفرد ومنظومة القيم وعلاقات السلطة وطريقة التفكير وأسلوب الحياة ونمط التعامل وتركيبة المجتمع ومكونات الثقافة
ليس محالاً
الشفاء من داء التعصب وذلك( وباختصار) بفتح ابواب النقد والنقاش والتساؤل والانتقال من ثقافة التعصب الى ثقافة التسامح ومن ثقافة الاخضاع الى ثقافة الاقناع

....
ونختم بالعودة الى اسم هذه المدونة؟؟؟ .....
لااكراه ،،،،