Tuesday, September 30, 2008

قال الحمار؟؟؟




قال الحمار ...ياسيدى
لك الخيار..؟




هناك قضية احسبها جوهرية فى عالم الثقافة والمثقّف - تكمن في العلاقة بين السلطة والمثقّف .
... هي ليست وليدة يومنا وعصرنا، بل هي شيء موجود منذ أن انقسم الناس لحاكم ومحكوم.... يتحكّم بهذه العلاقة نزوع لإثبات الحقيقة وإشاعتها والدفاع عنها لدى البعض المثقف، بمواجهة نزوع لدى اطراف اخرى، وما تمثّله، في ابتسار الحقائق وطمسها لشتّى الأسباب والذرائع، حفاظا على الكراسى !!!
قبل الاسترسال ، دعونا نحدّد ما الذي نعنيه بمفردة «المثقّف» و«المثقّفين
نقصد بالمثقّف والمثقّفين تحديداً ، أولئك الذين يتوسّلون بوسائل إبداعية، فنية أو أدبية، لتقديم إسهامهم الذي لا بدّ منه لعملية الارتقاء والنهوض بمجتمعاتهم. إنهم جزء من المثقّفين، لكنهم ليسوا هم وحدهم المثقّفين حصراً. إنهم جزء من الجسم الثقافي. جزء هام وحيوي، بالغ التأثير وشديد الفعالية والديناميّة، لا غنى للحاكم والسياسي عنه. يحتاج إليه المواطن والوطن مثلما تحتاج إليه الأحزاب والأيديولوجيات . الكلّ بحاجة إليه، والكلّ يرتاب منه، باستثناء أولئك الذين يخاطبهم أو يوجّه إبداعه لهم، ألا وهم عامّة الناس وسوادهم الأعظم. إنّهم يبادلونه الودّ والحبّ .... لسان حالهم يقول:
إنه أديبنا، شاعرنا، فنّاننا، كاتبنا يعبّر عنّا...
ولهذا يحظى المبدع أديباً وفناناً بكلّ هذا الحبّ والتقدير وسط الجماهير البسيطة من الناس التي لا حظّ لها من الثقافة، ولا قدرة لها على تذوّق العمل الإبداعي المنجَز، مثلما يفسّر لنا موقف الشكّ والريبة والاحتقار المُبطَّن للمبدع من الحكّام ودهاقنة المال. إنّهم يعرفون بداهة وبالفطرة أنّ كان المنتج الإبداعي لهم ام عليهم ؟؟؟؟
ا..
المثقّف...
هو كلّ من حاز مستوىً معيّناً من الثقافة يؤهّله لفهم نفسه وما حوله، هذا التحصيل الذي يهيّئه للإدلاء بدلوه في شؤون الأمة والمجتمع. وقد يتحوّل المثقّف إلى مُبدع، إذا أصبح منتجاً للثقافة في حقل من حقولها ، حيث تصبح هذه الثقافة التي أنتجها مادّة استهلاكية للغير. وقد يكون المثقّف المبدع (مُنتج الثقافة) أديباً أو فناناً، مهندساً أو طبيباً، مُزارعاً أو أستاذاً، عالم دين أو رجل سياسة...
... حديثنا هنا على المثقّف الذي حقل اختصاصه الفكر، كاتباً، شاعراً، مؤلفاً، فناناً في كلّ الاختصاصات، فيلسوفاً، مؤرّخاً، صحافياً...
المثقّف من هذا النوع يعيش وينمو بعيداً عن السلطة بنوعيها، سلطة الحكم، وسلطة رأس المال، وغالباً ما يكون الكثير منهم في صراع مع السلطة، والحديث هنا عن السلطة في بلداننا العربية قطعا ....، وهي سلطة مستبدة بطبيعتها
عبر التاريخ، كان المثقّف من هذا النوع ضحيّة قمع السلطة. كان يخضع باستمرار لضغط السلطان، وإغراء المال. فإن انساق للمنطق الذي يستوجبه مبرّر وجوده، فإنه سيكون إمّا ممّن يقضي بقية عمره في زنزانة، أو ممّن يختتم حياته بقتل مُعلن أو آخر مُريب. وإن خضع للضغط وهادن، فإنه لن يعدو في أحسن الأحوال أن يكون من زمرة وعّاظ السلاطين، حيث يصبح ممتهناً للتزوير والمدح وتزييف الحقائق.
مما أسهم في إضفاء صدقية زائفة على وقائع سُمِّيت تاريخية، وما هي بوقائع، وما هي بتاريخية، بل هي أباطيل واختلاقات....ولذا قلنا وما زلنا نقول بأهمية التدقيق والتمحيص والتدبر فى كل موروثنا الثقافى، حتى لا يتم تزييف الواقع وطمس حقائقه، واغتيال وتزييف التاريخ وإبطال الوعي .

قال الحمار ...ياسيدى
لك الخيار..؟
بين الذهب
أو السيف