Sunday, August 24, 2008

كليلة ودمنة


دار حديثنا انا وصديقى "الفكرة الفائقة" عن عالم القرود فى تدوينة سابقة...وتذكرت الاية""
َوإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً"""
بعد يومين وجدت السطور التالية وقد احتفظت بها لدى منذ فترة... ولآنى احترم الحمير ....
واحرص قدر جهدى على ان لا اجعلها تغضب منى فقررت ان اواسيها بهذه التدوينة!!!

كليلة ودمنة


قال دمنة :
لست أدري متى ستُريحني من عجائبك التي ما فتئتَ تُزعجني بها ، وأنت العاقل الأريب ! وها أنت تقول وتُـلِّح بأنَّ الحمار
قد يكون أوعى من البشر ، أو بعض البشر
كليلة :
نعم اقول ذلك ، وانى أراك تحفظ وتُكثر من الكلام والشعر ، ولكن بلا فهم ولا بصيرة ، وأيُّ شيءٍ ينفعك الحفظ إذا لم تعلم ما تقول ! ، والا لما قُلتَ في الحمار ما قلت ، ولعلمتَ مِن ثَمَّ أن الشعر الذي ترويه ذما وطعنا فى الحمار، وطِرتَ به يمنةً ويسرةً لم تقله العربُ في الحمار الذي يمشي على أربع ، ولكنه قيل فى رجل من بني البشر اسمه حمار !
وسأحدثك حديثا ليس بالكذب ولا بالخيال ، عن جدلية الوعي والاستحمار ، وكيف أنهما يتنقلان بين خلق الله بحسب الأحوال ، فقد يأخذُ الحمارُ مكان الإنس ، كما يأخذ الإنسُ مكان الحمار من غير أن يتشرفَ الحمارُ بذلك

دمنة :
وكيف كان ذلك ؟

كليلة :
زعموا أنَّ الحمار قال لصاحبه : أرجوك لا تستحمرني ... فأجاب الرجل بتعجب : ولكنك حمار ! وأنا عندما أستحمرك لا أزيد عن اشتقاق فعل من اسمك الحقيقي !
قال الحمار : إنَّ كوني حماراً شيءٌ ، وكونك تستحمرني شيءٌ آخر ، وأنا لا أتبرأ من حُموريتي ، فهكذا خُلقت ، ولذلك وُجدت وبه أفخر ، ولكني أطلب من جنابك ألا تستحمرني ، يعني ألا تتجاوز باستخدامك لي حدَّ حموريتي ، فلا تهزأ بي ، ولا تستضعفني ، ولا تُنكل بي ، فإن فعلت ذلك فإياك والوقوف خلفي ، لأني حمارٌ مطيع ما دمتَ حماراً بطبع تكويني ، وبفعل نفسي ، فإن أردتَ استحماري وحملي على خلاف طبيعتي ، فإنَّ لي قدمين يفلقان الصخر .

وفي منطقة اسمها شرق المتوسط ، قال الحاكم لشعبه : أُريد استحمارك
فقال الشعب بتعجب : وتسأل يا سيدي ؟! إننا رعيتك ، فافعل بنا ما تشاء .
قال الحاكم بلهفة - فهو لم يكن يتوقع هذا التجاوب السريع ، :
ولكن أتعرفون معنى استحمار
ردَّ الشعب :
ونعرف إعرابها وتصريفها واشتقاقها ، وما عيبُ الحمير يا مولانا ؟! أليست من خلق الله تبارك وتعالى ؟ يا ليتَ... أنَّا لنا صبرها وَجَـلَدَها وجِـلدها . مع أننا يا سيدي لا نوافق الحمير على كل أخلاقها ، فنحن نرفض النهيق كي لا نزعجك . ونشتت افكارك الملهمة ، كما اننا نرفض ، وبشدة ، الرفس لأنه عنف لا يليق بنا !

دمنة:....؟؟؟!!!!( فى حالة ذهول)...

كليلة :
هل سمعت بأغرب من هذا ؟ لا أظنك
الم اقل لك قد يأخذُ الحمارُ مكان الإنس ، كما يأخذ الإنسُ مكان الحمار من غير أن يتشرفَ الحمارُ بذلك

السلام عليك وعلى الحمار

No comments: