Wednesday, January 20, 2010

يا سيدى









نصائح الفلاح الفصيح

...الى الحاكم

يا سيدى~ضيق الخناق على السرقة وارحم الفقير~ان أصدق وزن للبلاد هو إقامة العدل ~ولا تكذبن وأنت عظيم~ولا تكونن ضعيفا وأنت رزين ~ولا تقولن الكذب فانك الميزان~ولا تميلن فإنك الاستقامة ~ اتق دنو الآخرة ...

......

ياسيدى المواطن...

ارفض الاستبداد ونحّه من دنياك عبر الفعل التربوي الواعي بدءًا بنفسك إذ كيف تبشر بالحرية إذا كان داخلك فرعون صغير؟ وكيف تنكّر على الحكام إذا كنت مستبدّاً في مجالك؟

اجعل رفضك للاستبداد يمتد عبر تربية نفسك وأبنائك ومحيطك... لا ترض ببستان ضخم فيه نوع واحد من الأزهار، فخير منه بستان صغير فيه الورد والريحان والأقحوان وشقائق النعمان... لتتعلّم منه الاختلاف والتنوّع

الذى جبلت عليه الحياة... فذلك يسددك فيما تكتب وتقول و تأمر وتنهى...

ارفض الاستبداد في مشاعرك وأحاسيسك وأذواقك وارفضه في ميادين الرأي والسياسة والحياة... ليكن رفضك له عقيدة نابعة من توحيد الله وسيادة الإنسان في أرض الله...

ارفض حكم أسرة واحدة تستعبد باقي الأسر أو تسلب منها الحكم والكلمة والحضور، وارفض حكم الفرد ولا تغرّنّك مقولة "المستبد العادل" فإنّها فكرة قاتلة بمقياس الحرية المنعشة، وارفض تسلّط طرف يمنيك بالأمن فإنّه لا أمن إلاّ ببسط سلطان العدل، وارفض من يكرّر أسطوانة توفير الغذاء والعلاج ووسائل النقل فهو إن وفّرها لك يسلبك حرية الاختيار أو قد يسلبك الحرية كلّها.

...

لا تترك أبناءك يردّدون عبارات الولاء للزعيم الملهم فإن هذا الترديد الغوغائي قد يحوّلهم هم أيضا إلى وحوش، وهو في كل الأحوال يقودهم إلى حتفهم

وبدل ذلك علّمهم أن يتّخذوا لأنفسهم وردا لا يرددون فيه سوى مقولة عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحرار؟

...

تكلّم أيّها السيد الّذي حرّره دينه من العبودية لغير الله، انطلق يا صاحب اللسان المبين... تكلّم، لا تسكت فإنّهم فسّروا سكوتك الطويل بالرضا بحال الهون والدون... ارفع رأسك،

انتصب وأطلق بصرك وراء القضبان التي اعتدت العيش خلفها...

انظر إلى العالم يتحرّك في طريق الانعتاق... انظر إلى أولئك.. إنهم ليسوا مجرّد "كفّار" علّمتك الحاشية المستأجرة أن تزدريهم، لا، إنّهم إخوتك في الإنسانية، كسّروا الأغلال وحوّلوا مجرى التاريخ لصالح الإنسان العادي بعد أن كان قاصراً على الديناصورات البشريّة... تذوّق قيم الحق والخير والجمال، تذوّقها كل يوم تفتح فيه عينيك، لا تتركها لغيرك لترضى بالتصفيق لمن أذلّوك وحنّطوك وألغوا لفظ "المستقبل" من قاموس حياتك...

ارفع رأسك في غير اتّجاه القطيع، وتمرّد على البيئة الّتي تعلم الناس غير هذا... لا تسمع للأصوات المدفوعة الأجر الّتي تخوّفك من "المغامرة" وتحبب إليك الأغلال التي تكبّلك، استنشق عبير الحرية في دنياك وعبر قصائد الأحرار الّتي كتبوها بدمائهم حتّى لا يسيل دمك ولا تسيل أنت دم أحد،،،، لا أدعوك إلى حمل السلاح فمصائبك جاءت من حمل السلاح، وإنما أدعوك إلى حمل القلم وإطلاق اللسان..،

...

إياك يا مقهور من مخلوقات عجيبة لها أجسام بشر ونفوس وحوش تبشر بالفناء ولا تحسن سوى الرداءة وتتفنّن في تسويق القبح لتصرفك عن الشعور بإنسانيتك... إنّهم يريدون لك أن تعيش على هامش الفعل الحضاري

وختاما

اليس من العيب أن أمم الأرض تتحرّر تباعا من الاستبداد السياسي والإرهاب الفكري وتبقى أنت عرضة لهما؟ تحرّر الأفريقي البدائي وأصبح يساهم في تسيير شؤون مجتمعه ويقرر مصيره عبر الانتخابات الحرة والتداول على السلطة، وأنت تتنقّل بين الأسر الحاكمة بقوّة التسلّط والجمهوريات الوراثية... تحرّر الإنسان في أمريكا الجنوبية وكنس بلاده من الدكتاتوريات العسكرية وصار ينعم بالديمقراطية فيختار حكّامه ويحاسبهم ويعزلهم وبقيت أنت في تيهك بين دوائر الشرعيّة التاريخية والثورية والسلطان الغشوم _ الّذي يبررون الإذعان له بأفضليته على فتنة تدوم _

ألا تحس بالأسى يعتصرك وأنت ترى الإنسان في بلدان عديدة يتمرّد على الأنظمة الشموليّة ويطيح بها ويؤسس لعهد الحريّة والكرامة وأنت تتفرّج على التاريخ متوقّفا يخيّرك بين الطاعون والكوليرا؟ لا أحدّثك عن الإنسان في أوروبا الغربيّة وأمريكا الشمالية وجنوب شرق آسيا، فالفرق بينك وبينه كالفرق بين الحر والعبد والحي والميت... ألا يعتريك الغثيان وأنت تحدق في هؤلاء" العجائز" الّذين يعتبرون أنفسهم ظل الله في الأرض

"""

يقول لقمان الحكيم

يا بني ...اعلم ان نقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم ؟؟؟ "

10 comments:

خواطر شابة said...

يقول لقمان الحكيم يا بني ...اعلم ان نقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم ؟؟
معك ومعه حق الرغبة في الانعتاق هي الاساس اما نحن فقد استمرأنا ما نحن فيه. حكوماتنا المتعاقبة قتلت فينا كل حراك وكل وعي سياسي لنصبح فعلا قطيعا يساق
الحل يكمن في جيل جديد ينشئ على اسس صحيحة ينمى فيه الوعي منذ الصغر مع ذلك الجيل تستطيع ان تحلم بالتغيير اما نحن فلق أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي

Anonymous said...

اذا الشعب يوما اراد الحياه ... محدش ياخد في باله :)

اعتقد ان اراده الفرد هي المؤشر الحقيقي للسباحه الى شاطيء الديموقراطيه

فاذا اراد بقوه اتجهنا بقوه ... واذا وهنت ارادته تغلبت عليه امواج الاستبداد

تحياتي

sal said...

شكرا يا خواطر
تأثرت كثيرا بكلمة او حكمة لقمان
وسعدت بتركيزك عليها
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إن لقمان كان عبداً كثير التفكر، حسن الظن، كثير الصمت، أحب الله فأحبه الله تعالى، فمن عليه بالحكمة
اما الحل الذى ارتأيتيه
يارب يسمع منك
انا من الجيل القديم وذلك ما اتمناه من اجيالنا القادمة
تحياتى وتقديرى.

sal said...

فتاة الصعيد
احييك واقول ربنا ما يوهن لنا عزيمةوارادة وفعلا صدقت ان الارادة هى اهم ما نملك
على فكرة نسيت اقول ان لقمان من النوبة
اى والله صعيدى يعنى مننا وعلينا
تحياتى وتقديرى

بحر الالوان said...

من كلمات بتاح حوتب لابنه‏:‏
مهما علا شأنك
إستمع لمشورة الآخرين
مهما كثر علمك
لا يغرنك ما تعرفه
ولا تخل نفسك الحكيم
العالم بكل شيء‏.‏
اطلب رأي الجاهل
كما تطلب رأي العالم
فالعلم لا ملكية له
وليس هناك من الرجال
من يملك المعرفة الكاملة
ولا من الملوك
من يعرف العلم كله
إن الكلمات الخصبة ياولدي
هي الحجر الأخضر النفيس
قد يوجد في أرض الوزير
كما يوجد عند الغفير
والحكمة ياولدي
قد توجد لدي الخادمات
المنحنيات فوق حجر طحن الغلال

اما بالنسبة للصخور فالحكمة اليونانية تقول :

إن الحجر المتحرك لا ينبت عليه العشب

ونحن يا سيدي نتحرك كثيرا ما بين يمين ويسار وجميع الاتجاهات

تحياتي

Tears said...

كلام رائع و لكن ليت الناس تفهم و تنظر لحالها و تفيق قبل فوات الاوان

على فكرة احب انوه ان فيه مجنون يتحدث الخليجية و يروج خرافات تسىء للاديان السماوية ينتحل اسمى و صورتى لكن طبعا اللينك ياخذك لمدونته هو و ليس مدونتى و قد وضعت تنوية عندى و تفصيل لهذا

Unknown said...

من العجيب ان احنا محدش استعبدنا
احنا اللى جعلنا من انفسنا عبيد وعباد للفرعون

أستسهلنا ان نقاد ويفكر عنا الاخر
لسسسسه هنتعب ونفكر ونقرر وناخد مصيرنا ونحققه بأيدنا ؟
مدام فيه الحاكم الملهم اللى احنا خلقناة عشان يفكر لنا وعنا

موضوع راقى جدا
بس من فضلك لو تشيل حروف التحقق الانجليزيه

تحياتى لك

sal said...

سيدى
الاديب
الاريب
...
ملايين غيري وغيرك...
لا يملكون فصاحتي وفصاحتك..
ولا تكاليف الوقوف على باب السلطان
تنهب أرزاقهم الذئاب
تسلب القرى و النجوع

تبعثر صرخاتهم الريح
و تغيب الشمسُ في الدارِ
ولاغير الجوعِ
وظل الظلم على الجدران
لا تنفعنى الطحالب المترسبة على الحجر الراكد
أنا لا أريد خبزا ولاشعيرا
وهذه رسالتي
علها أعجبتك هي الأخرى

المخلص

sal said...

تيرز المحترمة
احييك واتمنى لك التوفيق
واحمد الله ان فى القلب متسع وفى الصدر رحابة تقبل وتحترم الاخر
مهما كانت قناعاته
وملاحظتى ان موعد الافاقة ليس له توقيت حتى نقول قبل فوات الاوان
فما فقدناه منذ قرون لن يأتى فى ايام وشهور....وسنين...وتذكرى دائما انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون...
...وأأمل ان لا نكون كذلك
تحياتى

sal said...

صفاء المحترمة
فعلااحنا اللى جعلنا من انفسنا عبيد

اشكر لك مرورك الكريم
عفوا انا لم افهم ما تعنينه بازالة حروف التحقق الانجليزية
عذرا
تقبلى تحيتى وتقديرى"