Sunday, January 24, 2010

خارج النص 1







نتحدث كثيرا عن الكتابة وما تتناوله من مضمون

والحديث عن الأفكار لا يكاد ينتهي، فكل يوم تقذف الأذهان بفكرة جديدة تزيد وتعيد في منظومة الأفكار، فالأفكار مثل الخلية البشرية منغمسة في عمليات الهدم والبناء المعروفة

بـ (الأيض أو

Metabolism).

هذه العملية الهامة في تطور الخلية لا يرصدها الإنسان إلا حين يرى جزئيات الجسد البشري تحت المجهر الالكترونى ، والأمر بالنسبة للأفكار لا يجدى معها اى اجهزة ولكن لكى نرى و ندرك عمليات أيضها هدما وبناءا إلا حين يتبين

لنا كيف تؤثر مباشرة في حياتنا سلبا أو إيجابا.
نحن بالتأكيد نعلم ما هي الخلية البشرية من خلال التشريح المخبري بيد أنا نقف حيارى إزاء هذا الكائن المدعو (الفكرة)! فما هو هذا الكائن؟ هل هو شيء حسي؟ أم هو شيء ذهني مجرد؟ لا شك أن الحديث عن الأمور الحسية أسهل بكثير عن الحديث عن الأمور التجريدية، فمجال الاختلاف في الأمور الحسية يحسمه الفحص الكوني (التجربة)، ولهذا صارت العلوم الحسية مبنية على التجربة، ولا مجال فيها للتجريد والنظر إلا بقدر ما تفتح آفاقا جديدة للاختبار.
أما الحديث عن الأمور التجريدية فالجدل فيها لم ينتهي منذ بداية البشرية وحتى يومنا هذا والى يوم يبعثون "ولذلك خلقهم"، واستحضر في هذا المقام قول الفيلسوف الفرنسي ديكارت: (لن أقول شيئا بخصوص الفلسفة سوى أنني لما رأيت أنه وقع تعاطيها من طرف أبدع العقول التي تواجدت منذ قرون عدة وأنها على الرغم من ذلك لا تحتوي على مسألة واحدة لا يمكن الجدال بشأنها وبالتالي لا يمكن الشك فيها)، فالفلسفة التجريدية قائمة على الافتراضات والاحتمالات والظنون بل وربما الأوهام

من المؤكد أن الفلسفة السهلة الواضحة مفضلّة أبداً لدى عموم البشر على الفلسفة الدقيقة العويصة، وينصح الكثيرون بها بوصفها لا أمتع من الأخرى وحسب، بل أكثر فائدة أيضاً. أما الفلسفة المغلقة القائمة على لفتة ذهنية لا يمكنها أن تدخل في الأعمال والأفعال، فهي على العكس تندثر ما أن يغادر الفيلسوف الظل ويخرج إلى وضح النهار. وما يجب أن يعترف به أيضاً هو أن الفلسفة السهلة قد فازت بشهرة أدوم وأحق أيضاً. وأن أهل التعليل التجريديين حظوا حتى الآن على ما يبدو بمجرد شهرة مؤقتة

ناجمة عن الفضول أو عن جهالة عصرهم


No comments: