Wednesday, December 26, 2007

التحرر الإنساني..



......



هذا المبدأ العظيم الكبير:
( لا إكراه )
وفي هذا المبدأ يتجلى تكريم الله للإنسان، واحترام إرادته وفكره ومشاعره

وترك أمره لنفسه فيما يختص بالهدى والضلال في الاعتقاد

وتحميله تبعة عمله وحساب نفسه..
وهذه هي أخص خصائص التحرر الإنساني..
إن حرية الاعتقاد هي أول حقوق
"الإنسان "
التي يثبت له بها وصف
"إنسان "
فالذي يسلب إنسانا حرية الاعتقاد، إنما يسلبه إنسانيته ابتداء..
ومع حرية الاعتقاد حرية الدعوة لما يعتقد، والأمن من الأذى والفتنة..
وإلا فهي حرية بالاسم لا مدلول لها في واقع الحياة.
والإسلام- فى تصوره للوجود وللحياة ،- كما افهم- هو أقوم منهج للمجتمع الإنساني بلا مراء

هو الذي ينادي بأن لا إكراه في الدين، وهو الذي يبين لاصحابه قبل سواهم انهم ممنوعون من إكراه الناس على هذا الدين
فكيف بالمذاهب والنظم الأرضية القاصرة، المتعسفة وهي تفرض فرضا بسلطان الدولة، ولا يسمح لمن يخالفها بالحياة؟

والتعبير هنا يرد في صورة النفي المطلق
: لا اكراه في الدين
نفي الجنس كما يقول
! النحويون..
أي نفي جنس الإكراه، نفي كونه ابتداء فهو يستبعده من عالم الوجود والوقوع
.
وليس مجرد نهي عن مزاولته. والنهي في صورة النفي-
والنفي للجنس
أعمق إيقاعأ وآكد دلالة"
والآية الكريمة
( لا إكراه في الدين )
على وضوحها وصراحتها ليست هي المورد الوحيد لإعلان الحرية الدينية وتأكيدها في القرآن الحكيم، بل هناك العديد من الآيات الشريفة التي تعالج موضوع حرية العقيدة والفكر من مختلف الجوانب والأبعاد
فالإنسان في نظر القران ليس مسيّراً مجبرا على أعماله وتصرفاته بل هو حر مختار وبالتالي فهو مسؤول أمام الله عما يصدر منه، يقول تعالى: (
إنا هديناه السبيل إما شاكرأ وإما كفورا )
الانسان 3
والأنبياء وظيفتهم التبليغ والتذكير وليس لهم حق الفرض على الناس أو إكراههم على الإيمان برسالتهم
فلو ان الله تعالى يريد الطاعة من الناس بالقسر لكان سهلا ويسيرا على قدرته يقول تعالى
ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )
يونس
99
وفي آية أخرى يقول تعالى.
( فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمصيطر )
الغاشية
21.22
ويقول تعالى:
(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )
الكهف29
وآيات عديدة كثيرة في القران الحكيم تشكل
منظومة كاملة حول حرية الإنسان في هذه
الحياة
وما الآية الكريمة _(لا اكراه في الدين)
إلا الخلاصة والعنوان لهذه المنظومة الهامة الخطيرة

نقول انه في الوقت الذي كان التعصب الديني قد بلغ مداه جاء الإسلام ليهتف
( لكم دينكم ولي دين )
وكانت هذه مفاجأة للمجتمع البشري الذي لم يكن يعرف حرية التدين وربما
لم يعرفها حتى الآن

No comments: