Friday, December 3, 2010

كلام قديم ..جديد ؟















كلام قديم ..جديد .. ولم يتغير شئ !!!

*******

كن صريحا ومباشرا وعادلا ....

هذا ما نحتاج اليه ...فنقد الذات والمكاشفة الواضحة طريق لاكتشاف الخلل وسبيل للاصلاح

أكتب هذه المقالة من باريس في رحلة علاج الركبتين وأخشى أن أتهم بميلي إلى الغرب وأنا أكتبُ عنهم شهادة حق وإنصاف ،

والله إن غبار حذاء محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحبُ إليّ من أميركا وأوروبا مجتمِعَتين ولكن الاعتراف بحسنات

الآخرين منهج قرآني ، يقول تعالى:

« ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة ».

""وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى .

*************

أقمت في باريس أراجع الأطباء وأدخل المكتبات وأشاهد الناس وأنظر إلى تعاملهم فأجد رقة الحضارة ، وتهذيب الطباع ، ولطف المشاعر ، وحفاوة اللقاء ، حسن التأدب مع الآخر ، اصوات هادئة ، حياة منظمة ، التزام بالمواعيد ، ترتيب فى شؤون الحياة

أما نحن ... فقد سبقني ابن خلدون لوصفنا بالتوحش والغلظة ،

وأنا أفخر بنسبى ؛ لأن القرآن عربي والنبي عربي ،

ولولا أن الوحي هذّب أتباعه لبقينا في مراتع هبل واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى .

ولكننا لم نزل من الجفاء والقسوة .

نحن مجتمع غلظة وفظاظة إلا من رحم الله ،

حتى من نسميهم رجال الدين تجد الكثير منهم لديهم جفاء فى الخلق وتصحر فى النفوس، حتى إن بعض العلماء إذا سألته أكفهرَّ وعبس وبسر ،

......

الجندى يمارس عمله بقسوة ويختال على الناس ببدلته

من الأزواج زوج شجاع مهيب وأسدٌ هصور على زوجته

وخارج البيت نعامة فتخاء ،

من المسئولين من يحمل بين جنبيه نفس النمرود بن كنعان كِبراً وخيلاء

حتى إنه إذا سلّم على الناس يرى أن الجميل له ، وإذا جلس معهم أدى ذلك تفضلاً وتكرماً منه ،

الشرطي صاحب عبارات مؤذية وتعامل فض مشين،

الأستاذ جافٍ مع طلابه ،،،،،

*****

نحن بحاجة الى معاهد لتدريب الناس على حسن الخلق

وبحاجة لمؤسسات لتخريج مسؤولين يحملون الرقة والرحمة والتواضع

بحاجة لمراكز تدريس للعسكر والشرطة ورجال الامن اللياقة مع الناس

وبحاجة لكليات لتعليم الأزواج والزوجات فن الحياة الزوجية.

المجتمع عندنا يحتاج إلى تطبيق صارم وصادق للقانون

لنخرج من القسوة والجفاء الذي ظهر على وجوهنا وتعاملنا .

في البلاد العربية يلقاك غالب الناس بوجوه عليها غبرة ترهقها قترة ،

من حزن وكِبر وطفشٍ وزهق ونزق وقلق ،

ضقنا بأنفسنا وبالناس وبالحياة ،بسبب القهر وثقافة الاستبداد

لذلك تجد في غالب سياراتنا عُصي وهراوات لوقت الحاجة

وساعة المنازلة والاختلاف مع الآخرين ،

وهذا الحكم وافقني عليه الكثير ممن اعرف ،

وكلما قلت: ما السبب ؟

قالوا : ان الحضارة ترقق الطباع

......

نسأل الرجل الفرنسى عن الطريق ونحن فى سيارتنا فيوقف سيارته ويخرج الخريطة

وينزل من سيارته ويصف لنا الطريقونحن جالسون فى سيارتنا

نمشي في الشارع والأمطار تهطل علينا فيرفع أحد المارة مظلته على رؤوسنا ،

نزدحم عند دخول الفندق أو المستشفى فيؤثرونك مع كلمة التأسف ،

أجد كثيراً من الأحاديث النبوية تُطبَّق هنا ،

احترام متبادل ، عبارات راقية ، أساليب حضارية في التعامل.

بينما تجد أبناء يعرب إذا غضبوا لعنوا وشتموا وأقذعوا وأفحشوا

اين منهج القرآن الذى ندعى اتباعه ونستحضره

للمزايدة على من يخالفنا الرأى بينما نحن ابعد ما نكون عن تعاليمه

"وقل لعبادى يقولوا التى هى احسن"

"واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "

" فاصفح الصفح الجميل"

" وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً "

وفى الحديث

ليس المؤمن باللعان ولا بالطعان ولا بالفاحش ولا بالبذئ

"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

عندنا فى ديننا قيم كبرى رائعة ولكن

التطبيق ضعيف ،

يقول عالم هندي: ( المرعى أخضر ولكن العنزة مريضة ) .

""ملاحظة ""

انا رحت باريس وشفت اكثر مما تم الحديث عنه فى هذه المقالة

للدكتور عائض القرنى ، والتى وصلتنى بالايميل من احد الاصدقاء

فقمت بالتصرف فيها وقدمتها لكم

ربما قال البعض منا ان""مثل هذا الكلام قاله الامام محمد عبده والطهطاوى

من مائة سنة فاتت ، والكواكبى تحدث بافاضة عن الاستبداد ايضا منذ ذلك

التاريخ """

ولا زلنا نكرر الكلام مرة اخرى

وسؤالى : هل تغيير شئ فى فهمنا للدين والحياة ؟

18 comments:

Dr/ walaa salah said...

المشكله في عدم تطبيق تعاليم الدين الاسلامي بالشكل الصحيح يا سال

كل الحضارات اللي بنشوفها بيطبقوا ما جاء به الاسلام

واحنا للاسف مش بنطبق اي حاجه

شاطرين بس ناخد من البلاد دي كل التفاهات

احنا محتاجين لمؤسسات تعلم الاجيال الدين الاسلامي بقواعده السليمه

واذا طبق هذا سوف نصبح من افضل الحضارات على الاطلاق

مشكور سال على الموضوع

شهر زاد said...

شفاك الله وعفاك اخي
ومنحك الله الصحة والعافية
فعلا كلامك صحيح وكما قال محمد عبده عندما عاد من رحلته الى بلاد الغرب
"....وجدت الاسلام ولم أجد المسلمين وهنا وجدت المسلمين ولم أجد الاسلام"
هذه للاسف حقيقة تابثة
يارب الشفا
تحياتي

فاروق سحير ( فاروق بن النيل ) said...

Sal...الأستاذ / الفاضل صلاح .........
فعلا زرت بلاد كثيره منها التى تدين بالمسيحية ومنها من يدين لآله من الصخور ومنها من لايدين لأحد ولايعترف بوجود الله أصلا ومع كل هذا فهم يتعاملون بصدق وإخلاص وأمانة ورقة وحنان وكأنهم يدربون أنفسهم على ذلك أو قل أنهم فعلا تعودوا على ذلك ولايمكن أن يكونوا أمام أنفسهم إلا صادقين وهذا هو الفرق هل العيب فى تربيتنا أوفى عدم التمسك بالدين أو أن الحكومة وأولى الأمرعايزة ده وتمارسه بقوانينها وغير قوانينا وتجاوزاتها شكرا لك صديقى على هذا البوست " ياريتنا نتغير"

Anonymous said...

اللهم ارزقنا حسن الخلق

خواطر شابة said...

هناك اناس من الغرب اسلموا وحضروا لدول عربية للاقامة في بلاد الاسلام يحمدون الله ليلا ونهارا انهم عرفوا الاسلام قبل أن يعرفوا المسلمين لانه لو كان العكس هو الذي حصل لما عرفوا الدين الحق ابدا
دمت بكل ود

البنفسج الحزين said...

المشكله اننا دايما فاكرين ومتصورين ان الدين طقوس ومظاهر وعبادات
(صلاة وصوم وحج وزكاة )
وخلاص ويبقي كده عملنا اللي علينا وضميرنا مرتاح
لكن بنتناسي اهم حاجه
في الدين بتاعنا ان
( الدين المعامله)...
تحياتي وشكرا ع المقال الجميل

Unknown said...

رغم أن طبيعة ووضع الدين في المجتمع اختلف كثيرا عن أيام محمد عبده.. إلا أنه بالفعل ما زال البون شاسعا بيننا وبين الغرب في السلوكيات والمعاملات والأخلاق..!!!

ولهذا فكلام القرني نحن في حاجة إليه للتذكرة بين كل حين وحين...

لكن لي طلب يا سال، لماذا لا تنقل لنا تجربتك الشخصية؟ بالتأكيد سيكون للكلمات ساعتها حرارة التجربة.. فلا تحرمنا هذا الأمر إن كان ممكنا.

تحياتي أخي الكريم..

صبح said...

تحياتي لسة الدنيا بخير بعد ماعتقدت ان الرجال سيولدون بعد حين
اخي ادعوك لزيارة مدونتنا التي ستفسر لك سبب خية املنا

حكايات الف خيبة خيبة

ليه العرسان بقت غربان
ليه الاسلام يمين احنا رايحين شمال

زيارتك و متابعتك شرف لينا
اهلا بيك اخي
http://1000khybawkhyba.blogspot.com

أنا - الريس said...

شفي الله الجميع
وهداهم لما يحبه ويرضاه
...........
نحن في أمس الحاجة للإصلاح للإصلاح للإصلاح
نحن بحاجة لمربيين يؤثرون علي أنفسهم سواء كانوا أولياء أمور أو معلمي أجيال

نحن في حاجة لقراءة كتاب في التربية بدل من أن نجرب في أولادنا

نحن في حاجة لأناس يطبقوا المنهج لأنه موجود بالفعل ولكن يحتاج للمطبقين .

نحن في حاجة لتحويل القول لفعل والفعل لرد فعل إيجابي

نحن في حاجة الكثير يا سال الخير

عباس ابن فرناس said...

نحن امة تنتظر ان يبعث فيها نبى جديد !
وعلى رايكم لولا الوحى والاسلام لبقينا فى مراتع هبل واللات والعزى :)
ولما تركنا تعليم الدين
رجعنا لنقطة الصفر تانى
بسيطة يعنى

تحياتى

Tears said...

سال انا اتعاملت مع عبده بوذا و الهندوس و زورت بلادهم و بجد شفت عندهم تعاليم اسلامنا اللى مش بنعملها و كنت ح عيط على خير امه اخرجت للناس

Haytham Alsayes said...

سؤال بقي وارجوك جاوبني بما تيسر لك من خبرة لا توجد بالطبع عندى
ازاى نبقي زيهم
نفسي ابقي زيهم
سيبك من الجماعة وخليك في الفرد اللي هو انا
اصل الجماعة مفيش منها فايدة
دلوقتي انا بدأت اكون اناني
عاوز ارتقي بنفسي
لو عندك خطة في نقاط محددة اديهاني عشان اشتغل عليها
انا عاوز ابقي نحترم
مش عاوز اكون من العالم المتوحشة والامم الوحشية التي نحن بينها
ارجوك لو تعرف قولي بسرعة

ورجاء
بلاش نشر


وخلينا نتواصل علي الميل احسن
بس ابعتلي علي المدونة
تعليق وقولي بعتلك علي الميل عشان
مش بفتح الميل ولا اي حاجة
ابعتلي عشان التنبيه بس

معلش طولت عليك
وبقيت غتت ومتقل عليك
بس دة من عشمي فيك


تحياتي

Noha Saleh said...

الف سلامة على حضرتك
على فكرة فعلا الغرب عندهم معاملة كويسة وامانة واجتهاد
تقريبا كل تعاليم الاسلام
يمكن اكتر مننا كمسلمين وده اللى يزعل بجد

الهدهد said...

ارجوك اخ صلاح لا تحيل مدونتكم الى مدونة لحيات وبراقع موضوع القرني اثارني بشكل يدعو الى الاستغراب القرني احد جنود الاكراه والتعليقات من محتلف القراء عن الاسلام الموجود في الدول الحلوة امر مفزع وفي منتهى الغرابة اقترح ان تكتب لنا عن سماحة العلمانية والاديان الاخرى وتذكرنا بان اكثر الدول استبدادا و احتقارا لللانسان هي دول المنطقة التي يسيطر عليها احلام الفقهاء و جاهلية قريش وثقيف

محطات ثقافية said...

السلام عليكم ورحمة الله
تمنيت ان اقف امامك مدافعة عن العرب والمسلمين وممجدة فيهم ولاتهمك بالتعصب لكن كلامك هو حقيقة نعيشها للاسف ونحن من يدعونا ديننا لكثير من الصفاة نجدها مطبقة ببلدان لبست مسلمة وفي بلادنا نجد العكس وللأسف أخي
بارك الله فيك أخي وعلى الموضوع المميز فعلا

عبد الحميد said...

حبانا الله بنعمة الإسلام
فيها من المبادئ و المثل ما يجعلنا خير أمة أخلاقا و مذهبا
و لكن التطبيق السليم لشرائع الدين هو ما ينقصنا
كلامك عين الصواب أخي
مع المودة

جايدا العزيزي said...

انا اتفق معك كثيرا

نحن بحاجه لكل ما تفضلت واقترحته

ولكن سؤالى ايضا مهما قرأنا وفهمنا

هل تغير شئ لفهمنا للدين والحياة؟؟؟؟؟؟؟؟

اشكرك على الطرح المميز

وكل عام وانت بخير

تحياتى

sal said...

اصدقائى الاعزاء
د ولاء
شهرزاد
استاذ فاروق
يوميات شحات
خواطر
البنفسج المبهج
ماجد القاضى
صبح
سيادة الريس
عباس
تييرز
هيثم
نهى صالح
الهدهد
حلم
عبد الحميد
جايدا
..........
اعذرونى للتأخير فى الرد
على تعليقاتكمبشكل مفصل نظرا لانشغالى

اكن لكم جميعا كل الود والاحترام
والى اللقاء فى التدوينة القادمة
ان شاء الله

تحياتى وتقديرى