Friday, December 17, 2010

خاطرة


ارتأيت وارجوا ان اكون صائبا ان اكتب بعض ما جال فى خاطرى وانا اقرأ التعليقات على البوست السابق

كنت افكر فى رد مفصل على كل تعليق فوجدت الامر سيطول وانا لا اطمح فى مجادلات اعرف مسبقا انها

لن تغير قناعة احد ولن تغير قناعتى ايضا وكانت لى تجارب مماثلة فى منتديات شتى منذ زمن ...فالامر مبنى

على تركيباتنا الفكرية والنفسية وكيف وصل كل منا الى ماهو عليه

ولذا سأكتب خاطرة مجملة لعل بها بعض ما يعنى اصدقاء معينين وبعضها عام

وستكون التعليقات مقفلة حتى نعود فى تدوينات قادمة لما هو مألوف !!!

..................

بداية

انا مدرك لما تخطه يداى أو أنقله هنا واتحمل وحدى نتائجه امام خالقى...فكل نفس بما كسبت رهينة.

ومدرك ان هناك نوعية من التدوينات قد لا تروق للبعض فيذهبوا الى قولبتى او وضعى فى برواز واطار معين

وانا ربما ليس لى علاقة بذلك الاطار وتلك القولبة .....

ولكن كانت رؤيتى وقناعتى وستبقى...

ان الحد من الحرية الفكرية يقود الى الانغلاق والتحجر وهيمنة الجهل والخرافة

........................

"خاص بالصديق ماجد الذى فاجأنى بنصيحة صادقة"

اقسم بالله اننى قرأت كتاب الشيخ محمد الغزالى السنة النبوية بين أهل الحديث وأهل الفقه)

منذ اكثر من عشرين عاما مضت وكنت فى بداية الطريق

ولا زلت اكن له كل التقدير والاحترام وقرأت له غير ذلك ...........................

انا لست فى حاجة للتأكيد بأننى مسلم مؤمن بالقرأن رسالة الله وان محمد عليه الصلاة والسلام نبيه ورسوله

واحمد الله على نعمة الايمان ولكنى لا يسعدنى ايمان العجائز ولكن سلامى الداخلى وسعادتى الحقيقية هى فى

ايمان التدبر والتفكر والاقتناع

..............................

قضية المراة وحقوقها حالها حال قضية الرق في الإسلام حيث تحرك الإسلام على مستوى تحرير الرقيق مع مراعاة الظروف

الثقافية والتقاليد الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك الأزمنة،

وهكذا الحال في القوامة للاُسرة فقد كان المجتمع العربي وكافة المجتمعات البشرية يعيش ثقافة المجتمع الذكوري، فلابدّ أن يأتي

التشريع منسجماً مع هذه الثقافة وهذا العرف ، فالله اعلم بحال عباده ، فاعطى القوامة للرجل بعد أن اشترط

عليه النفقة ومراعاة العدالة وأمثال ذلك، وفي الحقيقة أنّ الإسلام لم يعط حق القيومية للرجل على المرأة ولكنه امضاها بعد تأديبها

اعترف للقاري الكريم أننى لا اخفي تحيّزى لقراءة احسبها تجديدية واصلاحية وفقاً لما ترسمه الأدلّة العقلية والنصوص الدينية

من رؤى ونتائج اتصور أنّها الأقرب إلى حقائق الدين

ومفاهيم القرآن الكريم والسنة الشريفة، ولكن هذا لا يعني إهمال وجهة نظر المخالف أو التعتيم على أدلّته ومقولاته

فانا لست مع اكراه اى احد لقبول قناعتى بل لا اسعى لاكراه مخلوق على دخول الاسلام اوقبول فهمى ورؤيتى

ما راق لكم عندى وتم قبوله فاهلا وسهلا...وما لم يكن فليعذر بعضنا بعضا

فالمجال هنا ليس لاقناع احد برؤيتى وكذلك ليست مجالا لاقناعى برؤية أى كان

..............................

ازعم بأنه

حتى هذه اللحظة لا يزال سؤال التجديد ولماذا تخلفنا هو الأكثر غرابة في واقعنا العربي، وتظل دعوات التخلف أكثر تواشجاً مع الواقع

وقدرة على الالتصاق به ، فنرى اصرار بعض الناس على رفض كل جديد بحجة مخالفة الدين و العادات والتقاليد الإسلامية

وكأنهم بمثابة نواب عن الله

سأحاول الاجابة فازعم


ان المشكلة فيما يبدو لى ... هى النظر للاخرين وللرأى المخالف نظرة ، يملؤها الشك والارتياب

واعتبار كل جديد هو محاربة للدين

...................

الحقُّ في كثير من المسائل سافر ، لمن نوَّر الله بصيرته ،وملتبس لدى الكثيرين ، ولا يملك اى احد احتكار الدين والحقيقة

ولكننا وياللاسف تعودنا ووطّـنا انفسنا على ان من يعارض السرب، وكل من يطرح رؤية مخالفة عليه

ان يواجه المعارضة والنقد وربما التجريح حتى تبقى المياه راكدة ، فالسكون والخضوع والاستسلام مفردات ارتضاها البعض

واصبحت مسلمات لديهم

هل

نحن ضد تغيير فهمنا بأجمله

هل نحن ضد تغيير فهمنا حتى لو كان هذا التغيير ايجابيا،

هل حرّمنا على انفسنا الرؤية المعاكسة

او بالأحرى هل نحن فى حقيقتنا منعنا أدمغتنا من التفكير بشكل آخر فمشينا على طريق نحسبه صوابا

، حتى ولو كنا فى دواخلنا غير مقتنعين بطريقنا الموروث وما نقل الينا ؟

إن مصادرة التعدد وادعاء الوصول إلى الحق المطلق هو أحد أسباب شقاء الإنسانية خاصة في عالمنا العربي والإسلامي

حيث تمثل النظرة الأحادية القانون الحاكم لكل الحياة سياسية كانت أم فقهية، حتى في إطار القبيلة والأسرة بل وحتى مع الذات أحياناً.

علينا أن نعترف أننا لا نمتلك الحق المطلق، وأن كل ما لدينا لا يمثل سوى حقيقة نسبية نحاول أن نعرج بها طبقا عن طبق للوصول

إلى ذاك الكمال المسمى الحق المطلق، حيث تضع حرب العقول أوزارها وتركع القلوب سكينة، وتسجد الأرواح طمأنينة،

وترتقي الأنفس راضية مرضية إلى الجلال والصفاء والكمال

............

تاريخيا - وللاسف لم يلبث

المسلمون الا زمنا يسيراً وأغلقوا باب الاجتهاد
فأُصبنا بمقتل في الركيزة التي على أساسها نخوض معترك الحياة وغمارها,

فأيُّ فلاح سنقطفه إذا عطَّلنا عقولنا

يا سادة أحسنوا الظن ولا تحاسبوا الناس على نياتهم ، فكم من فتوى اعتبرت شاذة فى زمن ما ، ثم اصبحت

مقبولة وشائعة فى زمن لاحق ، وهذا موضوع اخر سأتناوله فى تدوينة قادمة ان شاء الله

اشكركم جميعا