Thursday, April 30, 2009

(((( تفكيرة رقم واحد)))))>>>>












((((( تفكيرة رقم واحد)))))>>>>

>


كُتب الكثير عن الاستبداد وما يخلفه في النفس الانسانية من ضعف وخور، وما يلحقه بالامة من خسائر وضعة بين الامم، لكنه بقي ملازما للبشر، ونراه مع تعاقب الايام راسخا في امم بعينها دون الاخرى،،،،؟؟؟

فما هو السبب الذي يمكن الاستبداد من مجتمع دون آخر او يجعله في أمة دون اخرى؟

يعلق كثير في عالمنا العربي مساوئ الاستبداد ومضاره على مشجب الغرب والاستعمار، وآخرون ايضا وليسوا هم بقلة يرجعونه الى التربية الابوية المفرطة في السيطرة، وآخرون لا يؤيدون هذا الرأي ولا ذاك فيتخيلون اسبابا لا علاقة للإنسان بها، وإنما هي قدر لا بد له ان يقبل به طائعا مختارا

إن الاستبداد كأية ظاهرة اخرى لها عناصرها الخاصة وليست مقصورة بالتمام على عنصر معين؛ فالتربية لها دور، والبيئة لها دور، والثقافة لها دور، والسلطة لها دور. فالتربية التي لا تخلق ثقافة مقاومة للخضوع، والبيئة التي لا تمجد الحرية والاستقلالية، من شأنهما ان يخلقا سلطة مستبدة جارحة تحرم الانسان من حريته وكرامته تحت مسميات كثيرة

القابلية للاستبداد .

لكن الاستبداد لا يمكن أن يستمر ويدوم بقوة الحديد والنار، والحاكم مهما علا جبروته وظلمه، فهو غير قادر على الاستمرار في سلطته الاستبدادية ما لم يكن يرفده عامل مؤثر وشديد الاهمية حسب زعمى ، الا وهو عامل القناعة العامة لدى الناس؛ فالقناعة العامة التي تتجسد في قبول الشعب بأكثريته ان الحاكم أفضل، رغم جبروته، مما قد يحمله المجهول الذي لا يعرف أحد بالضبط ماذا يترتب عليه من محاسن او ما يحمله من مخاطر. بعبارة اخرى، ترى الاكثرية ان الظلم المألوف أحسن من الخير المجهول. هذه القناعة حالة لا شعورية، يعيشها المرء من دون ان يعترف بها؛ فالانسان في داخله قد لا تكون لديه هذه القناعة العامة، لكنه بالممارسة يتمثلها، ويجسدها في كل حركاته

هذه القناعة العامة لا تتأتى من فراغ.... بل ان المستبد يوفر لها التربة الخصبة والبيئة والتربية الملازمة، لتزدهر وتصبح حالة متجسدة ومتجذرة في النفوس؛

وذلك عبر وسائل الاعلام والمناهج الدراسية

ولذلك نرى اجهزة الاعلام الرسمى العربى، ومناهجه الدراسية، تخلق ثقافة خاصة بالمجتمع، ترى في المستبد حالة ايجابية، وتعتقد انه بالمقارنة مع غيره، او بالمقارنة مع ما يمكن ان يترتب على تغييره، يبقى افضل بكثير، وبالتالي لا داعي ، لنقده او النيل من شخصه او نظامه.

كذلك يسعى المستبد الى منع بروز طبقة مثقفة، تملك عقلية وادوات النقد، ولديها جرأة المواجهة، فيعمد الى تهميش كل مثقف ناقد، وتجويع كل فئة لا ترى فيه ما تراه العامة، وقد يلجأ الى تصفيتها ""معنويا ووظيفيا وجسديا """، لأنه يدرك تماما ان اولئك هم من يحمل ادوات التغيير لا من خلال حمل السلاح، إنما من خلال تغيير القناعة العامة لدى الناس....

Tuesday, April 28, 2009

!!!!!!!!! ؟؟؟؟؟؟








!!!!!!!!!

؟؟؟؟؟؟؟؟؟

؟؟؟؟؟؟؟

!!!!!!!!!!!


كنت احسب ان التدوين على صفحات الانترنت ربما كان مجديا..

.!

وربما كان القدر المتاح من الحرية على صفحاتها هو الذى يدفع بنا وبغيرنا الى التدوين..

ليمكنا من التعبير عما يجول فى عقلولنا ووجداننا من افكار واشواق تبتغى المحاولة فى

المشاركة فى القاء حجر فى البحيرة الراكدة ايمانا بأن المياه الراكدة تولد العفن والديدان...

ولكن....

وبعد محاولات شتى وعديدة اكتشفت يا سادة ان الجدوى " الفاعلة والهامة والحيوية"....

هى فى " التعيّـش" أى التكيف.... أى التعود.... بالمختصر المفيد" بلاش وجع راس""

فالواقع جميل ورائع - ونحن الذين لم نمت بعد - نراه بعيون " زائغة... ولذا بدا لنا كما

تصورناه...ولذلك واجبنا الا نستغرب اذا سمعنا هاتفا ينادى ..

اذهبوا الى عالم اخر واتركوا

لنا ما نحن فيه من "بحبوحة
".
.!!!

ولكن الكلام المباح والغير مباح الذى سكتت عنه شهرزاد والذى سكتنا نحن عنه لم ينتهى بعد......

...

لآن الهاتف ما زال ينادى... الافق مفتوح فى مجتمعنا امام الجميع والحمد لله ...لذا ما عليك الا التوجه

الى اقرب مقرصحيفة او جمعية اهلية وتبدى ما تراه حسن ...حتى يتم الاحتفاء بك وتلقى كل الرعاية والاهتمام...

فلماذا تذهبوا بعيدا الى ذاك العالم الافتراضى ...تذهبوا الى الفضاء وتتركوا الارض التى ستكون مثواكم

الارض التى عليها استقرارنا وقرارنا ....

فقلت ...."انا خلاص".... "بطلت تدوين"

ولن اكتب مرة اخرى فنحن نعيش فوق الارض وتحت الشمس اجمل واحلى وافضل وازهى

عصورنا واوقاتنا

..........................اه....

ههههههههههههههههههههههههههه.





Friday, April 24, 2009

نبدأ من الحرية


نبدأ من الحرية






يقول البعض عن الدين إنّه وسيلة لاستعباد الإنسان ، لأنه يحبسه ويمذهبه ويطيّفه ويجعله يخضع ، حتى إن البعض قال إن الدين يوحي للإنسان بالضعف ، وذلك عندما يقول الإنسان: «لا حول ولا قوة إلا بالله»، فكأن الإنسان ينفي الحول عن نفسه وينفي القوة عن نفسه، وأيدهم اخرون قائلين إن الدين يعلِّم الإنسان الضعف والعجز والخضوع،...

فهل الدين نفسه ام فهمنا الخاطىْ هو المسئول عن تلك الرؤية ؟

... هؤلاء الناس برأى أنهم يتحدَّثون عن الله تعالى، ويرونه يمثِّل وجوداً في مقابل الإنسان؛

فهناك الله وهناك الإنسان،...

اذا هناك الحرب بين الله وبين الإنسان،

وهناك العبودية بين الله وبين الإنسان...!!

والسؤال هنا حسب المنظور الايمانى > من هو الإنسان ؟؟؟؟؟

{إني خالق بشرٌ من طين* فإذا سوَّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}

(ص/71-72

، هل يملك الانسان أن ينفصل عن الله فيكون شيئاً آخر، أو كياناً آخر ووجوداً آخر، وروح الله في داخل كل كيانه؟!

أنت إنسان الله في الوقت الذي أنت عبد الله، ولكن هناك فرق بين عبودية الإنسان لله وعبودية الإنسان لإنسان آخر،

لأنّ عبودية الإنسان للإنسان الآخر تسقط إنسانيته، وتجعله شيئاً كاللاشيء، تجعله وجوداً كاللاوجود، تجعل وجوده صدى للآخر، وحياته ظلاً له، وأن تكون عبداً للإنسان معناه أن لا تكون أنت، بل أن تكون الآخر .....

ولكن أن تكون عبداً لله، أن تكون كهذا الوجود الذي أنت فيه، أن تكون صنعة الله، أنت منه، من خلقه، هو الذي أعطاك حريتك عندما أعطاك عبوديَّتك له، فإنّ عبوديتك لله تعني أنك تحتضن معنى الله في نفسك، فتعبده لتؤكد معنى إنسانيتك في شكر النعمة، وتطيعه لأنك تعرف أنه هو سرّ الكون كلّه، وسرّ الحياة كلها، وطاعته هي أن تكون إنسان القيم

لذلك عبوديتك لله ليست منفصلةً عن حريتك، بل إن معنى التوحيد في معنى العبودية، هو أن تكون عبداً لله من حيث إنّك خلق الله وحرّ أمام العالم كله، لأنك عندما تستعبد نفسك لأيَّة قوة في الكون، ، كما كان الآخرون يستعبدون أنفسهم للكواكب ولكلِّ الظواهر الكونية، فإنك لا تكون موحِّداً لله، وأيضاً عندما تستعبد نفسك لأيِّ إنسان يملك بعض القوَّة، فلا تكون موحِّداً لله تعالى، لأن ربك هو الله وحده ولا ربّ غيره...واذا كان من واجب المؤمن"" ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله"""

لذا علينا أن نبدأ من الحرية، أن لا نترك أية فرصة لتأكيدها، فنبدأ من البيت، لأن البيت عندنا، ، هو البيت الذي يصنع العبودية، فنجد أن المرأة مسلوبة الحرية في حركتها، كذلك الأولاد ليس لهم حرية حتى لو دخلوا الجامعة، في أن يتكلّموا أمام الأب، فالأب هو الديكتاتور، لا كلمة إلا كلمته، ولا رأي إلا رأيه

وتنطلق هذه الديكتاتورية من الأب إلى المسؤول الصغير والمسؤول الأوسط، ثم تتحوّل إلى حاكم ثم إلى إمبراطور. من الذي يصنع العبودية في داخلنا؟ إنها طريقتنا في التربية ، هي التي تصنع العبودية في الداخل، في الدين ليس هناك مقدَّس إلا الله، وليس هناك مقدَّس إلا الأنبياء الذين أعطاهم الله بعض القداسة ، لكن هل نحن معنيون بتقديس الإنسان غير المقدَّس؟ لماذا نقدِّس الحاكم؟! لماذا نقدِّس الشخصيات الدينية؟! لماذا نقدِّس الشخصيّات السياسيّة والاجتماعية؟! ....

لا نريد أن نسقط أحداً، ولكننا نريد أن نقول إن الذي يعبد الله لا يعبد الإنسان

ولذلك فلتسقط كلُّ عبادةٍ للشخصيّة، سواء كانت شخصية دينية أو سياسية أو اجتماعية، لنحتفظ بحرّيتنا، لأنك عندما تعبد شخصاً لن تكون حراً.

وعلينا أن نعمِّق مسألة الحرية في كلِّ أوضاعنا لنعمّق حرية الفكر فينا، فبعض الناس لا يزالون يعتبرون حريّة الفكر كفراً وهرطقةً وزندقةً، ولكنّنا عندما نعطي الفكر حرَّيته ، وبتفاعل الرأى والرأى الاخر فإن هذه الحرية

تبدع فكراً جديداً ،بينما الضغط على الحرية يجعل الفكر يسقط ويتضاءل، ولكن عندما تعطي الفكر حريته وتحاوره وتناقشه وتنقده، عند ذلك يمكن لك أن تعطي فكراً جديداً

إن الذين يحبسون الأفكار في سجونهـم، هؤلاء هم المسؤولون عن تجميدنا منذ مئات السنين حتى الآن. بعض الناس يقولون إن الحرية الفكرية يمكن أن تسقط الدين، وأنا أتصوَّر أن الحرية الفكرية هي التي يمكن أن ترفع الدين، هي التي تنقذ الدين من الخرافة، وتنقذه من التخلّف، ومن الفهم الخاطئ




Thursday, March 26, 2009

رجل صالح ؟؟؟



رجل صالح..
..عمل صالح
...

صلح ...مصالحة
..تصالح
اصلح ، يصلح
اصلاح ...ومصلح...

كلام فى كلام ....وكلام يتبع كلام ...واى كلام !!!
هل للكلام معنى وجوهر يقفز الى الاذهان بمجرد نطقنا لتلك الكلمات
وهل هناك مضمون ما يتبادر لعقولنا بمجرد ان نلوك تلك الكلمات بأفواهنا
يبدو لى اننا لا ندرك جوهر ومعنى ومضمون الكلام الذى تتناوله الالسن و الاقلام
ولا نكلف انفسنا عناء البحث عن المعنى وما يتطلبه من فهم وادراك
لتكون النتيجة اننا نتكلم بما لا نعمل و نقول ما لا نفعل
فيلحقنا المقت من الله ومن الناس ؟؟؟
... ...
فمثلا حين نقول : رجل صالح أو عمل صالح ...ما هو معيارنا الذى نقيس به ونحكم بأن ذاك صالح واخر طالح..؟
وكلمة العمل الصالح، يتبعها تسأول ...عمل صالح -لمن ؟ هل هو للفرد نفسه ام للمجتمع الذى يعيش فيه ،وفى كلتا الحالتين
هل ذاك الصلاح يعنى جلب منفعة او مصلحة مادية او عقلية له او للجماعة البشرية التى يعيش معها....واذا كان الامر كذلك
فلماذا نلوم ولا تستريح نفوسنا لمن يسمون
"البرجماتيين أو النفعيين"...اليسوا هم من يتعامل مع الحياة بشكل واقعى بينما نعيش نحن فى عالم من المثاليات الوهمية التى

لا نكل ولا نمل من استحضارها فى كل وقت وحين
يبدو لى ان الحقيقة الغائبة عنا هى اننا نملك فائض لغوى هائل لا نستخدمه فى نصوص ابداعية ومبتكرة
ولكننا لا زلنا نستعمله وبكثافة ملفته فى ذم من يخالفنا وتبجيل ونفاق اهل المال
والسلطة
..
.!!!

قالت لى يوما السيدة تصالح"
"
هل تعرفون ما يترتب على ما تسمونه صلح او مصالحة ؟ هل انتم مستعدون للقبول بان الاخر له مصلحة ورؤية يجب علينا احترامها
كما نقدر ونحترم وندافع عن مصالحنا...قلت يبدو لى يا سيدتى ان النظرة الاحادية الجانب هى السائدة...
قالت عندما تقولون اصلاح...هل لديكم رؤيةواضحة المعالم لما تسمونه اصلاح..؟ ما الذى تريدون اصلاحه؟..هل نظامكم السياسى
ام اقتصادكم ام مشاكلكم الاجتماعية...؟وأى سبيل تبتغونه لتحقيق ذلك وما هى اولوياتكم...؟
قلت يا سيدتى الفاضلة ...يبدو لى اننا ودائما نستخدم مصطلحات كبيرة ورنانة ومليئة بالاحلام وربما الاوهام ..بينما على المستوى العملى
لا نقدم ولو عملا واحدا يقربنا من انجاز ما نقول من ذلك "الكلام الكبير" الذى تستخدمه كل الاطراف للدفاع عن مصالحها
...
قالت بسخرية ...
شوف مصلحتك يا عمى صالح !!؟؟

Monday, January 26, 2009


تدوينة على حاشية


البشر وان اتَّفقوا على تعيين ظاهرة ما ووصفها فانهم لايملكون من وحدة وتوافق المصالح ما يسمح لهم بأن يتَّفقوا، أيضاً، على تفسيرها وتعليلها؛ ذلك لأنَّ الموضوعية في التفكير والنظر والبحث تُنْبَذ وتُحارَب إذا ما تأكَّد أنَّ السير في طريقها يمكن أن يفضي إلى ما لا تَتقبله مصالحهم
فانا اختلف معك، واختلفت معه،وهو يختلف ومختلف معهم في التفسير والتعليل
فلو بدأنا بالتوصيف لحالنا لقلنا وباتفاق اننا نعيش حالة من غياب " المجتمع الحر" أو ضألة ذلك الوجود فى الواقع ...فهل هناك انعكاس لذلك الغياب على واقع اهل الرأى والكلمة مؤديا الى غياب الكاتب الحر...!ام ان الامر لا يخلو من وجوده ولو على هيئة "محاولة" ...!

إنَّ الكذب بعينه، هو أن يُزْعَم أحد أنَّ لدينا فئة واسعة من الكُتَّاب الذين في مقدورهم قول كل ما هُمْ مقتنعون ومؤمنون به، فإنَّ كل ما لدينا من "مِداد لكلمات حُرَّة" لا يكفي لكتابة بضع جُمَلٍ ، فـ "قائمة المُحرَّمات"، التي تتضافَر السلطتان السياسية والدينية على إطالتها والإمعان في إطالتها، هي الأطْوَل عالمياً (وربَّما تاريخياً أيضاً
فالغالبية العظمى من الكُتَّاب ومن أهل الفكر والقلم محجمون عن قول ما هم مقتنعون به اما "ترغيبا أو ترهيبا"
فما لا يُقال، ولا يُعَبَّر عنه قولاً أو كتابةً، إنَّما هو الجزء الأعظم مِمَّا يَعْرِفه الكاتِب، ويؤمِن به ، وكأنَّ "الباطنية الفكرية والسياسية" هي "الحزب" الأكبر والأقدم عندنا.. والأكثر تمثيلاً لـ "الأكثرية (الشعبية) الصامتة" .
وهؤلاء "المُحْجِمين"، وعلى سعة حجمهم، لا نملك إلاَّ أن نرَبَأ بأنفسنا عن أن نكون منهم، ونحاول دائماً من أجل أن نظلَّ بمنأى عَمَّا يُسْقِطنا في عالمهم السفلي حيث يستوي الفكر والحذاء.

)ولأن هذا العالم السفلي هو الذي فيه، وبه، يُصْنَع القسم الأعظم من صُنَّاع الرأي العام في عالمنا العربي، وليس من "آلة" لدى السلطة لتُسْتَخْدَمها في صناعتهم سوى "آلة الترهيب
والترغيب )". أمَّا "القَلَم"، الذي به عَلَّم الله الإنسان ما لَمْ يَعْلَم، فلا شيء يشبهه فى حقيقة الامر سوى "أحمر الشِّفاه"، يُزيِّن به "اولئك الكتبة "" شفاه الحاكِم ووليُّ النعمة.

إنَّنا، ومع حرصنا التام على اجتناب الوقوع في فخِّ "جَدَل البيضة والدجاجة"، نقول، في معرض التفسير والتعليل، إنَّ "الإعلام الحر" لا تقوم له قائمة حيث يَنْدُر وجود "اعلاميين احرار"، و"الإعلاميُّ الحر" لا يُوْلَد وِلادةً، وإنَّما يُصْنع صناعةً؛ وليس من صانع حقيقي له سوى "المجتمع الحر

في "الإعلام الرسمى"، لا مكان فيه لـ "الحقيقة"، خبراً، ومعلومةً، وقولاً، وقلماً، وصوتاً
أمَّا في العالَم الحقيقي الواقعي، فما بينه وبين "عالَم الإعلام الرسمى"

برزخ عرضه السماوات والأرض،
...لا شيء...لاشىء....لاشىء ".

الحمد لله على وجود فضاء الانترنت

Saturday, December 6, 2008

الجذور الثقافية


الجذور الثقافية

لغياب الديمقراطية


في مواجهة النظريات الأحادية الجانب التي ترجع غياب الديناميكية الديمقراطية في البلدان العربية إلى رسوخ ثقافة استبدادية دينية أو زمنية، تشكل بنية الوعي العربي وتتحكم به عبر الأزمان والأمكنة جميعا، وبالتالي تدين العرب بالبقاء في إطار النظم الدكتاتورية،
كنت من بين المحللين القلائل الذين ركزوا على أثر الشروط الجيوسياسية والاقتصادية والاجتماعية وأهمية النظر إلى طبيعة السياسات الدولية التي خضعت لها منطقة من بين أكثر المناطق حساسية في الإستراتيجية الدولية، نظرا لموقعها الجيوسياسي وحجم الاحتياطات النفطية فيها، واختيارها لحل المسألة اليهودية التي شغلت أوروبا منذ القرن التاسع عشر، ودفعتها إلى السقوط في أكثر عمليات التصفية البشرية همجية وبربرية.
لم يكن القصد تجاهل العوامل الثقافية المحلية بالتأكيد، وإنما عدم السماح للقوى الغربية -الأوروبية والأميركية- التي مارست ولا تزال تمارس تأثيرا قويا ومباشرا على مصائر دول الشرق الأوسط وتطورها، بالتهرب من المسؤولية، وأكثر من ذلك بتكوين نظرية في الاستثنائية التي تجعل من المجتمعات العربية والإسلامية مجتمعات باردة وساكنة، تعيش خارج أي جدلية تاريخية كونية، ولا تتحرك إلا ضمن شرنقة ثقافة منغلقة على نفسها ومستمرة كما هي خارج حدود الزمان والمكان. وهي أسطورة سلبية هدفها إدانة هذه المجتمعات سياسيا، بإغلاق أي أفق للتحول السياسي الديمقراطي فيها، وأخلاقيا باعتبارها ذات جوهر ثقافي يدينها بالعيش في السلبية الدكتاتورية وانعدام إمكانية بناء أي حياة مدنية قائمة على استبطان معنى القانون والحرية والمسؤولية الفردية والتواصل مع الثقافات الأخرى والتأثر بها والتأثير فيها.

وهي نظرية معادية للعلم تهدف إلى وضع المجتمعات العربية موضع الاتهام والإدانة المستمرة بوصفها المنبع الطبيعي والحتمي للعنف والإرهاب

بيد أن هذا التركيز على العوامل الجيوسياسية -وبالتالي الخارجية، السياقية إذا شئنا- لا ينبغي أن تدفعنا إلى الأخذ بنظرية مقابلة ومناقضة لها، كما يدافع عن ذلك بعض المحللين تحت تأثير النزعة القومية المدنية أو الدينية، ومعظمهم من أصحاب النوايا الحسنة المدافعين عن فكرة استنبات الديمقراطية في العالم العربي. نعني تلك النظرية التي تقول بأن قيم الحرية والتعددية موجودة في قلب الثقافة العربية والإسلامية، وأن غياب الديمقراطية أو بالأحرى الكفاح الواضح من أجل استبدال النظم الاستبدادية بنظم تعددية ديمقراطية، يرجع بالعكس إلى القمع الذي تمارسه نظم حكم مرتبطة بالغرب ومدعومة منه. وأنه حتى عندما تتغير الظروف قليلا وتبدو بعض آفاق التحول الديمقراطي، فإن سكوت الناس وشلل إرادتهم لا يعبران عن ضعف في الوعي السياسي أو غياب لقيم الديمقراطية، وإنما هما ثمرة خوفهم من الحرية كما يخاف الأسير الذي اعتاد الأسر من الخروج من قفصه
.
بالتأكيد لا يمكن تفسير غياب الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط من دون معرفة موقع الشرق الأوسط ودوله في الإستراتيجية العالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية على الأقل، والدور الذي يلعبه في ميادين الإستراتيجية والاقتصاد الدولي والتوازنات الأيدولوجية أيضا. لكن ما يفسر الحركة الكبرى لا يفسر سلوك كل فرد أو تحولات وعيه في هذا الشرق الأوسط المحكوم بقوانين الصراع الدولي بالدرجة الأولى. وليس لخنوع الجمهور وصمته على كل ما يتعرض له من قهر وامتهان، وهو ما يصدم بقوة وعي النخب الثقافية والسياسية الغربية، بل العربية أيضا التي يكاد تأثيرها لا يتجاوز بعض الشرائح الاجتماعية الصغيرة غير التمثيلية.. ليس لذلك علاقة مباشرة بالحركة الجيوستراتيجية الكبرى التي تحكم على الشرق بالبقاء رهن الحروب والنزاعات الساخنة والباردة والأزمات الوطنية غير المحلولة والمحسومة وعدم الاستقرار الدائم واقتصاد الريع والمافيا المرتبطة به.
هناك بالتأكيد مكان للثقافة أو لضعف الثقافة في تفسير واقع الحياة السياسية. وحتى لو لم يكن أثر العامل الثقافي حاسما في إقامة النظم التسلطية التي تسيطر على مجتمعاتنا -وهو كذلك- فإن أثره
الحاسم لا يمكن تجنب الإشارة إليه في تفسير ضعف الحراك الديمقراطي أو إذا شئنا، في فهم الضعف الشديد الذي تعاني منه حركة مقاومة الدكتاتورية والانفكاك عنها، وبالمقابل تفجير ديناميكية الانعتاق السياسي وبناء قوى قادرة على ذلك حيث تظهر بعض الفرص السانحة، أو حيث يمكن استغلال بعض الثغرات في نظم القهر القائمة.
فإذا كان من غير الممكن فهم قيام هذه الأنظمة من دون تحليل السياسات الدولية التي سيطرت على هذه المنطقة، فمن غير الممكن أيضا فهم استمرارها وإعادة إنتاجها، بل تفاقم ظاهرتها، من دون العودة إلى ما يمكن أن نصفه كنقائص في ثقافة الحرية والديمقراطية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
.
فليس هناك شك في أن الشعوب العربية والإسلامية لم تعرف في ثقافتها التقليدية هذا النوع من الحريات التي تنطوي عليها الديمقراطية، ولا اختبرتها في ممارستها، بالمعنى السياسي والمدني الحديث الذي نستخدمها به اليوم، أي من حيث هي حقوق وممارسات فردية ومشاركة في تقرير الشؤون العمومية. فهذا المعنى ثمرة الحداثة السياسية التي جعلت الشعب مصدر السلطة وأسست لشرعية شعبية للسياسة -أي انتخابية ديمقراطية- بعدما كانت شرعية ملكية تبقيها حكراً على الحاكم الملك أو السلطان. وباستثناء فترات قصيرة ومتقطعة، لم تعرف مجتمعاتنا في العصر الحديث -عكس المجتمعات الأوروبية- حياة سياسية ديمقراطية فعلية ومديدة تساعدها على تمثل قيم الحرية بمعانيها المدنية والسياسية. وهكذا بقيت نظرتنا إلى الحرية مطبوعة بالتصور التقليدي إلى حد كبير، الذي يقصر معناها على ما تحيل إليه الشريعة والعرف من صفة الشخص غير المملوك من غيره، أي غير العبد والرقيق.
ولذلك لا يبعث الحكم الدكتاتوري مهما استمر وبالغ في تعسفه، على الشعور بانعدام الحرية، ولا يبدو أنه يهدد قيما راسخة وجودية، أي تتصل بوجود الفرد السياسي وهويته ومعنى حياته. فنحن نبقى من الناحية الشرعية أحرارا. ولا يثور الرأي العام ضد الاستبداد إلا عندما يرتبط بالظلم، فلهذا الأخير مدلولً واضح وسلبي في الثقافة والوعي الإسلاميين. بل إن الدكتاتورية لا ترى كدكتاتورية، ولا تعبر هذه اللفظة عن شيء مهم في الوعي السائد العام. إن المدلول الدكتاتوري يجد تعبيره المفهوم في مصطلحات التعسف والطغيان والفساد، فإذا لم تترافق السلطة المطلقة بالفساد لا نسميها دكتاتورية ولكن زعامة، ونتسامح كثيراً مع تغييبها الحريات. وربما نظرنا إليها كسلطة إيجابية إذا ارتبطت بالتطبيق الدقيق للشريعة أو القانون، واحترمت قاعدة الإنصاف في تعاملها مع الأفراد فلم تميز بينهم. وهذا هو مضمون النظرية الشهيرة" للعادل المستبد" الذي كان يطالب به المصلحون الكبار في العصور الإسلامية، بما في ذلك في عهد الإصلاح الديني الأخير أواخر القرن التاسع عشر. وأعتقد أن أغلبية النخب العربية والإسلامية لا تزال تعتقد حتى اليوم بسبب عدم ثقتها بالشعب، وجهلها هي نفسها بمعنى الحريات المدنية والسياسية إلى حد كبير، بأن حكم المستبد المستنير خير من حكم الديمقراطية الذي ربما أتى بحكومات ضعيفة أو محافظة أو متعلقة بشكل أكبر بمصالحها الخاصة، وبالنسبة للبعض معادية للحداثة والتجديد.
والواقع أننا لم نعرف في مجتمعاتنا معنى السياسة الحديثة من حيث هي مشاركة لجميع أعضاء المجتمع في تقرير الشؤون العمومية. لقد كنا معتادين -مثلنا مثل شعوب العالم جميعاً في القرون الوسطى- على تسليم أمرنا لأسيادنا -ملوكاً كانوا أو أمراء أو أعيانا- في الشؤون العمومية، شؤون الحرب والسلام والحكم والقضاء، وربما حتى الآن، بينما نعتمد في تنظيم شؤون حياتنا الخاصة في كل ما عدا ذلك على تقاليدنا الدينية أو العرفية أو العائلية، أو جميعها.
من الطبيعي في هذه الحال أن لا يحرك شعار الحريات الفردية الذي يعني المشاركة في تقرير الشؤون العمومية، الأغلبية الشعبية التي لم تؤمن يوماً بأن من حقها التدخل في ما هو من اختصاص الأكابر والأعيان. بل ربما كان مثل هذا الشعار سبباً في تنفيرها من السياسة، لأنه يبدو كأنه شرك تستخدمه النخب السياسية المثقفة والحديثة لدفعها إلى الوقوف في مواجهة السلطة وتعريضها لانتقام هذه الأخيرة العنيف، بينما هي لا تهتم إلا بالدفاع عن مصالحها الخاصة. وحتى أولئك الذين استبطنوا معنى الحرية الفردية -وهم أقلية- لا يتجرؤون على المطالبة بها لأنهم يدركون أنه لا أمل في تحقيقها في النظم السياسية العربية الراهنة، وأن المجاهرة بها يمكن أن تعرضهم لانتقام الحكام، تماماً كما كان الأقنان يتعرضون للموت إذا اعترضوا على سياسات أسيادهم الإقطاعيين أو ارتفعوا بتفكيرهم إلى مستوى مناقشة أحكامهم السيادية. لكن القول إن قلة من النخب السياسية والثقافية الحديثة هي التي تملك الحس العميق بمعنى الحريات الفردية، بقدر ما تطمح إلى المشاركة السياسية، والمعاملة على قاعدة المساواة ورفض
العبودية، لا يعني أن قضية الحرية لا تعني إلا النخب المثقفة الاجتماعية والسياسية، ولا تفيد غيرها

إن إقامة نظام مدني قائم على احترام الأفراد ومشاركتهم جميعاً في الحياة السياسية، وتطوير وعيهم المدني، وتعميق شعورهم بالمسؤولية عن مصير مجتمعهم وما يحصل فيه، عن حالته وتقدمه ومستقبله، لا يشكل اليوم النظام الوحيد القادر على بناء جماعة سياسية حية وفاعلة ومبدعة فحسب، قادرة على التفاعل والتعاون والتواصل مع المجتمعات المحيطة بها والدفاع عن نفسها ومصالحها.. إنه يشكل -أكثر من ذلك- شرط ولادة مفهوم المصلحة العمومية، أي نشوء رؤية وطنية تساعد الفرد على النظر أبعد من مصالحه الشخصية المباشرة، ليأخذ بالاعتبار مصالح الآخرين أولا،

وليضع مصلحته الفردية ضمن قاعدة القانون الذي يشكل مصلحة عمومية -لأنه لا بقاء للمجتمع من دونه- ثانياً

نظام الحرية هو وحده الذي يمنع من استفحال الأنانية البغيضة وما يرتبط بها أو ما تنميه من قيم الوصولية والانتهازية والمحسوبية، أي يخلق داخل كل فرد وعيا بأنه جزء من كل، وأن الحفاظ على توازن الكل الاجتماعي وانسجامه شرط لاستمراره في تحقيق مصالحه الخصوصية. وليس هناك أكثر دلالة على ذلك مما نشهده من ارتباط واضح داخل النظم الاستبدادية بين إلغاء الحرية وانعدام المسؤولية وسيطرة المصالح الأنانية، التي تتسبب في تدمير المؤسسات وتعميم الفساد والظلم والاقتتال معاً، من القمة إلى القاعدة.

أما تأسيس عقد جديد ينقل المجتمع من الدكتاتورية والفساد نحو حياة ديمقراطية حقة، فهو مرتبط بمجموع العملية التحويلية التي نسميها معركة الديمقراطية. وهي في نظري معركة تاريخية تستدعي
الاستثمار الفكري والسياسي والاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي الطويل الذي يتطلب جهداً متواصلاً وإرادياً كبيراً من قبل النخب الاجتماعية -وفي طليعتها المثقفون- يتناقض كلياً مع الانقلابات العسكرية التي عرفناها في السابق، ولا يقتصر على انتظار انهيار النظام الاستبدادي أو الانقلاب عليه. إنها ترتبط بإعادة بناء الوعي ومنظومة القيم وترميم قنوات التواصل والتفاعل والتضامن بين أفراد المجتمع، وقبل ذلك، بين أفراد النخبة الاجتماعية. ومن دون ذلك لن يجلب الانقلاب على الوضع الاستبدادي إلا وضعاً استبدادياً آخر شبيهاً به أو قريباً في صورته منه. فالدكتاتورية ليست انعكاساً لإرادة شخصية من قبل القائمين عليها حتى لو ظهرت وكأنها كذلك، ولكنها قائمة على شروط موضوعية وذاتية مرتبطة ببيئة فكرية وثقافية وسياسية واجتماعية واقتصادية أيضاً. فشبكات المصالح الأنانية وما تتميز به من بنيات خاصة هي التي تخلق المستبد الحاكم بأمره، وليس العكس. لذلك لا يتحقق الخروج من الدكتاتورية إلا بتغيير يشمل

جميع الأفراد ومستويات الحياة الاجتماعية، فهو مسؤولية الجميع وفي مقدمتهم النخب الاجتماعية

.
والطريق إليه هو تربية الناس وكل فرد على مبادئ المسؤولية، أي إدراك ترابط مصالح الفرد الخاصة بمصالح الأفراد الآخرين، والاستعداد للمشاركة في حمل المسؤولية. بل إن الديمقراطية ليست شيئا آخر سوى مشاركة الجميع في تحمل مسؤولية تقرير مستقبلهم المشترك. إذا وصلنا إلى هذا الموقف ونمينا هذا الاستعداد عند الأفراد، أصبحنا واقعاً أو من حيث الواقع، مجتمعات ديمقراطية. ولا بد للنخب السياسية أن تأخذ ذلك بالحسبان وتستجيب له، فقاعدة الاستبداد الكبرى ومورده هو الاستقالة السياسية، أي التخلي عن المسؤولية وتجريد الفرد نفسه عن التفكير والعمل في الشؤون العمومية


الدكتور برهان غليون
"بتصرف"

Saturday, October 4, 2008

ثقافة الحياة








ثقافة الحياة

اكاد اجزم انه ليس بالامكان تصور حدوث تغييرا حقيقيا ودائما ومستقرا فى الواقع المعاش ، قبل تغيير الذات، وكذلك يصعب ان نلحظ تغييرا في الذات ، اذا لم تتغير الثقافة غير الصحيحة التي عشعشت في عقولنا، فتغيير الواقع يبدا من تغيير الذات، والى هذه الحقيقة تشير الآية المباركة {ان الله لا يغير ما بقوم، حتى يغيروا ما بانفسهم} واذا صح ما قيل من ان تبديات الواقع تبنى اولا في عقول البشر، فان اساسات تغيير الواقع، كذلك، تبنى اولا في عقول الناس من خلال التغيير الثقافي اولا، لماذا؟ لأن الواقع انعكاس لما يفكر فيه العقل، وان المصداق الخارجي لأي حدث او حادثة، هو تطبيق عملي لما يدور في خلد الانسان وعقله، والذي يرسمه ويخطط له الثقافة التي تحدد ملامح طريقة التفكير وقبل ذلك وعي الحالة واستيعاب الامور
نحن، اذن، بحاجة اولا الى تغيير الذات والذي يبدا من تغيير الثقافة
فما هي الثقافة التي نحتاجها لحياة قائمة على اساس الحرية والعدل والمساواة ؟
اعتقد اننا بحاجة الى منظومة ثقافية على سلم اولوياتها....ما يمكن ان نسميه - -ب
... ثقافة الحياة...

ترى، كيف يمكن ان نبني اذا غابت ثقافة الحياة وكانت ثقافة الموت التى ورثناها هي الحاكمة في عقول الناس؟ وكيف يمكن ان نغير واقعنا المزري اذا كانت ثقافة الموت هي الآمر الناهي في حياتنا؟
يجب، اذن، ان نغير هذه الثقافة الى ثقافة الحياة، من خلال معرفة ان الله تعالى خلق الانسان ليحيا وليعيش في هذه الحياة وليعمرها على احسن وجه، فهو تعالى لم يخلقه ليموت، ولو كان هدف الخلق الموت، لجاز الانتحار وطلب الموت بارخص الاثمان، بل ان الله تعالى عندما خلق الانسان وفر له كل الادوات واللوازم من اجل ان يحيا احسن حياة وبكامل السعادة، شريطة ان يلتزم بما امره به الله عز وجل، واعتقد انه الى هذا المعنى تشير الآية الكريمة {وألو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءا غدقا
ولان الله تعالى خلق الانسان ليحيا، لذلك جعل الدنيا مزرعة الاخرة، كما ورد في الحديث الشريف
المهم هو ان نتعلم كيف نعيش ، اما الموت فلسنا بحاجة الى ان نتعلم طريقه وطريقته، فسيأتينا رغما عن انوفنا، انما المهم ان نتعلم كيف نعيش حياتنا وهي الفرصة الوحيدة التي يمنحها الله تعالى عادة لكل واحد منا، فاللحظة التي تمر علينا لا يمكن ان تعوض ابدا أو تعود، والى هذا المعنى اشار قول الشاعر؛
دقات قلب المرء قائلة له
ان الحياة دقائق وثوان

واذا كانت هذه هي حقيقة الحياة، واذا كانت الحياة دقائق وثوان واذا كانت الحياة فرصتنا الوحيدة، واذا كانت الحياة هى الجسر الذى نمر عليه وعبره الى الاخرة، وهي المزرعة التي نزرع فيها
ليوم الحصاد الاكبر، فلماذا لا نستغلها على احسن وجه ونوظف لحظاتها من اجل انجاز اعظم ما نقدر عليه من الاعمال الصالحة؟ ولماذا نسوف في الزمن ونهدر الفرص ونستهلك العمر، الذي
يتشكل من مجموع الثواني، بالقيل والقال والكلام الذي لا يغني ولا يسمن من جوع؟

علينا ان نتعلم كيف نعيش، لنتعلم كيف ننجز اعظم الامور باقصر زمن وباقل التكاليف والتضحيات، لان الحياة فرصة تمر مر السحاب
، ولنتذكر دائما بان الله تعالى سائلنا عن عمرنا فيما صرفناه وكيف وما الذي حققناه في هذه الفرصة الوحيدة،

ولذا علينا ان نزاحم العلماء والفقهاء والمثقفين والمتنورين الذين يعلموننا كيف نحيا بعز وكرامة وانسانية، فنصغ الى نداء الحياة قبل ان نصغ الى نداء الموت، ونستمع الى صرخة البناء قبل ان نصغ الى هراء الهدم
اننا مسؤولون عن الامانة التي قبلنا ان نتحمل مسؤوليتها، طالما كنا في هذه الحياة الدنيا، اما اذا متنا فلسنا مسؤولون عن شئ

ان الله تعالى خلق البشر ليحيا لا ليموت، والا فلماذا خلقه اذن؟ ولماذا بعث له الرسل والانبياء والمناهج والرسالات؟ اوليس من اجل ان يحيا الحياة التي تمناها له ربه عز وجل؟ وهو الذي خلقه خليفة في الارض ليعمرها؟

، كفانا شعارات براقة وكاذبة
ولنتعلم ثقافة الحياة
، ، و نتشبـع بثقافة الحياة
لقد اوصانا الرسول الكريم خيرا عندما قال {ان قامت الساعة وفي يد احدكم الفسيلة فان استطاع ان لا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها
...
انه اراد ان يعلمنا حب الحياة حتى آخر لحظة من عمرنا، فبالرغم من ان غرس الفسيلة في آخر لحظة قبل قيام الساعة لا ينفع المرء شيئا في الحياة، وكلنا يعلم بان الفسيلة بحاجة الى مدة لا تقل عن سبع سنوات قبل ان تثمر، الا انها تنفعه في الحياة الاخرى لانها ستشهد له يوم القيامة عند ربها عز وجل كون هذا الانسان الذي غرسها حاول ان يهبها الحياة، بغض النظر عن نجاحه بذلك من عدمه، لكن المهم انه حاول وكان صادقا في محاولته