Thursday, April 30, 2009

(((( تفكيرة رقم واحد)))))>>>>












((((( تفكيرة رقم واحد)))))>>>>

>


كُتب الكثير عن الاستبداد وما يخلفه في النفس الانسانية من ضعف وخور، وما يلحقه بالامة من خسائر وضعة بين الامم، لكنه بقي ملازما للبشر، ونراه مع تعاقب الايام راسخا في امم بعينها دون الاخرى،،،،؟؟؟

فما هو السبب الذي يمكن الاستبداد من مجتمع دون آخر او يجعله في أمة دون اخرى؟

يعلق كثير في عالمنا العربي مساوئ الاستبداد ومضاره على مشجب الغرب والاستعمار، وآخرون ايضا وليسوا هم بقلة يرجعونه الى التربية الابوية المفرطة في السيطرة، وآخرون لا يؤيدون هذا الرأي ولا ذاك فيتخيلون اسبابا لا علاقة للإنسان بها، وإنما هي قدر لا بد له ان يقبل به طائعا مختارا

إن الاستبداد كأية ظاهرة اخرى لها عناصرها الخاصة وليست مقصورة بالتمام على عنصر معين؛ فالتربية لها دور، والبيئة لها دور، والثقافة لها دور، والسلطة لها دور. فالتربية التي لا تخلق ثقافة مقاومة للخضوع، والبيئة التي لا تمجد الحرية والاستقلالية، من شأنهما ان يخلقا سلطة مستبدة جارحة تحرم الانسان من حريته وكرامته تحت مسميات كثيرة

القابلية للاستبداد .

لكن الاستبداد لا يمكن أن يستمر ويدوم بقوة الحديد والنار، والحاكم مهما علا جبروته وظلمه، فهو غير قادر على الاستمرار في سلطته الاستبدادية ما لم يكن يرفده عامل مؤثر وشديد الاهمية حسب زعمى ، الا وهو عامل القناعة العامة لدى الناس؛ فالقناعة العامة التي تتجسد في قبول الشعب بأكثريته ان الحاكم أفضل، رغم جبروته، مما قد يحمله المجهول الذي لا يعرف أحد بالضبط ماذا يترتب عليه من محاسن او ما يحمله من مخاطر. بعبارة اخرى، ترى الاكثرية ان الظلم المألوف أحسن من الخير المجهول. هذه القناعة حالة لا شعورية، يعيشها المرء من دون ان يعترف بها؛ فالانسان في داخله قد لا تكون لديه هذه القناعة العامة، لكنه بالممارسة يتمثلها، ويجسدها في كل حركاته

هذه القناعة العامة لا تتأتى من فراغ.... بل ان المستبد يوفر لها التربة الخصبة والبيئة والتربية الملازمة، لتزدهر وتصبح حالة متجسدة ومتجذرة في النفوس؛

وذلك عبر وسائل الاعلام والمناهج الدراسية

ولذلك نرى اجهزة الاعلام الرسمى العربى، ومناهجه الدراسية، تخلق ثقافة خاصة بالمجتمع، ترى في المستبد حالة ايجابية، وتعتقد انه بالمقارنة مع غيره، او بالمقارنة مع ما يمكن ان يترتب على تغييره، يبقى افضل بكثير، وبالتالي لا داعي ، لنقده او النيل من شخصه او نظامه.

كذلك يسعى المستبد الى منع بروز طبقة مثقفة، تملك عقلية وادوات النقد، ولديها جرأة المواجهة، فيعمد الى تهميش كل مثقف ناقد، وتجويع كل فئة لا ترى فيه ما تراه العامة، وقد يلجأ الى تصفيتها ""معنويا ووظيفيا وجسديا """، لأنه يدرك تماما ان اولئك هم من يحمل ادوات التغيير لا من خلال حمل السلاح، إنما من خلال تغيير القناعة العامة لدى الناس....

No comments: