Monday, January 26, 2009


تدوينة على حاشية


البشر وان اتَّفقوا على تعيين ظاهرة ما ووصفها فانهم لايملكون من وحدة وتوافق المصالح ما يسمح لهم بأن يتَّفقوا، أيضاً، على تفسيرها وتعليلها؛ ذلك لأنَّ الموضوعية في التفكير والنظر والبحث تُنْبَذ وتُحارَب إذا ما تأكَّد أنَّ السير في طريقها يمكن أن يفضي إلى ما لا تَتقبله مصالحهم
فانا اختلف معك، واختلفت معه،وهو يختلف ومختلف معهم في التفسير والتعليل
فلو بدأنا بالتوصيف لحالنا لقلنا وباتفاق اننا نعيش حالة من غياب " المجتمع الحر" أو ضألة ذلك الوجود فى الواقع ...فهل هناك انعكاس لذلك الغياب على واقع اهل الرأى والكلمة مؤديا الى غياب الكاتب الحر...!ام ان الامر لا يخلو من وجوده ولو على هيئة "محاولة" ...!

إنَّ الكذب بعينه، هو أن يُزْعَم أحد أنَّ لدينا فئة واسعة من الكُتَّاب الذين في مقدورهم قول كل ما هُمْ مقتنعون ومؤمنون به، فإنَّ كل ما لدينا من "مِداد لكلمات حُرَّة" لا يكفي لكتابة بضع جُمَلٍ ، فـ "قائمة المُحرَّمات"، التي تتضافَر السلطتان السياسية والدينية على إطالتها والإمعان في إطالتها، هي الأطْوَل عالمياً (وربَّما تاريخياً أيضاً
فالغالبية العظمى من الكُتَّاب ومن أهل الفكر والقلم محجمون عن قول ما هم مقتنعون به اما "ترغيبا أو ترهيبا"
فما لا يُقال، ولا يُعَبَّر عنه قولاً أو كتابةً، إنَّما هو الجزء الأعظم مِمَّا يَعْرِفه الكاتِب، ويؤمِن به ، وكأنَّ "الباطنية الفكرية والسياسية" هي "الحزب" الأكبر والأقدم عندنا.. والأكثر تمثيلاً لـ "الأكثرية (الشعبية) الصامتة" .
وهؤلاء "المُحْجِمين"، وعلى سعة حجمهم، لا نملك إلاَّ أن نرَبَأ بأنفسنا عن أن نكون منهم، ونحاول دائماً من أجل أن نظلَّ بمنأى عَمَّا يُسْقِطنا في عالمهم السفلي حيث يستوي الفكر والحذاء.

)ولأن هذا العالم السفلي هو الذي فيه، وبه، يُصْنَع القسم الأعظم من صُنَّاع الرأي العام في عالمنا العربي، وليس من "آلة" لدى السلطة لتُسْتَخْدَمها في صناعتهم سوى "آلة الترهيب
والترغيب )". أمَّا "القَلَم"، الذي به عَلَّم الله الإنسان ما لَمْ يَعْلَم، فلا شيء يشبهه فى حقيقة الامر سوى "أحمر الشِّفاه"، يُزيِّن به "اولئك الكتبة "" شفاه الحاكِم ووليُّ النعمة.

إنَّنا، ومع حرصنا التام على اجتناب الوقوع في فخِّ "جَدَل البيضة والدجاجة"، نقول، في معرض التفسير والتعليل، إنَّ "الإعلام الحر" لا تقوم له قائمة حيث يَنْدُر وجود "اعلاميين احرار"، و"الإعلاميُّ الحر" لا يُوْلَد وِلادةً، وإنَّما يُصْنع صناعةً؛ وليس من صانع حقيقي له سوى "المجتمع الحر

في "الإعلام الرسمى"، لا مكان فيه لـ "الحقيقة"، خبراً، ومعلومةً، وقولاً، وقلماً، وصوتاً
أمَّا في العالَم الحقيقي الواقعي، فما بينه وبين "عالَم الإعلام الرسمى"

برزخ عرضه السماوات والأرض،
...لا شيء...لاشىء....لاشىء ".

الحمد لله على وجود فضاء الانترنت

No comments: