Wednesday, June 23, 2010

جمود...؟













بين
الجمود والجحود


الحلم، الحرية، الديمقراطية، إنها اركان فقهية ثلاثة للعصر الذي نعيش فيه، ولكن أيّا من هذه الأركان لن يكون له نفع أو تنتج عنه فائدة ترجى أو يتمخض عنه تقدم ملموس

إلا إذا كان العقل مفتاحه، والوعي سبيله.. وإذا كان الحالمون سيحتجون على مصادرة أحلامهم التي لا يقبلون تقييدها بالوعي والعقل اللذين يحدّان منها مدعين أن هذه الأحلام ملك أصحابها، وقد لا تلتقي، فلكلّ أحلامه على اختلاف انتمائه الإيديولوجي والفكري، ، كل يحلم حسب ما تفرزه ثقافته، وما تورّثه معارفه من هموم وأحزان،
ولكن هذه الأحلام لن تذهب أدراج الرياح، بل ستتمخض عن كثير من النتائج والأشكال يتلاقى الحالمون فيها أحياناً ويتنابذون ويتنافرون حيناً آخر، والحلم يتطور، ويتطور الناس عبر أحلامهم التي سوف ترافقهم إلى آخر الزمان. ونحن في زماننا ،عالقون بين طرفين يشكلان عقبة أمام مسيرة تطوير وتجديد تفكيرنا وثقافتنا حتى بتنا أمام تنافر لا تجاذب وأمام تخاصم لا تفاهم لأننا أمام جاحدين وجامدين كل منهما يدّعي الخلاص حسب رأيه وأحلامه وتفكيره

فالجاحدون للتراث يرفضون فكره وضرورة استيعابه للبناء عليه والاستمرار فيه وتوليد فكر جديد معاصر على أرضية تراثية ثابتة، أي إعادة خلق التراث وتطويره ليسهم في دعم مسيرة البناء الحضاري الجديد. ‏

والجامدون لا يقبلون انزياحاً عن الماضي ولا زحزحة له بل حمله كما هو من القرون السالفة والعيش في عباءته وتنفس هوائه ومضغ واجترار منتجاته وتسفيه كل خروج عليه وعدم إعمال العقل في تحليل احداثه للإفادة مما يناسب عصرنا وطرح ما لا يناسبه، أي إغلاق باب الحرية في البحث لاختيار الموقف المناسب، .....
نقول للطرفين الجاحد والجامد:
هناك اولويات لابد ان ننتبه اليها
***
إن الحرية تقود إلى العقل، والعقل يقود إلى الوعي الذي يخلق القوى القادرة على تحريك المشهد ، وفتح باب الحوار على الذات والآخر، مع الماضي والحاضر والمستقبل، وانفتاح على العالم ومواجهته لدرء أخطار الطامعين فيه .
يبقى الإنسان هو المادة الخام التي لم تستثمر طاقتها الحقيقية بعد، لأنه لم يمنح الفرصة أو يعط الخيط الذي يقوده إلى الحرية ويدفعه للسعي إليها، إذ الحرية لا تأتي إلى أحد، والطريق إليها مرصوف بالتضحية وبالثقافة والعلم وهما سبيل التطوير والتغيير والاصلاح،،،

الحرية عمل وليست وصفة سحرية، أو نظرية وحسب، إنها عمل ونضال، والبداية التي تقود إلى النجاح وكشف الحقيقة وإزالة الوهم عمن يتوهمون الخير الاتى بلا عطاء وعمل دؤوب

إن من لا يملك الحرية، حرية العقل والوعي، سوف يكون من العبث بحثه عن الديمقراطية، وإذا كان عقلنا مطبقاً عليه، ومغلوباً على أمره تتقاذفه ثقافة الخوف والتخلف والجمود، وفقه الفتنة والأوهام والأحلام الخائبة، ناهيك عن المصالح العمياء الخاصة، فلن ينعم إنساننا بالديمقراطية التي هي وعي وحرية وعلم وثقافة .
ومن أهم أدواتنا هو " الفكر المتنور" الذي يملك صاحبه القدرة على التحليل وطرح الأسئلة على الذات والعصر، هذا الفكر الذي لا نصل إليه إلا عبر الاطلاع على ما ينتجه العقل الإنساني والمخيّلة البشرية من آراء وأفكار، نجدها في الأعمال الإبداعية عبر قراءتها واستيعاب ما تحويه من مواقف، وما تطرحه من أسئلة، حتى نتزود بالغذاء الفكري والروحي الذي يمكّننا من التطور ومسايرة ركب الحضارة . ‏

إن الفنون الإبداعية على اختلاف صنوفها ادوات تمكننا من حماية أنفسنا والخروج بذواتنا من الظلمة إلى النور، ومواجهة فقهاء الظلام، وخفافيش التخلف، وتعنت قباطنة الجحود وناكري الجذور. ‏

أن تقرأ، يعني أن تعرف وتعي، لكن أية قراءة ؟ وأية معرفة ؟
إنها قراءة مسلحة بالتحليل والنقد ومعرفة مسلحة بالتمثّل والإصرار على تطوير الحاضر، والخروج به إلى العصر، وعدم حشره في قمقم الماضي، وإلقائه في كهوفه وجحوره، بل فتح النوافذ وتشريعها على العصر ورياحه وثقافاته، شرط ألا تقتلعنا من أرضنا، وتؤثر على انتمائنا وهويتنا كما قال غاندي. ‏

فى الاخر ب الاقى نفسى منحاز ضد الجامدون
مفيش فايدة ،التمرد شغال معايا فى كل حال

18 comments:

Haytham Alsayes said...

الله ينور نفس التفكير عندى هذه الايام
عندى افكار واوهام قد تكون احلام واحلام قد تكون اوهام
من النهاية لخبطة

دخلت محراب الثقافة منذ سنتين فقط ولكني وصلت الي هذه النتيجة التي اشرت اليها في تدوينتك الممتازة
ولكن السؤال كيفية توظيف هذه الثقافة او موزانة الحرية بين الجمود وترك المفكرون والمتحررونالي افكارهم وقناعتهم
؟

وسؤال اخر طريقة اعمال العقل تختلف بين شخص واخر فكيف نتفق علي صيغة نتوصل من خلالها الي الحرية المرجوة ؟

وسؤال اخير النخبة التي اراها في الغلب غير قادرة علي مفهوم الحرية وتقبل الاخر اساسا كيف لها ان تفعل ذلك في الشارع وهذا من ضمن مسئوليتها المرجوة؟

اتبعت نصيحتك في اعمال العقل وطرح الاسئلة علي الذات
ودعنا نفكر سويا
وربنا يجعله خير ان شاء الله

تحياتي ياصديقي المتنور

Tears said...

متفهمه كلماتك جدا لكن اصعب شىء ان الواحد يحس ان أحلامه هى بالاساس أوهام مستحيلة لان الواقع اقوى منه

هنا الانسان بيحس انه اتشل و بيبقى سلبى و بيحاول يهرب من نفسه

أنا - الريس said...

بعد السلام والتحية
0000000
أنا اري لكل منهم هدفه الذي يؤديه لكي تسير المركب ..
يعني الجامدون ربما يكون نفعهم الحفاظ علي النصوص حسب فهمي انه دا قصدك ..

الجاحدون يجعل الكل يفكر .. في نفوسهم المريض .. وربما جعل احدهم يرجع عن طريق الجحود لاقتناعه بأن هؤلاء ما هم إلا مرضي أنكروا كل شيء حتي دينهم وأوطانهم .

بين هؤلاء وهؤلاء وآخرون يجب أن يقبع الإنسان ليستقي فكره الإنسانية بحيادية دون ان يكون فيها تعصب .. ولا تكون الفكرة هادمة لدين وخلق .

تحياتي

Anonymous said...

هي ثقافه تقبل الاخر وثقافه الاختلاف دي احنا لا نملكها

محدش بيتقبل غير رايه... حتى الباحثين عن الحريه كل منهم يعتقد ان الحريه هي ما يعتقد

تدوينه رائعه

دمت متمردا :)

تحياتي

العلم نور said...

عايزين الولايات المتحدة الإسلامية تقوم لازم نودود لبعضنا عشان تقوم ..

ودود يا ودود .. وَدوِد .. ودوادا .. وَد (بفتح الواو).. وِد .. (بكسر الواو)

لازم تتودوادو بها (اشتغلوا وسبحوا الله بها .. صبح وليل .. ليل وصبح .. داخله خارجه .. خارجه داخله) وانشروها.

Unknown said...

ما زلت معك على طول الخط...

وأشير هنا إلى أمر هام لكل صاحب أيديولوجية يتحرك تفكيره من خلالها، وهو ألا يكتفي في قراءته بأدبيات منظومته الأيديولوجية بل عليه دائما التعرف على الآخر وعلى طريقه فهمه للأمور، فإن لم ييجعلك هذا تقترب منه فعلى الأقل سيجعلك -بلا ريب- تتفهم سبب التباعد..
مع ملاحظة أن يكون هذا التعررف على الآخر من باب الرغبة في الفهم لا من باب العدائية والرغبة في تفنيد آرائه..!

أقول هذا عن تجربة شخصية؛ فقد ظللت حينا من الدهر مسجون داخل منظومة فكرية معينة -ومازلت-، ولكني لم أقدرعلى التقارب وفهم الآخر بصدق إلا عندما خرجت خارج إطار أدبيات منظومتي وبدأت أقرأ للآخرين بكل شغف ورغبة في التعرف على مناهج أخرى في التفكير الإنساني...!

أطلت عليك.. لكن ماذا أفعل، ومواضيعك العميقة هي السبب!!!
 

Unknown said...

استدراك:

الجملة العتراضية "-وما زلت-" كنت أقصد بها : وما زلت منتميا لهذا الفكر، ولم أقصد وما زلت مسجونا..!

Unknown said...

استطراد:

على فكرة الصورة عجبتني قوي ومعبرة عن الموضوع.. على عكس صورة البوست اللي فات..!

خلاص أنا ماشي قبل ما تزهق مني وتمشيني.

sal said...

العزيز هيثم

احلام ا لجاحدون قد تكون اوهام حسب وجهة نظر الجامدون؟

هكذا هى الحياة
التنوع والاختلاف

يبقى الإنسان هو المادة الخام التي لم تستثمر طاقتها الحقيقية بعد، لأنه لم يمنح الفرصة أو يعط الخيط الذي يقوده إلى الحرية ويدفعه للسعي إليها، إذ الحرية لا تأتي إلى أحد، والطريق إليها مرصوف بالتضحية وبالثقافة والعلم وهما سبيل التطوير والتغيير والاصلاح،،،
الحرية عمل وليست وصفة سحرية، أو نظرية وحسب، إنها عمل ونضال، والبداية التي تقود إلى النجاح وكشف الحقيقة وإزالة الوهم عمن يتوهمون الخير الاتى بلا عطاء وعمل دؤوب
إن من لا يملك الحرية، حرية العقل والوعي، سوف يكون من العبث بحثه عن الديمقراطية، وإذا كان عقلنا مطبقاً عليه، ومغلوباً على أمره تتقاذفه ثقافة الخوف والتخلف والجمود، وفقه الفتنة والأوهام والأحلام الخائبة، ناهيك عن المصالح العمياء الخاصة، فلن ينعم إنساننا بالديمقراطية التي هي وعي وحرية وعلم وثقافة .

..............
المعرفة والوعى مسألة تراكمية
وعلى النخبة العمل والصبر

لا تتوقف عن اعمال العقل وطرح الاسئلة
فنقيض ذلك هو الجمود والبوار والتخلف


لك تحياتى وتقديرى

sal said...

العزيزة تييرز

ما دام الواقع اقوى منه!!؟
فلن يستطيع الهروب وان راق له ذلك"""
""""""""""

الاحلام الكبيرة تبقى هى الدافع والمحرك
والواقعية هى اتباع ما يمكن تسميته بفقه الاولويات ، وكل خطوة صغيرة على الطريق هى لبنة فى بناء الحلم الكبير
ولا مناص من تراكم التجربة وملاءمة سقف الطموحات لضغوط الواقع

تحياتى وتقديرى

sal said...

سيادة الريس

منورنى كعادتك
*************

كل له جانب مظلم وجانب مضئ

لا احد لديه الحقيقة الكاملة
*****************
دام حسن تواصلك

sal said...

فتاة الصعيد

المشكلة كما اشرت اليه يا دكتورة

كل بما لديهم فرحون

ولكننا هنا فى ولاية لا اكراه
نحاول "جميعا" ان تكون مساهمتنا
هى نشر وتعميق
ثقافه تقبل الاخر وثقافه الاختلاف

شكرا لكلماتك الطيبة
تقبلى تحياتى وتقديرى

sal said...

ام الخلود

لا زالت محاولاتى مستمرة لفهم حضرتك

شكرا على مروركم الكريم

sal said...

استاذ ماجد

بداية اسمح لى ان اعبر عن سرورى
بتواجد حضرتك

وسعيد جدا بمثل هذا العقل الذى يزورنى

اما بعد

سأبدأ من التعليق الاخير
ملاحظتك النابهه بخصوص الصورة اسعدتنى
فهى من موقع اجنبى وغير متداولة
والجمود لا يترك وراءه الا التعفن والفطريات والصدأ
وكنت اتوقع ان تلفت انتباه احد
وهاأنت انتبهت لذلك
************
ولا زلت
انا ايضا لا زلت مع شئ من التحديث والتطوير والتجديد وفسحة اللا اكراه
قرأت مدونتك ، والاطار العام
فى دماغى
ههههه
***************
اتفق معك
انا حاولت وصف الحالة وانت وصفت

طريق العلاج

وملاحظتك أن يكون هذا التعرف على الآخر من باب الرغبة في الفهم لا من باب العدائية والرغبة في تفنيد آرائه
..! "
ملاحظة هامة وفى محلها

لك كامل تقديرى

Tarkieb said...

التراث ليس بنص مقدس يجب الارتباط به .ولكنه توابل الحياة والمستقبل ....من السهل ان تعيش من غير توابل ...ولكن يفضل ان تطبخ بها طالما انها تحسن من الطبخة ....ولكن يا عزيزي التوابل لا تسمن ولا تغني من جوع لوحدها ....

dr.lecter said...

رايي هو نفس راي مستر بيرزدنت

sal said...

الموهوب تركيب

حدوثة التوابل ياصديقى وراءها ما وراءها... وهى مقاربةتحمل عدة اوجه

اطبخى يا جارة كلف ياسيدى
التوابل لا تصنع كل شئ
وبدون اساسيات الطبخة
لن نحصل على النتيجة المرجوة.....شويتين من عند الجاحدون وشويتين من عند الجامدون
تطلع طبخة معقولة
"""""""""""""
الإنسان شخص ضعيف لا يستطيع أن يعيش في مناخ الشك والارتياب

الإنسان حيوان يقيني، الإنسان مسكين في هذا العالم. انه وحيد وبحاجة إلى اعتقاد معين أو إيمان يستمسك به ويعصمه من الضياع والتيه والرعب أمام الموت والفناء الأبدي
ينبغي أن نفهم حاجته إلى الاطمئنان والثقة والاعتقاد الراسخ بشرط ألا يتحول ذلك إلى نوع من العقلية المتحجرة أو التعصب المنغلق والأعمى....... ولكن للأسف الشديد هذا ما يحدث غالبا
ولكن لو تمكن من ان يكون يقينه عاقلا
ف
الإنسان العاقل لا يقتلك إذا اختلفت معه لسبب بسيط هو انه قد يعتقد انك على حق أيضا أو معك بعض الحق. أما صاحب اليقين المطلق فيقتلك بكل بساطة إذا لم تعتنق دينه أو يقينه لأنك نجس، أو كافر، أو مجرم بالنسبة له...رغم ان دينه لو كان مسلما، يعلنها صريحة انه "" لا اكراه فى الدين ...""

لك تحيتى وتقديرى
نورتنى

sal said...

دكتور لكتر

مستر برزدنت عندنا حاجة كبيرة اوى
فلك وله كل الاحترام

شكرا على مروركم الكريم