Saturday, November 27, 2010

كليلة ودمنة














اثقلت عليكم فى التدوينات السابقة فاحببت ان نأخد فى طريقنا
هذه التدوينة القديمة
لمقتطف من كتاب كليلة ودمنه لعل فيها فائدة وعبرة وتسلية
**********************************

قال بيدبــــا :

لأن الحيوان البهيمية قد خصت في طبائعها بمعرفة ما تكتسب به النفع وتتوقى المكروه وذلك لأننا لم نرها تورد أنفسها مورداً فيه هلكتها. وأنها متى أشرفت على مورد مهلك لها، مالت بطبائعها التي ركبت فيها - شحاً بأنفسها وصيانةً لها - إلى النفور والتباعد عنه ....


وقد جمعتكم لهذا الأمر: لأنكم أسرتي ومكان سري وموضع معرفتي؛ وبكم أعتضد، وعليكم أعتمد. فإن الوحيد في نفسه والمنفرد برأيه حيث كان فهو ضائع ولا ناصر له.

على أن العاقل قد يبلغ بحيلته ما لا يبلغ بالخيل والجنود.

والمثل في ذلك أن قنبرةً اتخذت أدخيةً وباضت فيها على طريق الفيل؛ وكان للفيل مشرب يتردد إليه.

فمر ذات يوم على عادته ليرد مورده فوطئ عش القنبرة؛ وهشم بيضها وقتل فراخها. فلما نظرت ما ساءها، علمت أن الذي نالها من الفيل لا من غيره.

فطارت فوقعت على رأسه باكيةً؛ ثم قالت: أيها الملك لم هشمت بيضي وقتلت فراخي، وأنا في جوارك ؟ أفعلت هذا استصغاراً منك لأمري واحتقاراً لشأني ؟.

قال: هو الذي حملني على ذلك.

فتركته القنبرة وانصرفت إلى جماعة الطير؛ فشكت إليها ما نالها من الفيل. فقلن لها وما عسى أن نبلغ منه ونحن الطيور ؟

فقالت للعقاعق والغربان: أحب منكن أن تصرن معي إليه فتفقأن عينيه؛ فإني أحتال له بعد ذلك حيلةً أخرى.

فأجبنها إلى ذلك، وذهبن إلى الفيل،

ولم يزلن ينقرن عينيه حتى ذهبن بهما. وبقي لا يهتدي إلى طريق مطعمه ومشربه إلا ما يلقمه من موضعه.

.... فلما علمت ذلك منه، جاءت إلى غدير فيه ضفادع كثير،

فشكت إليها ما نالها من الفيل
قالت الضفادع : ما حيلتنا !! أنحن في عظم الفيل وأين نبلغ منه

قالت: احب منكن أن تصرن معي

إلى وهدةٍ قريبةٍ منه، فتنققن فيها، وتضججن. فإنه إذا سمع أصواتكن لم يشك في الماء فيهوي فيها.

فأجبنها إلى ذلك؛ واجتمعن في الهاوية، فسمع الفيل نقيق الضفادع، وقد اجهده العطش، فأقبل حتى وقع في الوهدة، فارتطم فيها.

وجاءت القنبرة ترفرف على رأسه؛ وقالت: أيها الطاغي المغتر بقوته المحتقر لأمري، كيف رأيت عظم حيلتي مع صغر جثتي عند عظم جثتك وصغر همتك ؟

""""من كتاب كليلة ودمنه"""

**************************

اتمنى لمن يقرأ هذا الكتاب أن يعرف الوجوه التي وضعت له؛ وإلى أي غايةٍ جرى مؤلفه فيه عندما نسبه إلى البهائم وأضافه إلى غير مفصحٍ؛

وغير ذلك من الأوضاع التي جعلها أمثالاً: فإن قارئه متى لم يفعل ذلك لم يدر ما أريد بتلك المعاني، ولا أي ثمرةً يجتني منها،

ولا أي نتيجة تحصل له من مقدمات ما تضمنه هذا الكتاب

*************************

تدوينة سابقة

كليلة ودمنة 1

http://la-ekraah.blogspot.com/2008/08/blog-post_24.html

25 comments:

Tears said...

بيعجبنى اسلوب الكتابة الذكى اللى بالطريقة دى

كتير من الكتابات بتحمل اسقاطات بس احيانا الناس مش بتحس ده فى الاول و بتفهمه بعدين و ده ح تلاقيه فى بعض افلامنا الابيض و الاسود

تحياتي للتنوع :)

عباس ابن فرناس said...

تعددت الاسباب والظروف واحدة
اكيد الغرض من الاسقاط على البهائم مفهوم

وكما يقولون يد الله مع الجماعة
ولايوجد مخلوق على وجه الارض ومهما صغر شئنه معدوم الحيلة مدام فى راسه عقل يفكر
تحياتى

sal said...

تييرز

عالم الانترنت والتدوين عالم حقيقى
زى العالم اللى بنعيشه فى الواقع
فيه اللى بيحس من الاول
وفيه اللى بيحس بعد فترة
وفيه المتبلد
كل اللى عليك ...انك تقول وتكتب ما تراه صوابا وذى فائدة
والباقى على الله
......
حلوة حكاية الابيض واسود
شكلك عايزة تقولى حاجة فى ذاك السياق


تحياتى وتقديرى

sal said...

عباس

والله انت اوجزت كل محتوى التدوينة
احييك واشكرك

تحياتى وتقديرى

البنفسج الحزين said...

دايما كده يا سال تدويناتك قيمه وبتشغل العقل ...
مش صح ان الانسان يحتقر نفسه
ويقلل من قدراته
ويفكر انه مش هيقدر يعمل حاجه
للي ضرة وظلمه وتجبر عليه بنفوذه
لأ بدماغه وعقله يقدر يسترد حقه
ويردع الظالم ده
وزي ما المثل العربي
بيقول معظم النار
من مستصغر الشرر
وبرضه
الاتحاد قوة
تحياتي

شهر زاد said...

شكرا على هذا الطرح القيم
تعلم اخي ان ابن المقفع كان ذكيا جدا فهو اخترع فكرة ان هذا الكتاب اكتفى بترجمته فقط
رغم ان الحقيقة غير ذلك فهو مؤلفه وقد رسم الشخصيات كلها عبارة عن حيوانات حتى لا يضطهد من طرف الدولة ولا المفكرين المعاصرين له حاول ان يعالج امراض عصره من خلال لسان الحيوانات فابدع واتقن وفي نفس الوقت ارتاح من المتابعة واالحساب
الف شكر على هذا الموضوع
ويسرني فعلا ان اكون صديقة وفية لمدونتك

شهر زاد said...

شكرا على هذا الطرح القيم
تعلم اخي ان ابن المقفع كان ذكيا جدا فهو اخترع فكرة ان هذا الكتاب اكتفى بترجمته فقط
رغم ان الحقيقة غير ذلك فهو مؤلفه وقد رسم الشخصيات كلها عبارة عن حيوانات حتى لا يضطهد من طرف الدولة ولا المفكرين المعاصرين له حاول ان يعالج امراض عصره من خلال لسان الحيوانات فابدع واتقن وفي نفس الوقت ارتاح من المتابعة واالحساب
الف شكر على هذا الموضوع
ويسرني فعلا ان اكون صديقة وفية لمدونتك

Dr/ walaa salah said...

بصراحه قصه جميله اوي

بس ممكن سؤال

قنبرةً اتخذت أدخيةً

يعني ايه قنبره وادخيه؟

بالنسبه للموضوع عجبني لسبب ان المؤلف جعل الانتصار في النهايه للعقل بالرغم من صغر الجسم

فبرغم من كبر حجم الفيل الا ان كائن ضعيف استطاع التغلب عليه

لكن لا نغفل ان مساعده الاخرون ايضا له جعل الانتصار حليف له

مشكور سال على الموضوع

فاروق سحير ( فاروق بن النيل ) said...

أستاذ/ صلاح ...........
كنت أظن زمان إن قصص كليلة ودمنةهى عبر للصغار لكى يتعلموا منها العظات والحكم والبلاغة فإذا بى أكتشف بعد قرائتى لما كتبت أننى الذى فى حاجة لأتعظ
وإذا نظرنا إلى خلق السموات والأرض لوجدنا عظمة الخالق فى كل شيئ فى الطيور والحيوانات فى الحشرات وحتى فى الجماد ( الجبال والأرض والسموات والسحب والرياح والمطر...إلخ)
الآن فقط عرفت أن الله لم يخطيئ حاشاه ذلك سبحانه وتعالى إذ يقول"إن فى خلق السموات والأرض وإختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب 0الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"صدق الله العظيم الآيتان190و191 سورة آل عمران
شكرا لك صديقى على التذكير بالمعانى الجليلة لنا نحن من جعلنا الله خليفة فى الأرض

Tarkieb said...

عشان كدة بقى العصفورة اسمها قنبرة عشان قنبرت الفيل هههههه ...بس انا عجبني القنبرة وشجاعتها انها ما اتكسفتشي وقالت أيها الملك لم هشمت بيضي وقتلت فراخي، في ناس كتير تتكسف تقول ده ...والله براوة ياقنبرة ياريتنا كنا قنابر

Dr Ibrahim said...

كل مخلوق وله مقدرته وموهبته وحيلته لكى يدافع بها عن نفسه ويعيش..
وليس الكبير كبير الحجم فقد يكون صغير العقل والصغير الحجم قد يكون كبير العقل

تحياتى

جايدا العزيزي said...

انابحب الكتابده جدا

ومازلت احتفظ به

بس طرحك الراقى وضح لى الكثير من الامور

موضوع مميز اخى

اشكرك على المجهود

واعزرنى على التاخير

تحياتى

sal said...

البنفسج المبهج

انت من اهل الفضل على
وكل الكلام الطيب دا من ذوقك
انا ما نسيتش فى بدايات هذه المدونة
كنت انت وفتاة الصعيد وصفاء وخواطر
من اوائل الناس اللى شجعونى ع التدوين

.....
تحياتى وتقديرى

sal said...

شهرزاد

انا الذى يسرنى متابعاتك وتعليقك المميز

انا اميل لعدم الجزم بان ابن المقفع
هو المؤلف ربما ترجم واضاف
ولكنى اعتقد ان بيدبا هو المؤلف
المهم المحتوى على كل حال

الانترنت فى الغالب ممكن تخلينا زى ابن المقفع نقول رأينا بدون وجل أو خوف

تحياتى وتقديرى

sal said...

د ولاء

اللى عجبك هو الذى ابتغيه من هذه التدوينة

القنبرة نوع من العصافير تشبه السمان
اختارت مكان تبيض فيه وكان فى طريق الفيل

الحمد لله ان التدوينة عجبتك

تحياتى وتقديرى

sal said...

استاذ فاروق

التأمل والتدبر فى كل العوالم
لابد ان يأتى بفائدة يا استاذنا العزيز
واشكرك الى ما ذهبت اليه من بسط للمعنى وللفكرة المرتجاة من هذه التدوينة

دمت سالما وبكل خير وعافية
ولك تحياتى وتقديرى

sal said...

تركيب المبدع

ههههههه
انت فين يا عمنا بقالك فترة غياب
ايوه ياسيدى قنبرته وخلته فى نص هدومه
هههههه
عقبال يا سيدى ما نقنبره احنا كمان


تحياتى وتقديرى

sal said...

شكرا يا دكتور ابراهيم على مرورك الكريم

اخجلتنى
بقالى كثيييير ما روحتش ازورك

تقبل تحياتى وتقديرى

sal said...

جايدا

انا كنت زعلان فعلا
ههههههههه

بس انت نورتينى تانى
اشكرك على التعليق

تحياتى وتقديرى

Unknown said...

فكرتني بالذي مضى...

كنت كثير القراءة لمثل هذه القصص، وكانت وقتها تثير الخيال لدي أيما إثارة..

الحقيقة أني أستفيد جدا من هذه القصص في سردها على بنتي في قصص قبل النوم (مع بعض التحويرات اللازمة) لغرس مفاهيم وتعديل سلوكيات.. وكثيرا ما يفلح الأمر..

شكرا على النقل..
تحياتي أخي الكريم.

sal said...

ماجد


فى
الزمن دا العيال لا بيأثر فيهم الكابتن ماجد ولا عدنان ولينا
ولا امنا الغولة حتى

ههههههه

يمكن احنا الكبار اللى بناخد بالنا
من الحواديث وبنحاول نوصل لكنهها
ومغزاها وحكمتها "المستخبية" اما
اولادنا فبيلقطوها وهى طايرة

كليلة ودمنة دى لينا احنا

تحياتى وتقديرى

Noha Saleh said...

الكتاب ده انا نفسى جدا انى اقراه وان شاء الله هجيبه لانى عارفة انه رائع ومن الكتب المهمة كمان

sal said...

اكيد يا نهى
الكتاب حيفيدك
وخاصة انك بتكتبى وليك اهتمام

تحياتى

Haytham Alsayes said...

معندكش كرتون توم اند جيرى
اصله لايق علي حياتنا اكتر

تحياتي

وجميلة القصص بتاعة كليلة ودمنة

sal said...

صديقى هيثم

عندى هزيم الرعد
اسمعها على اليو تيوب
حتعجبك كلماتها
عامله زى النشيد القومى

كل الوسائل ممكنة
وكل الامانى ممكنة
بس الزمن يا صاحبى

تحياتى وتقديرى