تأملات فيما حولنا من وجــــود
pattern in nature












ليست هذه المختارات فى هذه المدونة استقصاء لكل المفاهيم، . وإنما هي مجرد كلمات ، حسبي منها أن تفتح الطريق امام عقولنا لفهم ووعى احسبه ملح وضرورى لمقاومة الاستبداد... لأنّ الحدّ من الحرية الفكرية يقود الى.... الانغلاق والتحجّر وهيمنة الجهل والخرافةوالاستعباد
تأملات فيما حولنا من وجــــود
pattern in nature
تواصلا مع عنبر العقلاء
الحاكم بأمر الله
"وكلهم عندنا مفوضون من عند الله "
الحاكم بأمر الله
الخليفة الفاطمي وحفيد المعز
مجنون متعصب وسفاح, أعلن نفسه إلها وكان
),
جعل أتباعه يزعمون عندما قتل على ربوع المقطم بتدبير أخته ست الملك
أن أحدًا لم يعثر على رفاته لأنه صعد إلى السماء وسيعود يومًا بعد غيبته الكبرى لكي يصلح أحوال العالم
هههههههه
ومعروف ما ذاقه المصريون من العسف والجوع في ذلك العصر المنكوب
على كل حال.
إلا أن آفة السلطة ليست في ذلك, الذين يعدون مجانين أقلية من أصحاب السلطة,
إن الجنون بالسلطة هو
الكارثة الكبرى
. فالسلطة تأتي الفرد الإنساني بكل ما يمكن أن يحلم به إنسان من مال أو متع,
بل إنه حتى في المجتمعات المتطرفة في الرأسمالية نجد السلطة أقوى من
كل مال وأعتى من كل ثروة.
لم يكن الرئيس الأمريكي ليندون جونسون من كبار الأثرياء,
لم يكن حتى يقرب من سابقه جون كنيدي من حيث الثروة,
وذات يوم كان يوشك أن يذهب في رحلة بطائرة الرئاسة,
وإذ هو يتجه نحوها محاطًا بأعوانه سأله واحد منهم
: أيها طائرتك يا سيدي?
فأجابه:
كلها يا بني!!!
ولم يكن هتلر أو ستالين أو أي دكتاتور مماثل يجني شيئًا من وراء المال
فهو يملك المجتمع كله بما في ذلك حياة أعضائه
وكذلك بالطبع كان المستبدون من حامورابي إلى يوليوس قيصر
ومن نابليون إلى ماوتسي تونج
وعندما صدر كتاب برتراند راسل الشهير
السلطة
(أو ربما
السطوة)
كتب واحد من المعلقين إن
:
(مفتاح الديناميكية الاجتماعية الذي وجده ماركس في المال,
وفرويد في الجنس
يجده راسل
- بمنطق دامغ -
في السطوة- اى السلطة
وفي هذا الجانب يقول راسل في كتابه هذا
هناك
قليلون لا يستطيعون أن يقروا باستحالة ذلك
إنه عند من ينالون قدرًا ضئيلا من المجد والسلطة
قد يبدو أن قدرًا ضئيلا آخر يضاف إليه سيكون مرضيًا
إلا أنهم مخطئون
فهذا النوع من الشهوة لا حد له ولا يمكن إشباعه
ثم يضيف
إن التعرض للبطش والقسوة يؤدي بالناس إلى واحد من اتجاهين:
أولئك الذين يخافونه ينزعون إلى الاختفاء والتهرب
أما أصحاب العزم والجرأة
فإنه يحفزهم إلى أن يسعوا إلى المراكز التي تمكنهم من ممارسة البطش بدلاً من التعرض له),
والذين يتمردون في وجه شياطين القمع الوحشي
قد ينتصرون
وعندئذ يصبحون هم الشرعية والقانون!!!؟
وقد ينهزمون وعندئذ يعاملون كخارجين على الشرعية وعلى القانون!!
ومن هذا وذاك حالات لا حصر لها في التاريخ.
فهل تظل البشرية تحلم بأن تقوم حفنة من الشجعان بالتصدي لبهيمية الحاكم المستبد
الذي يصيب المجتمع كله بالفقر والدمار والتعاسة من أجل اشتهائه للسلطة وما تأتي به من نعيم,
ومرة بعد مرة إلى أن ينتصر هؤلاء الشجعان عليه
...؟ ثم ماذا...؟؟؟
يتحولون هم الى طغاة استبداديين!!! ...
لقد رأينا هذا يحدث في عديد من دول العالم الثالث,
وفي جميع الحالات فإن الحاكم الجديد يجد نفسه عاجزًا عن أن يفعل شيئًا في مواجهة الدمار الذي
يصيب النفس الآدمية من جراء الحكم الشمولي,
وسرعان ما يقنع نفسه بأنه ليس إلا الإله الجديد,
وبدلاً من أن يقف في وجه الفساد الذي ينشأ حتمًا من محاولات الخصخصة والعودة إلى اقتصاديات السوق,
فإنه يجعل من نفسه أثرى الأثرياء وأعظم الآلهة,
ويتخذ هذه الصورة المألوفة:
فهو عنيف ,
جاهل كالحمار, قاسٍ كالشيطان..
. وتستمر الدورة
,،،،،
فما العمل
?
هل يمكن تهذيب السلطة ؟؟؟
نعم
هذا ما وصلته البشرية عبر النطام الديمقراطى
بيدبــــا
لأن الحيوان البهيمية قد خصت في طبائعها بمعرفة ما تكتسب به النفع وتتوقى المكروه: وذلك لأننا لم نرها تورد أنفسها مورداً فيه هلكتها. وأنها متى أشرفت على مورد مهلك لها، مالت بطبائعها التي ركبت فيها - شحاً بأنفسها وصيانةً لها - إلى النفور والتباعد عنه ....
وقد جمعتكم لهذا الأمر: لأنكم أسرتي ومكان سري وموضع معرفتي؛ وبكم أعتضد، وعليكم أعتمد. فإن الوحيد في نفسه والمنفرد برأيه حيث كان فهو ضائع ولا ناصر له.
على أن العاقل قد يبلغ بحيلته ما لا يبلغ بالخيل والجنود.
والمثل في ذلك أن قنبرةً اتخذت أدخيةً وباضت فيها على طريق الفيل؛ وكان للفيل مشرب يتردد إليه.
فمر ذات يوم على عادته ليرد مورده فوطئ عش القنبرة؛ وهشم بيضها وقتل فراخها. فلما نظرت ما ساءها، علمت أن الذي نالها من الفيل لا من غيره.
فطارت فوقعت على رأسه باكيةً؛ ثم قالت: أيها الملك لم هشمت بيضي وقتلت فراخي، وأنا في جوارك? أفعلت هذا استصغاراً منك لأمري واحتقاراً لشأني.
قال: هو الذي حملني على ذلك.
فتركته وانصرفت إلى جماعة الطير؛ فشكت إليها ما نالها من الفيل. فقلن لها وما عسى أن نبلغ منه ونحن الطيور?
فقالت للعقاعق والغربان: أحب منكن أن تصرن معي إليه فتفقأن عينيه؛ فإني أحتال له بعد ذلك حيلةً أخرى. فأجبنها إلى ذلك، وذهبن إلى الفيل، ولم يزلن
ينقرن عينيه حتى ذهبن بهما. وبقي لا يهتدي إلى طريق مطعمه ومشربه إلا ما يلقمه من موضعه. فلما علمت ذلك منه، جاءت إلى غدير فيه ضفادع كثير،
قالت: احب منكن أن تصرن معي
إلى وهدةٍ قريبةٍ منه، فتنققن فيها، وتضججن. فإنه إذا سمع أصواتكن لم يشك في الماء فيهوي فيها.
فأجبنها إلى ذلك؛ واجتمعن في الهاوية، فسمع الفيل نقيق الضفادع، وقد اجهده العطش، فأقبل حتى وقع في الوهدة، فارتطم فيها.
وجاءت القنبرة ترفرف على رأسه؛ وقالت: أيها الطاغي المغتر بقوته المحتقر لأمري، كيف رأيت عظم حيلتي مع صغر جثتي عند عظم جثتك وصغر همتك?
""""من كتاب كليلة ودمنه"""
ينبغي لمن قرأ هذا الكتاب أن يعرف الوجوه التي وضعت له؛ وإلى أي غايةٍ جرى مؤلفه فيه عندما نسبه إلى البهائم وأضافه إلى غير مفصحٍ؛
وغير ذلك من الأوضاع التي جعلها أمثالاً: فإن قارئه متى لم يفعل ذلك لم يدر ما أريد بتلك المعاني، ولا أي ثمرةً يجتني منها،
ولا أي نتيجة تحصل له من مقدمات ما تضمنه هذا الكتاب
تدوينة سابقة
كليلة ودمنة 1
اتفق مع كل من يعمل على مكافحة الجمود والتقليد
وتحرير العقول من أسر فكرة القطيع
***