Tuesday, November 30, 2010

هيييييه دنيا ؟؟؟













روى طاغور "حكيم الهند" قصة لسلطان مرّ على جمع من الفلاحين..،

فلمح فى تقاطيع وجه احدهم هـمّـا ثقيلا ، فسأله عما ألم به .. فوجده يشكو

الفاقة وسوء معاملة من سيده الاقطاعى ، وسمعه يقول بانكسار بالغ :

لو ان لى شبر ارض لعشت حياتى كلها سعيدا... فوقعت هذه الكلمة فى

قلب السلطان ورثى لحاله ( اشك فى الرواية – السلاطين قلوبهم من حجر)

...ما علينا ...المهم ...ان الرواية تقول ان السلطان أشار له على أرض بمد النظر

وقال : تلك الارض التى ترى هى ملكى ..فأما بدايتها فهى لك !! فأركض فيها

وحيثما توقفت قدماك سيكون انتهاء أرضك

انفرجت اسارير الفلاح غبطة وفرحا واخد يعدو بكل قواه ، وكلما ابتعد قال ساجرى

اكثر حتى يزيد ملكى... وبعد فترة خارت قواه وهو يجرى ولكنه كان يضغط على نفسه

ويقول ليس بعد ...ليس بعد ...وركض وركض حتى سقط ميتا ....

**************

تلك القصة قد ينكر البعض واقعيتها...ولكن العلم يثبتها

فالعدو بما يزيد عن طاقة الانسان قد يؤدى الى فشل القلب وتعطل الوظائف الحيوية

وهذا ما حدث مرات عديدة لعدائين ولاعبى الكرة الذين سقطوا وهم فى الميدان

**********

هذه القصة لا نسوقها للتنفير من الرياضة بل لنقول انها قصة حياة اغلبنا بشكل أو بأخر

عدو ولهث حتى ينقطع النفس الاخير...

نعيش حياتنا نجرى بلا روية ولا رؤية ..من اجل الشهرة او المال او غيره ....فيفنى ربيع العمر وخريفه

فى كد متواصل ونمنى انفسنا بالراحة..ومتى ؟ فى آخر العمر ...واذا وصلنا لتلك المرحلة

وصلناها محملين ب (ارث الصراع والتكالب) من الضغط والسكر وتصلب الشرايين والروماتيزم وربما

الزهايمر وما الى ذلك...

تمر الحياة بطولها دون ان نعرفها او نختبرها او نتمتع بها وفيها ...

فثقافتنا السائدة هى ثقافة الموت ، فمن رفضها عاش لاهثا بجنون وراء ملذات الدنيا

ومن قبل ثقافة الموت ..مات وان كان من الاحياء

ثقافتنا السائدة لا تعلمنا كيف نحيا بل كيف نعيش

وشتان بين العيش كبقية ما يدب على الارض

وبين الحياة بكل ما تعنيه من احساس بالتفاصيل

التوسط والتوازن هو الامثل

توسط في العمل للدنيا والآخرة ، فكل منهما عبادة لله تعالى ، وتحقيق لغاية الوجود الإنساني

والتطرف فى اى اتجاه مفسدة كالسلطة المطلقة

28 comments:

-_- said...

انا مقتنع تماما بوجهة نظرك يا سال لكن ليا وجهة نظر متواضعة بما اني جربت الحياة داخل مصر و خارجها

يعني قد ارفه عن حياتي اذا كنت مستريحا ماديا في مصر اما خارج مصر فأستطيع ان ارفه عن حياتي حتى لو كنت فقيرا , فمفهوم الفقر في الخارج ليس هو مفهوم الفقر في مصر

انا فعلا احاول ان ارفه عن حياتي في مصر و لكني لم استطيع

فشكووول said...

السلام عليكم
كيف حالك
طبيعى هى الدنيا كد فى كد
وحياتنا نحن المصريين بالذات كدر فى كدر
لأننا لا نؤتمن على غدنا
فلهث ونجرى وراء التأمي ولا تأمين
ديننا الحنيف وسط بين كل شيئ
فلا لهاث ولا تفريط
ولكنها الحياه
تحياتى

Tears said...

القناعة كنزا لا يفنى

اهم حاجة ان الانسان يحافظ على طموحة بس فى نفس الوقت يعرف يرضى بحالة و يقول الحمدلله

فاروق سحير ( فاروق بن النيل ) said...

Sal
القصة معبرة عن الجشع والطمع يورد الإنسان المهالك
شكرا لك صديقى.
عندك واجب تدوينى يجب أن تحله الرابط:
http://www.farouksam.blogspot.com

Unknown said...

السلام عليكم

العبارة الأخيرة هي خلاصة ما بدر على ذهني أثناء القراءة..

فعلا الحل في تطبيق العبارة العبقرية:
"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا.. واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"

فهي كفيلة إذا طبقت بشكل سليم - مع تصحيح النية - أن تحدث التوازن المطلوب.

تحياتي على التذكرة الطيبة.

خواطر شابة said...

تعرف بحكم اني من مدينة سياحية دائما ما اغبط الاجانب لانهم يعيشون حياتهم لاخر لحظة تجده في الستين من عمره أو اكثر وقادم رفقة زوجته لتمضية عطلة في المدينة تجد كبار السن مستمتعين بالشمس والهواء منطلقين فرحين احيانا والله حتى من حرم منهم من نعمة الصحة تجده قادم ليستمتع وهو على كرسيه المقعد
معك كل الحق نحن نتعلم كيف نعيش لا كيف نحيا وشتان بين الامرين
تدوينتك في الصميم ودعوتك للتوسط في العمل للدنيا والاخرة هي وصفة النجاح

شهر زاد said...

اهلا
قصة تحمل عبر كثيرة جدا تجعل القارئ لها يفكر في حياته ويستوعبها جيدا
شكرا على اختيارك للقصص
تحياتي لك

أنا - الريس said...

بعد السلام
مليش حجة في الغياب بس والله الإرهاق اخذ مداه مني

المهم هيا الوسطية مطلوبة
والتطرف رغم وجود ولكن علينا احترامه
ليس خوفا ولكن حتي نستغشر الوسطية
وكذلك علينا احترام التسيب ليس في التسيب
لكن لولاه لما عرفنا الوسطية

خلاصة القول ما زاد عن الحد انقلب الي الضد حتي وإن كان خير ... إلا حب الله فاعتقداي من أحب الله وزاد في حبه ربما زهد الدنيا بثقافة الموت ولكن ليس حبا في الموت ولكن حبا في الله

Dr Ibrahim said...

بالفعل مفسده
فيجب أن نعيش
فى اعتدال وتوسط
ولكن هيهات هيهات
تحياتى لك

Dr/ walaa salah said...

على فكره يا سال تفتكر ان الجيل الايام دي بقى عنده نفس للجري

اظن لا وعنده حق

لانه عارف انه لو حتى وصل للي عايزه مش هيقدر ياخده للاسف

وفي الاخر نقول

هييييييييييه دنيا

Noha Saleh said...

المشكلة اننا فعلا بنفضل نجرى طول العمر وكل مانوصل لحاجة بنجرى تانى علشان حاجة تانية
طمع الانسان ده فطرة
بس فى ناس بتلاقى الراحة فى تعبها

sal said...

شارم العزيز

انا اعتقد كلامك اللى قلته قبل الزواج
بس لما بقيت عريس
اكيد والمفروض تستمتع وتحيا حياتك زى ما انتو عايزين
تقدر فى مصر تستمتع
لو عملت اى بروجرام انت والمدام ان شاء تتمشوا ع الكورنيش
اغتنم كل لحظة حلوة
بره الحياة منظمة وكل واحد على قده يقدر يستمتع
احنا حياتنا ملخبطة وفوضى
بس اعتبرها خلاقة يا اخى
هههههه
تحياتى وتمنياتى لك بالتوفيق

sal said...

فشكوووول حبيب عقلى

والله ليك وحشة يا عمنا
انت ما بتجيش ليه
والنبى ما تزهق ولا تزعل
انا عارف ان الغولة عينها حمرا
بس انت اعمل طناش
وعيش حياتك بالامل
باحترمك كثييييير

sal said...

تييرز
ماهى دى المعادلة المطلوبة

صدقت
تحياتى وتقديرى

sal said...

استاذ فاروق

منورنى دايما
واجب تانى ؟؟؟
اما اروح اشوف ايه الحكاية

تحياتى

sal said...

وعليكم السلام يا ماجد

يبدو ان التدوينة راقت لك
الحمد لله
شكرا لمرورك الكريم
السلام عليكم

sal said...

خواطر

كثيرا ما تكون تعليقاتك
تلخص جوهر المطلوب من التدوينة

بجد احييك على حسن تواصلك

تحياتى وتقديرى

sal said...

شهرزاد

سعدت بمرورك وكلماتك الطيبة

تحياتى وتقديرى

sal said...

سيادة الريس

انت ريس بمزاجنا
حضرت راضيين
عبت علينا نقلق بس راضيين

بس لو ريس غصب عننا ما حنفوتلك حاجة
ههههههه
متشكرين يا ريس ع التعليق
تحياتى وولائى

sal said...

د ولاء

دورت فى عقلى مالقيتش احسن من العنوان ده للتدوينة

هييييييه دنيا

الامل موجود يا دكتورة
لو مش الجيل ده فى اللى بعده

تحياتى

sal said...

نهى

ماحدش يلاقى راحته فى تعبه
الا لو كانت له رؤية ومفهوم كلى للحياة
ويمشى بما يمليهه عليه عقله وضميره

انما عشان نبرر اللهث والتعب
بنقول بالاقى راحتى فيه

وتستمر الحلقة
ربنا يسعد الجميع
ويسعدك

تحياتى وتقديرى

sal said...

د ابراهيم
بلاش هيهات هيهات
كل شئ ممكن بالارادة يا دكتور

حتى التطرف فى تبنى المواقف برضو مش حلو
هههههه

شرفتنى يا دكتور

تحياتى وتقديرى

-_- said...

سال

مقدرش على زعلك ابدا
و لو كنت قصرت في الزيارة الفترة اللي فاتت
فهتلاقيني الفترة الجاية عندك على طول

المهم انت متزهقش مني

sal said...

شارم

معقوله يا ابوحميد

حد يزهق من احبابه

.
..........

تحياتى

مغربية said...

الله
قصة بألف معنى
الله يهدينا
لن ننال منها الا ماكتبه الله لنا

عباس ابن فرناس said...

على فكرة القصة قريتها اكتر من مرة وباكتر من اسلوب وطبعاً المغزا اللى وراهاواضح
وبمناسبة قسوت قلوب السلاطين القصة بتشير الى ان السلطان رق قلبه للفلاح المسكين
لكن انا شايف العكس
لان الفكرة كان فيها خبس من السلطان لانه عارف ان النفس البشريه طماعة واكيد انه كان متوقع اللى حصل للفلاح المسكين

تحية عطرة

sal said...

مغربية

آنست وشرفت
نورتينا بمرورك الكريم

تحياتى وتقديرى

sal said...

عباس

الله ينور عليك
ما اشرت اليه وهو مكتوب بين قوسين
فى التدوينه هو من عندى
لاننى احمل نفس وجهة نظرك



تحياتى وتقديرى