Monday, November 22, 2010

مـحـرّم ، محظور؟؟؟














- 0

العيد مضى كالاعياد السابقة وكل اضحى
وانتم " مضحيين " وبالف خير
(وخلصت شوية المقالات الساخرة
وخلص تأثير "اللحمة والسخرية
وما بعد الهزل والاسترخاء الا الجد )







مـحـرّم ، محظور، عندنا
تــابــــــو عندهم


1 –

تقديــم
.................

يعود مفهوم التابو الى العبادات (الطوطمية) .. ويعني (الطوطم) بأنه كيان يمثل دور الرمز للقبيلة، وهو رمز مقدس باعتباره المؤسس أو الحامي لها
أول من أدخل اصطلاح (الطوطم) إلى اللغة الإنجليزية الرحالة (جي. لونك) عام 1791.. إذ استعمله في كتابه (رحلات وأسفار

.. كما استعملت كلمة الطوطمية في الدراسات الأنثروبولوجية لأول مرة من قبل العالم الاسكتلندي (جي. مكلينين) في عام 1870 لدى كتابته مقالاً بعنوان (الطوطمية

أما (التابو) فمعناه المحرم وارتبط بالمقدس العبادي لدى البدائيين.. أي إن التابو هو تحريم المس بالمقدس او تدنيسه.. وقد كتب العالم النفساني ( فرويد) كتابا حول الطوطم والعبادة الطوطمية.. اذ ارتبطت بنوع من العبادة البدائية أو الدين الأسطوري الابتدائي.. وهي تعتمد على مفهوم التثليث( الأب ، الأم، الابن).. التابو بالمفهوم الفرويدي يعني ( المحرم) وكان يشير به الى الجنس ، محللا تداعيات الكبت في السلوك الإنساني متأثرا في استخدام المصطلح من الدراسات الانثروبولوجية التي شخصت ماهية التابو كونه التحريم او المحرم ..
لكن تطور الأمر لاحقا إذ شمل المحرم او التابو ما يمكن تسميته التثليث التابوي ( الدين ، الجنس، السياسة).. فأصبح هذه التثليث غير قابل للتناول او المس

إما أهمية أركانه فتخضع لنمط السلطة الفارضة للتابو وأولويات أركان التثليث .. فالسلطات الشمولية تضع أولوية السياسة على رأس قائمة المثلث التابوي.. أي إن السلطات الشمولية ذات النهج الأيدلوجي الأحادي لا تقبل الشراكة السياسية للمختلف معها في الايديولوجيا.. وبذلك فهي تضع تابو إزاء المختلف الايديلوجي معها.. لكنها في الجانب الأخر قد تتقاطع مع بعض الأوجه الدينية كمنع أو قبول.. ويبقى الجنس خارج تابوهاتها
أما إذا امتزجت الايدلوجيا الشمولية بالدين فيكون التابو في أعرافها يشمل الدين ومناقشته أو الاختلاف الديني والمذهبي معه.. ويأتي الجنس وقضاياه مرتبطا بالمنظومات الأخلاقية والاعراف وزوايا النظر إليها. وهذا يقرب المسافة من الدين ويضع الجنس بمشتركات مع التابو الديني أحيانا، ..
وقد عاشت ورزحت أوربا والغرب في اوقات تاريخية تحت سلطة التابوات وبتنوعها السياسي والديني والجنسي ، الذي كان يدخل المخالف بدائرة الكفر والهرطقة، وعقوبته الحرق..

لكن وبإخراج السلطة الكهنوتية للكنيسة من واجهة السلطة
وإبعادها وفصلها عن السياسي، فقدت سلطتها التابوية بنسبة كبيرة وخاصة بعد سقوط الكثير من المعتقدات اللاهوتية وانتشار التوجه العلماني أو الإلحادي.. وهكذا خرج التابو الكهنوتي الكنسي من واجهة فرض سلطته والتحكم بتوجهات المجتمع
هذا بعد الثورة الفرنسية ، وما تبعها من تحولات فكرية وتحولات اقتصادية تمثلت بالثورة الصناعية


إن الحجر على الفكر والمعرفة هو حجر من نمط سلطة التابو
ولعل القرآن أشار الى الحوار والى المناظرة والى الجدل كأسس إنسانية وفكرية خارج التابو الفكري حين أشار بالآية الكريمة 125 من سورة النحل ( ادع الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).. أن الحوار هو سمة إنسانية سامية..وهو الذي يخلق المشتركات الإنسانية ويقلل الفجوة بين المختلفين.. وليس التابو.. ولكى نخرج من سلطة التابو الأيديلوجي الذي أقامته الدكتاتورية، يجب أن نرسي دعائم الحوار لا دعائم التابو الفكري.. ولنبدأ بأنفسنا ...خاصة بعد امتلاكنا التكنولوجيا الرقمية التى اصبحت سلاح بوجه التابو.. ولم يعد من شئ يمكن السيطرة

والحجر عليه..

لندع نور الضوء يلج مساماتنا.. ولنشرع النوافذ لدخول الشمس وتجدد الهواء النقي بعيدا عن العتمة والعثة التي يفرضها واقع القهر والاستبداد الذى نعيشه

...****......*****.......

2 –

فى عصر العولمة والإنترنت مازال هناك من يتعقب المقدس اتباعا او جحودا
هل ما زال حراس " التابو " محتفظين بيقينهما وحيويتهما وتواجدهما ؟...نعم ...
وهل ما سمى بمشروع " التنوير " أو " الخطاب الجديد " هو خطاب زائف ولم يحقق ذاته ؟ حتى الان ..نعم ...
........................
................


3 –

ممنوع الاقتراب ، ممنوع التصوير!!؟؟

" احترس " ، " قف " ، منطقة محظورة ، مليئة بالأسلاك الشائكة ، يرتبك أمامها الإنسان دون أي عون ثقافي أو معرفي تجاه أهدافها الخارقة والمتسلطة

والسؤال الذى يتبادر
كيف استطاعت بعض المفاهيم رغم هشاشتها " كطاعة ولى الامر " الاحتفاظ بكل هذا المجد المزيف أوكيف استمرت ديكتاتورية الموروث هذه كل هذا الزمن
انساننا بحاجة لمن يقول له : ان بعض هذا " المتوهم بأنه" مقدس أو عيب أو محظور ليس بحقيقى

انساننا بحاجة إلى من يفك له هذا " الالتباس" ، أو من يساعده على استيعاب العوالم الرمزية للثقافة الدينية والاجتماعية والسياسية ..
وهو فى اشد الحاجة الى ان يدرك
ان كثيرا من النصوص تنتظر حالة قراءة جديدة تكشف دلالاتها أو مدلولاتها لكي يعبر هذا الإنسان المتعثر معها نحو
سعة اوجدها الخالق واغلقها وضيقها المخلوق !!
وحرية وتكريم قررهما من هو اله فى الارض واله فى السماء بينما حجبهما الطغيان بكل انواعه

إن إنسان اليوم بحاجة إلى ألفة ، حوار ، تعاطف ، ولم يعد يطيق " الترهيب " و " الخطوط الحمراء " . إنه يريد الخلاص من هذا الرهاب

ندخل عصرا جديدا نخاف فيه أن يتحول كل شركاؤنا و أصدقائنا و أقاربنا وأصحاب السلطة إلى معصومين أو قديسين ، علينا أن نستأذن فى الدخول إليهم أو التحاور معهم ،
وحينما يرفضون و باسم المقدس نسقط فى " مستنقع الكآبة " باحثين عن خوارق جديدة
وأرقام وشعارات تخرجنا منه كخرافة البطل المخلص !؟

إن النمط الاستهلاكي المستشري فى تحويل الإنسان إلى بضاعة ، و التعليم الفاشل فى تنشئة الأجيال ، أو رقابة النصوص والوصاية ، اضافة الى القهر والجمود والاستسلام - كل ذلك وراء انتشار ظاهرة التخدير والالهاء
عن اولوياتنا فى العيش بحرية وكرامة

ولأننا مستلبين وليس لدينا القدرة على المواجهة منحنا تلك الظواهر وبشكل ساخر سيطرة أكبر علينا ، ولم نعد نرى سوى اللون " الأسود " بانتظار من يشعل لنا قوس قزح فى الأفق


* اننا لا ننشد الانحلال أو تحويلنا إلى جزر معزولة بسبب التحرر الحاد أو التشظي الذي استطاعت حركة الحداثة من خلال تاريخ المائة عام الماضية منحه لنا بالرغم من إنجازاتها الايجابية
سياسيا واجتماعيا
* لا نريد ان نكون فقراء ثقافيا ومفلسين روحيا ، بل نريد التأكيد على حاجتنا الى القيم الأخلاقية والروحية ، لكى لا تجد النفس والروح عزاء ولا زادا

* ولا نتمنى للعلاقات الانسانية والأواصر التقليدية تضعف وتنهار ، والفردية النرجسية تتفشى

ولكن الحرية المبتغاة هى تلك التى تسعى لخلاص الإنسان من كل قيوده بمسؤولية اى مع الأخذ فى الاعتبار القيم الأخلاقية

بدافع الرغبة واليقين لا بدافع الحاجة أو بمقولة " شئ أفضل من لا شئ " وعلى أن لا تحوّل الحرية تحت أى ظرف " البطل " إلى " ديكتاتور

************
المسألة تحتاج الى التوضيح
وفى التدوينات القادمة ان شاء الله ساتناول اوضاع المرأة " نصف المجتمع "
فى أجواء التخلف والقهر والظلام فى محاولة الى الانتقال بها إلى أجواء المسؤولية والمواجهة وبناء الشخصية المتفاعلة مع الواقع الاجتماعي والصعود إلى آفاق حضارية تليق بها...
متبنيا رؤية احسبها تمثل الرأى الصواب


10 comments:

Tears said...

الزن على الودان امر من السحر

كلما ازداد المجتمع تخلفا كلما زادت التابوهات

لو دققت ح تلاقى التابوهات النهاردة اكتر من زمان و فيه حاجات فى افلام الابيض و الاسود سواء كلام او مشاهد كانت عادى وقتها و المجتمع متقبلها دلوقتى بقت تعتبر كارثة و يطلعلك متشنجين ينددوا بيها

الرك على البيئة

خواطر شابة said...

المتعارف عليه في مجتمعاتنا هي تابوهات ثلاثة الدين الجنس والسياسة فكرة التابو تجعل هذه مواضيع محظورة يتم الاقتراب منها على استحياء ويحجر على كل من يحاول ان يجدد يها او من له وجهة نظر ينظر اليها على انها مخالفة
لكن مع ذلك اؤمن دوما انه ينبغي ان يكون دوما لدى الانسان رقابة ذاتية ومعايير اخلاقية يحترمها وليتحدث فيما يشاء بمعنى ان لا ننتقل من النقيض للنقيض من تابو لا نقترب منه الى تمييع للموضوع دون حدود
اتمنى ان اكون قد استطعت توضي وجهة نظري وفي انتظار مواضيعك القادمة عن اوضاع المرأة فأنت باختيارك لهذا الموضوع بالذاث قد تكون دخلت بمحض ارادتك لعش دبابير
دمت بكل ود

sal said...

العزيزة تييرز

الرك ع البيئة
طبيعى اختى العزيزة وخاصة عندما تكون
ساكنة راكدة ،،،،لا شك ان الطحالب ستتكاثر وتشوه الرؤية فتزداد الضبابية
والالتباس
المفروض نتكلم بكل صراحة وحرية وشفافية دون وجل او خوف الا من الله

وما ينفع الناس فيمكث فى الارض


تحياتى وتقديرى

sal said...

العزيزة خواطر

انت فى تعليق سابق منذ مدة سبق ان تناولت مثل هذا ووعدتك ان اكمل لاحقا
وهاانذا افعل
والتدوينات القادمة هى عش الدبابير
اما هذه فهى توطئة وتقديم كما اسلفت
وانا اعلم يقينا اننى اقترب بل سادخل فى المكان الذى وصفته
لكنى استخرت المولى وانا متوكل عليه
ومستعد لكل التبعات عن طيب خاطر يا خواطر

لك تحياتى وتقديرى

فاروق سحير ( فاروق بن النيل ) said...

Sal
مفهوم الحرية يختلف من عصر إلى عصر ومن بلد إلى بلد ومن مجتمع إلى مجتمع وبمعنى آخر من تعتبره منحلا خلقيا يعتبره مجتمع آخر أو بلد آخر حرية وعموما الإنسان بفطرته يعرف الصواب من الخطأ ويعرف العيب من اللاعيب بدليل أنه برغم هذه الحرية بالغرب حيث تجد الفتاة تقبل حبيبها فى أى مكان وتحتضنه لمدة طويلة ولاأحد يكترث ومع ذلك لاتجد واحده أو واحدا يمشى عاريا بالشارع أو بالمواصلاات أو بالسينيمات وبرغم من وجود شواطيئ عندهم بها حرية التعرى ولايسمح لأحد أن يدخلها إلا إذا فعل مثلهم
النهاية أن المباديئ لاتتجزأ وأن الإنسان يجب أن يلتزم بما أقره الدين ,اقصد جميع الأديان السماوية تدعوا إلى الفضيلة وتنبذ الرزيلة وشكرا لك صديقى

عباس ابن فرناس said...

ان انسان اليوم بحاجة الى :
لغة حوار
تعاطف
ولم يعد يطيق الترهيب والخطوط الحمراء
انه يريد الخلاص من هذا الرهاب :)
بتاكيد انسان اليوم هو جوهر الموضوع
ولكن هل انسان اليوم يريد الخلاص فعلا !
و على فكرة
حراس "التابو" لم يعودو فى حاجة الى الاحتفاظ بيقظة وحيوية اوحتى تواجد ! لانه وببساطة " انسان اليوم " اصبح هو الحارس !
لانه وببساطة اشد مشروع التنوير "ويجب ان نضع اكثر من خط تحت كلمة تنوير" كان مشروع زئف
وكان من الممكن ان يترتب عليه نتائج عكسية
يبقا الشق الدينى او التبوه الدينى
وهو ملتبس ومعقد

لذلك وكما قلت انت المسالة تحتاج الى التوضيح
ونحن فى الانتظار

تحياتى وتقديرى

sal said...

استاذنا الفاضل فاروق

اشكرك على تعقيبك وكلماتك الطيبة
الفضيلة والرذيلة
تلك هى الثنائية التى يجب ان نتبينها
ربما تتضح الصورة فى التدوينات القادمة
فالى لقاء قريب ان شاء الله

تحياتى وتقديرى

sal said...

عباس

تماما كما أشرت
ملتبس ومعقد
اتمنى فى التدوينات القادمة
ان نزيل بعض الالتباس

لك تحيتى وتقديرى

sal said...

انا اعلم من البداية
ان التعليقات ستكون محدودة
ولكننى فى نفس الوقت
اؤمن انه ليس من حق احد ان يقف امام الملاء ويقول انا الاسلام
وليس من حق احد ان يزعم بأنه يتمتع بحصانة اسلامية خصته بها السماء دون المسلمين ونزهته عن النقد والسؤال واحاطته بسياج العصمة والقداسة
لكنهم فى زماننا يقولون ذلك
يختلفون ويتبادلون الاتهامات
ويتحول الامر من قبول او رفض للاجتهاد
ليصبح ايمانا بالله او كفرا به ودعما للاسلام او طعنا فيه
والاسلام برئ مما يفترون

كل ذلك جلى وواضح لدى وانا اخوض
هذا الطريق
اكرر شكرى وتقديرى لكم
امرأتان ورجلان
متساويين باذن الله

Dr/ walaa salah said...

بصراحه اول مره اسمع عن مصطلح التابو

بجد مشكور على المعلومات اللي جيبتها عنه

وفى التدوينات القادمة ان شاء الله ساتناول اوضاع المرأة " نصف المجتمع "
فى أجواء التخلف والقهر والظلام فى محاولة الى الانتقال بها إلى أجواء المسؤولية والمواجهة وبناء الشخصية المتفاعلة مع الواقع الاجتماعي والصعود إلى آفاق حضارية تليق بها...
متبنيا رؤية احسبها تمثل الرأى الصواب


انا في انتظار البوست القادم لان بصراحه عنوانه عصبني اوي واكيد هقولك ايه سبب العصبيه دي بس لما اقرأ البوست القادم الاول

مشكور وفي انتظار جديدك