Wednesday, November 24, 2010

المرأة ...2





المرأة ...2

النساء ناقصات العقول

المورد الذى نحن بصدده هو أنّ النساء:

" ناقصات عقل ودين " و «ناقصات العقول والإيمان والحظوظ»

ولو عرضنا هذا الحديث على القرآن والوجدان لتبيّن لنا انه لا يجوز مثل هذا الكلام ولرأينا أنّه من بنات أفكار الثقافة السائدة التي كانت تحتقر المرأة.

فمن حيث «نقصان الحظ في الميراث» وأنّ سهم الاُنثى نصف سهم الذكر فهو فرض من الله لا لنقص في المرأة، وإلاّ فالوالدان سهمهما أقل من النصف بالنسبة للأولاد، أي السدس، فهل معنى هذا أنّ الوالدين ناقصا الحظ؟ وهل في ذلك منقصة على الوالدين؟

وهكذا في مسألة «نقص الإيمان» المعبّر عنه في الرواية أنّها تترك عبادتها أيام عادتها، فهو أيضاً بأمر الله تعالى، فنفس ترك العبادة يكون عبادة لأنّها بأمر الله، كما أننا نترك الصوم في السفر إمتثالاً لأمر الله تعالى.

ثم إنّ الإيمان شيء باطني وقلبي يختلف باختلاف الأفراد ولا علاقة له بالرجل والمرأة ولا يرتبط بعدد الصلاة والصيام، فالخوارج كانوا من أصحاب الجباه السود من كثرة العبادة ...،

ان كل من له أدنى معرفة بالدين والإسلام يعرف بأنّ الإيمان شيء قلبي قد يكون كثير من النسوة أكثر إيماناً من الرجال وذلك لإرتباطهن القلبي بالله تعالى في حال الصلاة وفي غيرها، بينما قد يكون المصلي ساهياً في صلاته وغير مرتبط بالله ولا يتوكل عليه في سلوكه وأعماله.

أمّا نواقص العقول فالحقيقة أنّ عقل المرأة لا نقص فيه،

غاية الأمر أنّ عاطفة المرأة قد تغلب على عقلها في أغلب الأحيان لما أعطاها الله تعالى من عاطفة وحنان ورحمة ،

والعاطفة كالعقل في كون كل واحد منهما وسيلة إلى الله والكمال الإنساني

وفي مقابل ذلك تغلب الحماقة على عقل الرجل كما هو الملاحظ في غالبية الناس، فالعقل لوحده غير مطلوب في الرجل إلاّ مع اقترانه بالعاطفة، فالدين هو الحبّ كما ورد في الروايات، والعقل لوحده لا يفيد صاحبه على مستوى الحبّ لله ، فقد تصل المرأة بعاطفتها في مدارج الكمال ما لا يصل إليه الرجل بعقله،

وعلى كل حال فلو سلّمنا أنّ المرأة ناقصة العقل بالنسبة إلى الرجل، فالرجل بدوره ناقص العاطفة بالنسبة إلى المرأة،

وإذا كان ذلك يشكّل نقصاً للمرأة كان هذا أيضاً يشكّل نقصاً للرجل، ولكن الصحيح أن لا هذا ولا ذاك،

وعندما يقول الله تعالى عن كل من الرجل والمرأة: (فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) ، فهذا يعني أنّ كل واحد من المرأة والرجل مكتمل الخلقة إلى درجة أنّ الله تعالى يبارك نفسه هذا الصنع والخلق، وما نراه من حاجة كل منهما إلى الآخر لا يعني النقصان بالضرورة .

واذا كانت علّة نقصان الإيمان بترك الصلاة والصيام أيام الحيض، ومعلوم أنّ ذلك بأمر من الله تعالى، وإذا كان ذلك امتثالاً لأمر الله تعالى فهل يعدّ نقصاً في الإيمان؟ وهل أنّ النبي (صلى الله عليه وسلم) وكل مسلم عندما يترك الصيام في السفر إمتثالاً لأمر الله أو يقصّر في صلاته بأمر من الله يعدّ ناقص الإيمان أم يعدّ ذلك من كمال الإيمان والتعبّد بما أمر الله تعالى؟!

وهكذا في نقصان العقل، فالعلّة المذكورة في الرواية هي أنّ الشريعة قررت شهادة امرأتين في مقابل شهادة رجل واحد، وهذا لا يوحي بنقصان العقل الذي ورد في الروايات

هذا العقل مشترك على حدّ سواء بين الرجل والمرأة، ومجرد غلبة النسيان على المرأة كما تعلل الآية الشريفة ذلك: (فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الاُْخْرَى).

هذا النسيان الذي يتعلق باُمور فسيولوجية خاصة من ناحية أو ربما كان بسبب إلغاء دورها الاجتماعي وعدم الاهتمام بتثقيفها وتعليمها ، وهذا لا يدل من قريب أو بعيد على نقص العقل.

وأمّا بالنسبة إلى الميراث فقد ذكر العلماء والفقهاء تبعاً لما ورد في الروايات أنّ ذلك يعود إلى وجوب النفقة والمهر على الرجل وليس على المرأة شيء، فتكون النتيجة أنّ سهم المرأة سيكون بالتالي أكثر من الرجل، أي أنّ النقص في سهم الرجل وليس المرأة، مضافاً إلى ما اسلفنا من أنّ الوالدين يأخذان أقل من البنت، أي السدس أو الثمن، وعليه فهل يصح أن نعيّر الوالدين بأنّكما ناقصا الحظوظ؟!

أقول هذا وأعلم جيداً أنّ الكثير من النساء المؤمنات في هذا الزمان يشعرن بحالة من الامتعاض والحيرة والألم بسبب هذه الأحاديث المنسوبة إلى الرسول رغم تسليمهن وسكوتهن، فهل يصح أن نصرّ ثم نحتال لتأويلها بمثل هذه التأويلات التعسّفية؟!

واذا عرضنا هذه الرواية على القرآن الكريم الذي يثني كثيراً على النساء المؤمنات ويجعل من بعضهن كمريم وآسية اُسوة لجميع المؤمنين والمؤمنات ويدافع عن الظلم الذى لحق بالمرأة في العصر الجاهلي، فهل نجد أنّ هذه الرواية تتفق مع مفاهيم القرآن ومبادئه السماوية، أو تتقاطع معها؟

ألا يعني التعليل الوارد في الرواية أنّ جميع النساء ومنهن مريم وآسية وامهات المؤمنين هنّ ناقصات العقول والإيمان؟ وهل يستقيم ذلك مع جعل القرآن هؤلاء النسوة اُسوة لجميع المؤمنين من الرجال والنساء:

(وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ).

وقوله تعالى:

(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً).

وقوله تعالى:

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ).

وغيرها من الآيات الكريمة التي يفهم منها بكل وضوح المساواة في العقل والإيمان والمنزلة والكرامة وغير ذلك،

فهل تنسجم هذه المفاهيم القرآنية مع ذم المرأة والتنقيص من شأنها؟

15 comments:

Dr/ walaa salah said...

في البدايه يا سال اسحب عصبيتي في تعليقي في البوست اللي قبل اللي فات

لاني اعتقدت انك هتكتب عن حاجه تانيه خالص بخصوص تحرير المرأه

لكن ما وجدته في مقالاتك يجعلني اقف لقلمك وفكرك احتراماً

بجد مواضيعك وتفسيراتك رائعه

في إنتظار جديدك

Haytham Alsayes said...

بس ياريت كل الناس تفهم كدة
لا دة في تعصب جاهل واحمق في كل شىء
تحياتي وتقديرى علي مقالك الرائع والمميز الحقيقة اخر بوستين مميزين جدا ودة ميمنعش ان الكل رائع ودة مش محتاج واحد زي يقوله لانه واضح للعيان

بالنسبة للميل وجهة نظرك وضحت واقدرها واحترمها وارجوك الا تحرمني من نصائحك انا معرفش سنك قد ايه بس باين انو كبير عني اكيد عشان كدة انصح واحد لسة يخطو خطي حثيثة نحو الحيااة

وزى مابتقول
زنة محبتي لك

تحياتي

Tears said...

كل ده جميل و عندى كمان بحث معتمد من الازهر بيثبت ان شهادة المرأة تساوى شهادة الرجل بس طبعا كل الكلام المستنير مخفى و التخلف بس هو اللى بيطلعلنا لان الازهر مات و مش فاضل غير البترودولار

الحديث ده واضح انه مغلوط بالمنطق لان مافيش شخص مهذب يطلع يشتم النساء و يوم العيد فمابالك بالرسول لكن رغم كده الحديث ده بيذكر فى التلفزيون كتير جدا و مش بس فى البرامج لكن فى الاعمال الدارمية كمان

غالبية العقول عفنت و عايزة الحرق

sal said...

د ولاء

على الرحب والسعة
اهلا بك حتى لو بعصبية
هههههه
فالحمد لله يوجد لدى متسع فى القلب والعقل
للموالف وللمخالف

شكرا لكلماتك الطيبة

sal said...

صديقى هيثم

ساتواصل معك ع الايميل ان شاء الله
شكرا على مرورك وكلماتك الطيبة

تحياتى

زنة " الباقى انت عارفه
ههههههه

sal said...

العزيزة تييرز

يا رب ما اكونش من اللى عايزين الحرق

هههههه

انا عارف انك انسانة واعية
ومقتنع بينى وبين نفسى ان احنا قريبين
فى التوجه العام
وكنت فى تدوينه سابقة لك
عن القوامة ذكرت لى ان ادلو برأى فى المسألة وانا اخدت الموضوع جد وخدت رؤية للمرأة من جوانب موروثاتنا التى اعتقد بعدم صواب ما وصل الينا بخصوصها
وهانذا احاول بهذا الجهد الذى لا ادعى الا انها رؤية انا مقتنع بها
واشرت الى ذلك فى التدوينة الاولى من هذه السلسلة

وليس امامى من وسيلة للتغيير الا الكلمة "حتى الان "فهل يا سيدتى تريدين ان اتوقف
ههههه

جدوى هذه التدوينات كما ارى هو
ان التصورات الكبرى تبنى على فرضيات ومسلمات
قد تكون صغيرة فى البداية لكنها تتراكم وتزداد مع الزمن حتى تصبح
حقائق او اشبه بالحقائق ، ونمط تفكير وسلوك نبنى عليهما رؤيتنا الكلية للحياة
ولذا وجب التدبر فى اصل المسألة
...............
اتمنى ان اعرف البحث الذى اشرت اليه


تحياتى وتقديرى

شهر زاد said...

اعجبني جدا موضوعك وطريقة تناولك له لانه يعتمد البساطة في التحليل
تحياتي لك اخي

عباس ابن فرناس said...

على فكرة اعتقد ان لو المراء كانت ناقصة عقل لكان ذلك اولا برجل منها
فالمراء هى الام التى ربت وعلمت الرجل !

حتى مسالة العاطفة
وكما قلت انت يا سال لها دوافعها واسبابها المنطقية

......

وفى مقابل ذلك تغلب الحماقة على عقل الرجل وكما فى غالبية الناس !
:) اعتقد انك بالغت فى هذه النقطة يا سال
عموما مشكور على هذا المجهود
وتحية عطرة

Unknown said...

أخي سال:
بداية أحييك على محاولتك إبراز الفهم الصحيح لبعض النصوص النبوية حول المرأة والتي تراكم الفهم المغلوط لها عبر قرون عدة للأسف!!!

بالنسبة لموضوع الطرح اليوم، أردت أن أذكر موقف حدث بيني وبين أحد أفراد العائلة، وكان يصر على الاعتماد على حديث (النساء ناقصات عقل) بأنهن لست أهلا لتحمل المسئولية.. المهم راح يتكلم حوالي ربع الساعة، وأنا أستمع إلى حججه الواهية.. وفي النهاية سألته سؤالا واحدا:
لو كانت المرأة أقل شأنا من الرجل في تحمل المسئولية.. هل كان الله عز وجل سيساوي بينها وبين الرجل في الحساب يوم القيامة؟؟ أليس هذا ظلما؟! وحاشا لله أن يتصف بهذه الصفة!!!

فسكت الرجل وللأمانة أقر مباشرة بخطئه ولله الحمد.

تحياتي.

Unknown said...
This comment has been removed by a blog administrator.
sal said...

شهرزاد

شكرا لمرورك الكريم وكلماتك الطيبة

تحياتى وتقديرى

sal said...

عباس

احييك على تعليقك اولا

وتانيا مفيش مبالغة ولا حاجة
انظر حولك بتمعن وشفافية وبدون تحيز
حتلاقى الكلام صح

يا سيدى اعتبرنى مبالغ حبتين
هههههه
ما الرجالة مبالغين كثييير فى اصطياد
هفوات النساء
وبينظروا لهم نظرة دونية


شكرا عباس
تحياتى وتقديرى

sal said...

د لكتر

انا اسف ان تعليقك اختفى رغم انى
وافقت عليه
والله دا اللى حصل
................
عموما انا فاكر انك كنت بتقول
ما معناه :علينا ان نهتم بقضايا اهم من كده
.................
انا يا سيدى شايف انه موضوع مهم
ولك مطلق الحرية ان تقول ما سبق
خلينى انا اعك واقول اللى يعجبنى
فى مدونتى وقول انت اللى تراه مهم فى مدونتك انا احترم رأيك وانت تحترم رأى

دا اللى عايز اقوله
بس خلاص

برضو تحياتى وتقديرى

sal said...

ماجد

اولا
وفقك الله الى ما يحب ويرضى

................
وتانيا
اعذرنى
لاننى لم اوافق على تعليقك الثانى الخاص بالرد على احدى التعليقات السابقة
والسبب واضح لدى وهو اننى لا احبذ
اعطاء الدروس لأى انسان من باب ما سمى استعلاء الايمان "ظلما"
وتحويل المدونة الى ساحة سجال
لاننى لا ادعى اننى امتلك الحقيقة المطلقة
واؤمن بان رأى قد يكون صوابا

يحتمل الخطأ ورأى غيرى قد يكون خاطئا ويحتمل الصواب
كما قال الشافعى

ماجد
انت فى دارى ومطرحى
رفقا اخى بضيوفى


تحياتى

Tears said...

شكرا سال

ساقوم بنشر البحث بس مستنيه اروق شوية عشان عارفه كمية الهاموش و الناموس اللى البحث ممكن يطلعهملى
!

عموما هو بحث للدكتورة زينب رضوان