Tuesday, March 18, 2008

لا إكـــــراه


لا إكراه
من الطبيعي أن يسعى أصحاب كل دين وفكر لنشر دينهم والتبشير بمعتقدهم ليغطي أكبر مساحة ممكنة من أبناء البشر
فما داموا يعتقدون الصواب فسيكونون مندفعين لدعوة الناس إليه كما أن وفاء وإخلاص كل شخص لمعتقده يجعله متحمسا للدعوة اليه،،،،
ولأن الدين يصبح جزءا هاما من ذاتية الإنسان وشخصيته فأي تقدم أو مكسب للدين يعتبره الإنسان تقدما ومكسبا ذاتيا وشخصيا
ولكن كيف تكون الدعوة ؟
إن الطريق الصحيح والمشروع هو محاولة إقناع الآخرين والتأثير على نفوسهم ، ولكن البعض قد يستخدم القوة والعنف لفرض الذي يؤمن به على الآخرين، وهذا ناتج اما عن الجهل أو - روح التسلط والظلم
فمن يفرض ما يعتقده على الناس بالقوة والقهر إنما يعترف بفشل عقيدته وعجزها عن استقطاب الناس واقناعهم،،،،
أو ان الامر ليس الا ستار وغطاء لمأرب شخصية لعدوانه وتسلطه على الناس،،،،،
وكم عانت البشرية وتحملت المصائب والمآسي في حروب وصراعات دامية تحت شعارات دينية وفكرية،
ففي العصور الوسطى مثلا رزحت الشعوب الأوروبية في ظل القمع والإرهاب باسم الكنيسة حيث سن الملك الفرنسي (شارلمان) قانونا يقضي بإعدام كل من يرفض أن يتنصر، ولما قاد حملته القاسية على السكسونيين والجرمان اعلن ان غايته إنما هي تنصيرهم .
بينما جاء الإسلام وأعلن موقفه الواضح والصريح من حرية الاعتقاد واختيار الدين، وارسى القرآن الحكيم مبدأ الحرية الدينية الفكرية في قوله تعالى: ﴿ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)))
فكيف بالافكار والاراء- التى تفرض فرضا بالحديد والنار ووسائل التعذيب والقمع التي زاولتها دول عدة ... ولم تقصر وسائل القمع والقهر على الذين لم يدخلوا تحت لواء تلك المعتقدات ، بل إنها ظلت تتناول في ضراوة الذين لم يدخلوا في مذهب الدولة-ان كان لها مذهب- وخالفوها في بعض الاعتقاد
جاء الإسلام يعلن - من أول ما يعلن- هذا المبدأ العظيم الكبير: ﴿ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي))
وفي هذا المبدأ يتجلى تكريم الله للإنسان، واحترام إرادته وفكره ومشاعره، وترك أمره لنفسه فيما يختص بالهدى والضلال في الاعتقاد، وتحميله تبعة عمله وحساب نفسه.. وهذه هي أخص خصائص التحرر الإنساني....وان كان هذا الاحترام والتكريم لحرية الانسان فى الدين فمن باب اولى ان تحترم حريته فى غيرها كالسياسة مثلا...الانسان حر ومكرم لذاته ...وبدون خطأ مطبعى... اكرر الانسان حر ومكرم لذاته .


3 comments:

Anonymous said...

التحول من الظلم إلى الحرية يبدأ معرفيا ً برفضك الإكراه في المعتقد أي عليك أن تؤمن بأن الناس أحرار في أعتقادهم فيما يختاروه من أفكار وقيم . وهو هو قانون الاختلاف ووحدة الأضداد فبدونه لاحياة إنسانية بل عودة للحيوانية.. القوي يأكل الضعيف... فإن تكون إنسانا ً معناه أن تكون حراً في إختيارك لما تعتقد وتؤمن به من أفكار وقيم. فالقيمة الحقيقية للإنسان هي حريته فيما يختار

Anonymous said...

اتمنى لك كل التوفيق فى هذه المدونة المميزة

sal said...
This comment has been removed by the author.